مقترحات جديدة بشأن الحدود الأيرلندية لتجنب بريكست دون اتفاق
إعلان المفوضية الأوروبية حول إمكانية تخلّيها عن بند شبكة الأمان يأتي في وقت أعلنت فيه بروكسل تلقّيها وثائق بريطانية تحتوي خطوطا عريضة للترتيبات الحدودية التي تقترحها لندن.
الأربعاء 2019/10/02
يسعى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون المحاصر في الداخل للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن بريكست مع بروكسل قبل منتصف الشهر الجاري لتجنب عرقلة مساعيه للانفصال في 31 أكتوبر، إذ أن مجلس العموم البريطاني لن يوافق على انفصال دون اتفاق وسيفرض على جونسون تمديد اتفاق بريكست إلى غاية يناير 2020.
لندن- أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن بلاده ستعرض مقترحات جديدة بشأن اتفاق بريكست “قريبا جدا”، بينما نأى بنفسه عن خطة تم تسريبها وتتعلق بالحدود مع أيرلندا.
وقال جونسون لشبكة “بي.بي.سي” من مانشستر حيث ينعقد مؤتمر حزبه المحافظ “سنقدم عرضا جيدا للغاية. سنعرضه رسميا قريبا جدا”.
وتشير نسخ مقترحاته المنتظرة منذ مدة طويلة والتي أوردتها وسائل إعلام بريطانية وأيرلندية إلى أنه يرغب في أن يتم تفتيش البضائع بعيدا عن حدود أيرلندا مع السماح بمرور الأغذية والمنتجات الزراعية من دون عوائق.
والخطة المذكورة مصممة لإبقاء الحدود بين أيرلندا، العضو في الاتحاد الأوروبي، وأيرلندا الشمالية التابعة لبريطانية مفتوحة بشكل كامل بعد بريكست، المقرر في 31 أكتوبر. ووصف نائب رئيس الوزراء الأيرلندي سايمن كوفيني الخطة التي تناقلتها وسائل الإعلام بأنها “غير قابلة للنجاح”.
وكتب كوفيني “حان الوقت ليحصل الاتحاد الأوروبي على مقترح جدّي من الحكومة البريطانية إن كان سيتم التوصل إلى اتفاق بشأن بريكست في أكتوبر”، مشيرا إلى أن أيرلندا الشمالية وبلاده “تستحقان أفضل من ذلك”.
وقال جونسون لإذاعة “بي.بي.سي” إن التقارير الإعلامية عن مقترحاته “ليست صحيحة تماما”. وأفاد بأن ما أطلق عليه مراكز التخليص الجمركي المخصصة للبضائع لم تكن جزءا من حلّه المقترح الذي ذكرت وسائل إعلام بريطانية أنه سيُعرض على بروكسل بحلول عطلة الأسبوع.
ولكنه أكّد على أن بريطانيا اقترحت طريقة لإلغاء التفتيش على الماشية وبعض الأغذية التي تمر عبر الحدود عبر السماح بتطبيق قواعد الاتحاد الأوروبي في أيرلندا الشمالية، كما في أيرلندا.
وقال إن المقترح يتضمن “منطقة واحدة للزراعة والصحة وصحة النباتات الزراعية، وهو تنازل كبير من الحكومة البريطانية”.
وأضاف أنه “يغطي قسما كبيرا من التجارة شمال وجنوب الحدود، بينما سيتواصل اتّخاذ القرارات المتعلقة بالقواعد الصحية وصحة النباتات من قبل بروكسل من دون أي تدخل من المملكة المتحدة”.
وشدد جونسون كذلك على التزامه بضمان تنفيذ بريكست دون أي تأخير إضافي. وتم تأجيل موعد مغادرة بريطانيا من التكتل مرتين بعد المهلة النهائية الأساسية التي كانت في أواخر مارس.
وأبرمت بريطانيا اتفاقا بشأن بريكست مع الاتحاد الأوروبي العام الماضي في عهد رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي لكن البرلمان البريطاني رفضه ثلاث مرّات.
وكانت خطة شبكة الأمان التي قد تبقي بريطانيا في الاتحاد الجمركي مع التكتل الأوروبي إلى مدة غير محدودة لمنع عمليات التفتيش على الحدود مع أيرلندا بين المسائل الأكثر خلافية.
والترتيب الخاص بأيرلندا هو بند يلزم بريطانيا باتباع قواعد الاتحاد الأوروبي التجارية إلى حين إيجاد طريقة أفضل لتجنب فرض قيود حدودية صارمة بين إقليم أيرلندا الشمالية البريطاني وجمهورية أيرلندا.
وبعد أكثر من ثلاث سنوات على استفتاء عام 2016 تقترب بريطانيا من الموعد المقرر للخروج يوم 31 أكتوبر الجاري دون تفاهم واضح حول ما إذا كانت ستغادر باتفاق أم دون اتفاق أو ما إذا كانت ستغادر أصلا في هذا الموعد.
ونجحت سياسة التشدد التي ينتهجها رئيس الوزراء البريطاني في التفاوض مع الاتحاد الأوروبي في تليين موقف بروكسل بشأن إعادة التفاوض حول نص اتفاق بريكست، وإعلان استعدادها حذف بند شبكة الأمان المثير للجدل، وهو موقف لم تُسعف به بروكسل رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي.
خطة شبكة الأمان التي قد تبقي بريطانيا في الاتحاد الجمركي مع التكتل الأوروبي إلى مدة غير محدودة لمنع عمليات التفتيش على الحدود مع أيرلندا كانت بين المسائل الأكثر خلافية
ويرى جونسون أن تهديد الخروج الفوضوي من الاتحاد الأوروبي سيجبر بروكسل على الإذعان ومنح لندن شروطا أفضل، ستتيح لها إبرام اتفاقيات تجارية مع قوى عالمية مثل الصين والولايات المتحدة، وهو ما يؤكده تراجع بروكسل المفاجئ عن موقفها من الحدود الأيرلندية.
وأعلن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أنه مستعدّ للتخلّي عن بند “شبكة الأمان” المتعلق بأيرلندا الشمالية في اتفاق بريكست، بشرط أن تتحقق كل الأهداف المرتبطة بالمسألة، في ما يعد اختراقا بريطانيا لموقف بروكسل المتشدّد في هذه المسألة منذ بداية مفاوضات الانفصال.
ويأتي إعلان المفوضية الأوروبية حول إمكانية تخلّيها عن بند شبكة الأمان، في وقت أعلنت فيه بروكسل تلقّيها وثائق بريطانية تحتوي خطوطا عريضة للترتيبات الحدودية التي تقترحها لندن.
وتمثّل هذه التصريحات غير المسبوقة والتي لم تُسعف بها بروكسل حكومة رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي، انتصارا للنهج المتشدّد الذي يتخذه رئيس الوزراء البريطاني في التفاوض، فيما يبدو أن الاتحاد الأوروبي أكثر هلعا من تداعيات بريكست دون اتفاق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق