مجموعة من السيدات الأردنيات يساهمن في حماية البيئة وتوفير مصدر إضافي للدخل لهن وللمزارعين من خلال جمع النباتات وتحويلها إلى أعمال فنية.
الثلاثاء 2020/09/08
عمل فيه حفظ للبيئة ودخل للنساء
عمّان – تقوم مجموعة من السيدات الأردنيات من بلدة عراق الأمير (التابعة لمنطقة وادي السير القريبة من العاصمة عمّان)، بجمع أوراق الأشجار الجافة، التي عادة ما يحرقها المزارعون بعد جني المحاصيل، وتحويلها إلى قطع فريدة من نوعها من الورق كالبطاقات والحقائب والألبومات.
وتقول النساء العضوات في جمعية سيدات عراق الأمير إن هذا المشروع يساهم في حماية البيئة إلى جانب أنه يوفر لنساء المنطقة وللمزارعين مصدرا إضافيا للدخل.
وأوضحت يسرى العبادي، رئيسة الجمعية، “نعتمد أساسا على النباتات التي تحتوي على ألياف، ونتعامل مع العديد من الأصناف النباتية فلكل منها طريقة تحضير معينة، لأن كل نبتة تعطينا لونا وملمسا مختلفا عن الأخرى”.
وأضافت العبادي “نستخدم عيدان البامية (تختلف تسميتها من منطقة إلى أخرى وتسمى في كل من تونس والجزائر بالقناوية، أما في المغرب الملوخية أو المسكي المغذي)، حيث نقوم بشرائها من المزارعين بعد انتهاء موسم الزراعة سواء في عراق الأمير أو أي منطقة أخرى من مناطق الأردن، بالإضافة إلى أننا نشتري أيضا ورق الموز من مزارع الغور”.
وتمر صناعة هذه الأوراق بالعديد من المراحل من بينها تقطيع أوراق النباتات الجافة، ونقعها في الماء لمدة أسبوع، وبعد ذلك تطهى الأوراق على النار لبضع ساعات وتوضع داخل قوالب مختلفة الأحجام لتشكيل الورق. وعندما يجهز الورق تقوم النساء بتحويله إلى منتجات فنية، بعضها يتحول إلى بطاقات عليها كتابات بالخط العربي والبعض الآخر يتحول إلى حقائب أو ألبومات.
وتقدم الجمعية منتوجات السيدات عبر صفحتها على موقع فيسبوك على أنها تصنع من مواد طبيعية خالية من الإضافات الكيميائية، ويتم تشكيل القطع بالتركيز على التصاميم المستوحاة من تراث المنطقة، إلى جانب أن استخداماتها مختلفة، فهي تصلح للاستعمال المنزلي أو الديكور.
صناعة الأوراق تمر بالعديد من المراحل
ويتم تقسيم السيدات إلى قسمين أحدهما متخصص في تحويل النباتات إلى قطع فنية تحاكي المعالم الأثرية، والقسم الثاني يهتم بإنتاج قطع تصلح للاستعمال المنزلي.
وأشارت العبادي إلى أن ما تقوم به مجموعة السيدات الأردنيات يعود بالفائدة على المزارعين وأيضا على البيئة، مبينة أن “تحويل هذه النباتات لأعمال فنية يجنب المزارعين عمليات حرقها، فبدل أن يفكر المزارعون بحرق النباتات نقوم نحن بشرائها من عندهم، وهذا ما يوفر دعما لهم من قبلنا، وفي آن يساهم في حماية البيئة، فحرق النباتات يلوث الأرض ويتسبب في أضرار بيئية”.
وأكدت “ننتج ورقا مميزا على مستوى الشرق الأوسط، نصنع كل الأحجام (أي 2، أي 3 وأي 4)، وبعد الحصول على الأشكال المطلوبة، يصبح بوسعنا أن نحولها إلى الشكل الفني الذي نريد مثل البطاقات، الأكياس، الألبومات وإلى غير ذلك من المعروضات الفنية”.
ويوفر عائد بيع هذه المنتجات مصدر دخل للنساء العاملات في المشروع.
وقالت فظية المهيرات، إحدى المشاركات في المشروع، “من الرائع أن يكون بإمكاننا العمل بعيدا عن الارتباط فقط بالأعمال المنزلية، فهذا العمل لا يوفر لنا موردا للرزق فحسب، بل يقدم لنا أيضا فرصة لتعزيز قدراتنا في الأشغال اليدوية، جميع السيدات سعيدات جدا بما نقوم به”.
وتأسست الجمعية النسوية في عراق الأمير في عام 1996 بهدف حماية التراث المعماري في المنطقة وتمكين النساء. وتعمل 15 سيدة في الجمعية.
تحويل النباتات إلى قطع فنية تحاكي المعالم الأثرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق