الأحد 29 شتنبر 2019 - 05:35
ربما يكون "جيل الألفية" هو الأكثر شهرة وفي الوقت نفسه الأكثر انتقادا؛ ولكنه ليس الجيل الأحدث، كما هو الأمر بالنسبة إلى "الجيل زد" الذي ينتمي إليه معظم الشباب في سن العشرينيات والمراهقين الحاليين. فالمستقبل هو "الجيل ألفا"، الذي ينتمي إليه من ولدوا بداية من العام 2010 ومن سيولدون حتى عام 2025 والذي يعد أول جيل رقمي بنسبة 100%.
لقد تم وصف "جيل الألفية" بأنهم قلقون ونرجسيون وأنانيون، وبأنهم يعتقدون أن لديهم كل الحق في الحصول على كل ما يريدون. وعلى جانب آخر، وصف "الجيل زد" بأنه جيل العدالة الاجتماعية والأكثر فهما وتأقلما مع التغييرات الاجتماعية ومتفتحا فيما يخص الجنس.
فكيف سيكون "الجيل ألفا" أبناء "جيل الألفية"؟
وفي صحيفة (غارديان) البريطانية، وصف هنري روز لي، المؤلف والمحاضر ما بين الأجيال، "الجيل ألفا" بأنه "جيل الألفية ولكن مع كويكبات".
وليس غريبا أن يكون "الجيل ألفا" هم أبناء من شكلوا هذا الجيل، وهذا الأمر بالنسبة إلى سيليا دياز كاتالان، الدكتورة في علم الاجتماع والأستاذة بجامعة كومبلوتينسي بمدريد، هو أساسي.
وأشارت دياز كاتالان إلى أن "السؤال يجب أن يكون من هم آباء من يُطلق عليهم الجيل ألفا، لأن المشكلة تكمن في ماهية التعليم الذي يتلقونه بالفعل والاهتمام الذي يحصلون عليه من آبائهم".
وصرح جيف فروم، مؤلف كتاب "التسويق للجيل زد"، لوسيلة إعلام أمريكية، بأن "الجيل ألفا" سيعاني من تكنولوجيا الإرسال.
سيكونون غير صبورين عندما لا تفي الأشياء احتياجاتهم بشكل سريع، ومن المؤكد أن مدى انتباه هؤلاء الأطفال سيكون أقل بكثير من أسلافهم، الذين ينخفض لديهم بالفعل.
وأيضا وجود الشاشات بشكل مستمر ودائم من الممكن أن يجعلهم أكثر اجتماعية من "الجيل زد".
بالنسبة للدكتورة في علم الاجتماع، من المهم الإشارة إلى وجود اختلاف جوهري يفرقهم عن بقية الأجيال، ألا وهو عدم المساواة الاجتماعية، وأوضحت كاتالان "في ظل نمو هذا الجيل وسط الأجهزة التكنولوجية المزودة بشاشات وبإمكانية الوصول إلى الإنترنيت -مثل الجيل السابق- فإن هذا الجيل سيعاني من حالة انعزال كبيرة داخل المدارس وفي الأحياء التي يقطنونها".
ويؤكد الأخصائيون أنه من الضروري أن يقوم الوالدان بالحد من استخدام التكنولوجيا لأطفالهم، بالإضافة إلى ضرورة مرافقتهم في تجارب البيئة الرقمية؛ فأولئك الذي تخصص لهم عائلاتهم وقت فراغهم لمشاركتهم في البيئة الرقمية سيكون لديهم القدرة على تمييز الأماكن المناسبة للزيارة والمصادر التي يمكنهم الثقة بها والمخاطر المتواجدة بالشبكة.
وأضافت الكاتالان أن الآخرين الذين يوجدون في مواقف أكثر خطورة سيواجهون صعوبات في العمليات التطورية والمعرفية، وسيتم اكتشاف وجود مشكلات في اللغة وكذلك في الانتباه، نتيجة لقضاء الكثير من الوقت أمام الشاشات.
وفي الواقع، فإن التيارات التعليمية التي تدعو إلى الحد من استخدام التكنولوجيا تكتسب المزيد من المؤيدين في كل مرة.
وهناك معلومات مؤكدة تشير إلى أن "الجيل ألفا" سيكون أكثر حرية وسيقومون بتطوير مسيرتهم المهنية بطريقة أقل صعوبة، وبالتحديد كرواد أعمال؛ ولكن كاتالان لا تتفق مع هذه الفكرة، حيث قالت: "أشك في أنهم سيكونون رواد أعمال على الأقل كجيل؛ لأنه في الحقيقة نحن نقوم بمنعهم عن أمور أساسية مما يجعلهم غير قادرين عن بدء أعمال خاصة بهم أو مبدعين".
وأضافت أن الاختصاصيين أكدوا أن الأطفال حاليا لا يشعرون بالملل إضافة إلى كونهم غير صبورين بالمرة، وهذان عاملان أساسيان يجب تعلمهما للتمكن من العمل وشغل مناصب مهمة.
الأجيال
في ظل وجود العديد من الأجيال التي تعيش سويا، يصبح تحديد من ينتمي إلى كل منها أمرا معقدا بعض الشيء. ففي السابق، كانت بداية ونهاية كل جيل تتميز بأحداث تاريخية، ولكن في وقتنا هذا يتم تمييز كل جيل من خلال التكنولوجيا.
فمن الأقدم إلى الأحدث ظهر أولا "طفرة المواليد" وهم من ولدوا ما بين عامي 1946 و1964. وهو جيل وُجد في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وتمرد عِقد الستينيات. فقد حظوا بطفولة صعبة للغاية ولكن بقدرة على النمو والتحسن.
وبعد ذلك ظهر "الجيل إكس" الذي ولد المنتمون إليه بين عامي 1965 و1979، وهي الفترة التي بدأ فيها التقدم التكنولوجي في تحديد هوية وشكل المجتمع.
ففي شتنبر من عام 1975، طرحت شركة (آي بي إم) أول حاسب آلي وهو (آي بي إم 5100). وفي عام 1976، تم طرح الحاسب الآلي (آبل آي)، ومن هنا بدأ علم الاجتماع في التخلل والتعمق في التكنولوجيا، ثم ظهر بعد ذلك "الجيل Y" أو كما يطلقون عليه "جيل الألفية"، وهم من ولدوا ما بين 1980 و1993. ويعد هذا الجيل أول من تعايش مع الحياة الطبيعية الكاملة ما بين اللعب في الشوارع وبأجهزة التحكم أيضا. وفي فترة مراهقتهم وشبابهم، تمكنوا من استخدام وغزو عالم الإنترنيت بأنفسهم.
وقبل ظهور "الجيل ألفا"، كان هناك "الجيل زد"، والذي ولد المنتمون إليه ما بين 1994 و2010؛ فقد قضوا الكثير من حياتهم على شبكات التواصل الاجتماعي، وظلوا حتى وقتنا هذا مرتبطين رقميا بها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق