إن الثقافة هي أساس التقدم والرقي بين الأمم حيث لا توجد تنمية صناعية أواقتصادية وحتى سياسية في مجتمع يفتقد للثقافة المجتمعية والأخلاقيه المتحضرة والمتتطورة ,لإنة ليست كل ثقافة يتبعها المجتمع تدفع للتنمية حتى ولو كانت نابعة من تقاليد وتعاليم دينية أصولية لاتحترم حرية الأفراد.
"فالثقافة" لفظة محايدة تشير إلى أشكال الوعي الاجتماعي والقيم والأعراف والموروثات وينطلق من هذا التعريف الأساسي التمييز الأساسي بين الثقافات,فهناك ثقافة" ماضوية منغقله" على نفسها,وثقافة "مستقبلية مفتوحة " على غيرها .
ومن المؤسف بإن اغلب مجتمعاتنا العربية وفي مقدمتها "مصر" تنتهج وتربي ابناءها على الثقافة "الماضوية والتقاليد المنغلقة" ظنا منهم بإنها ثقافة وتربيه دينية ستنتج اجيال صالحين ولكن للأسف انتجت جيلا بل مجتمعا كاملا اغلبه يرفض الآخر المختلف عنه فالدين والعرق والجنس و الطبقة ويتعامل بتمييز لا حدود له تجاة " من يختلف عنه فالجنس " المرأة بصفة خاصة حيث يعتبرها إن اختلفت عنه كسلعة مباحة للإستتغلال والتحرش واحيانا الإغتصاب وبالطبع يجد ذلك المجتمع مبرراته من التقاليد والثقافة الدينية بل يجد من يدافع عن المعتدي ويجرم الضحية غير الملتزمه بتلك الأعراف او التقاليدكما تقول "امل تميمي" في مجتمعاتنا المرأة ي المذنبة حتى عندما تكون ضحية .
ولا عجب في ذلك فالأغلبية تمت تنشأتهم بنفس "الثقافة المتخلفة" وهي ثقافة لاتقبل في حاضرها أي جديد إلا إذاكان له شبه فالماضي ومعادية للآخر المختلف عنها لإن الأصل فيها هو التشابة والرجعية الأصولية ويمتد أمر العداء للآخرإلى الثقافات الأجنبية ,ولذلك "فهي ثقافة تمضى إلى الامام ووجهها في قفاها" كما قال "أحمدأمين".
والأساس الذي يتخذه اي متخلف حجه هو "التدين" الذي يقحم الدين في كل شيء متناسي اصل الدين الإسلامي وهو السماحة وقبول الأخر وعدم التعدي على المختلف واحترام وتقدير المرأة ,تناسى المجتمع كل ذلك وتعاملوا بأداة التعصب التى تنتقل من المجالات الدينية إلى غيرها من المجالات فأصبحت السبب في تعميق وتوسيع أشكال التمييز في المجتمع,عقائديا وعرقيا نوعا وجنسا.
ولا اعلم كيف تحول المجتمع المصري إلى مجتمع يتبنى مشروع الدولة الدينية لا يعلن عن ذلك ولكن كل مايحدث في المجتمع المصري يدل ويؤكد تلك الفكرة.
حيث اصبحت مصر دولة تحاسب الفتيات على وجودهم فأي مكان بدون اهل او بمعنى اوضح بدون قريب من الدرجه الأولى ويجب ان يكون رجلا .
اصبحت الفنادق لاتسمح لأي فتاة مغتربة ان تستأجر غرفة حتى لو كان معها ابناءها بنفس تلك الشروط
اصبحت المرأة العاملة تعاني من التمييز والتنمر والتحرش رغبة من بعض رجال المجتمع المتشددين ببقاءها فالمنزل .
كذلك اغلب المدارس والجامعات المصرية تمنع الاختلاط بين الفتيات والشباب
والإغرب هو تحرش الرجال بصور بنات المشاهير حيث يتم التحرش بفتيات تحت سن الزواج وتحت سن البلوغ وكأن المجتمع اتفق على ان الفتاة تنكح من سن الثالثه او التاسعة مثلا كما يروج شيوخ الجنس .
تحول المجتمع المصري الى مجتمع اغلبة مريض بالجنس حتى إذا شاهد فتاة مع شاب فأي مكان ولو حديقه عامة يقوموا بالتنمر بهم والتحرش بالفتاة وتوجية السباب إليهم.
فتحولت اي ضحية للتحرش او الأغتصاب الى متهمة بسبب ملابسها, أوجودها بدون اهل أو بسبب خروجها مع صديق أو حضورها مناسبه عامه في اي مكان.
فأصبح النسق الفكري واضح في علاماته السيموطيقة والتى تتمثل في الحجاب وعدم الخروج للعمل لإن المرأة كائن مثير للغرائز بمفهومهم خلق للنكاح والإلتزام بالتقاليد القديمة العارية من المنطق والتى انتهت صلاحيتها منذ سنين
مما يدفع للتساؤل هل ينتهج المجتمع المصري ثقافة متخلفه ام هي بداية لمشروع دولة دينية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق