سبعون يوماً بقيت على انتخابات هي الثالثة من نوعها في إسرائيل، في أقل من عام، من دون أن تبدو في المشهد بوادر تغيير محتمل، ربما باستثناء خوض جدعون ساعر، الذي لا يقل تطرفاً عن بنيامين نتنياهو، غمار منافسة الأخير داخل حزب الليكود نفسه.
يعني هذا الاستثناء، الذي يمكن وصفه بالمؤقت، لحين إجراء الانتخابات الداخلية لليكود، يوم الخميس المقبل، أن المعركة الانتخابية الثالثة في إسرائيل، لن تختلف عن سابقتها كثيراً، لا في الشكل ولا في المضمون، بعد أن أصبح جوهر الخلاف هو شخص نتنياهو وليس طريق نتنياهو السياسي.
والواقع أن هذا الأمر لم يكن مستبعداً على مدار معركتين انتخابيتين منذ أن انهار حزب العمل، ولم يعد يشكل لا هو، ولا الموضوع الفلسطيني برمته وشكل الحل الممكن، موضع جدل في إسرائيل ولا حتى مسألة انتخابية.
ويبدو أنه في ظل اتفاق الحزبين الكبيرين، الليكود بزعامة نتنياهو (أو ساعر فلا فرق جوهريا بينهما) أو كاحول لفان بزعامة الجنرال بني غانتس، على مبدأ إبقاء الكتل الاستيطانية وغور الأردن وهضبة الجولان، تحت السيادة والسيطرة الإسرائيليتين، لم يعد هناك سبب أو مبرر لانتظار ما ستفرزه الانتخابات الإسرائيلية، وهل سيأتي بديل لنتنياهو يحمل أجندة وبرنامجاً مغايراً ومختلفاً عن سياسة الاستيطان والضم الزاحف والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني.
في المقابل لا يبدو أن الطرف الفلسطيني قادر، حالياً على الأقل، على اجتراح مخرج من أزمة الانقسام حتى بعد سلسلة من المحادثات واللقاءات والرسائل بخصوص الذهاب لانتخابات فلسطينية، قد تشكل نقطة ضوء، أو فاتحة خير للانطلاق في مسار جديد يأخذ الشعب الفلسطيني نحو الوحدة الوطنية، ونحو وضع أسس جديدة لمشروع تحرر وطني فلسطيني بديل للوضع القائم.
لم يعد تكرار الدعوة للوحدة الوطنية والترفع عن "الحسابات الفصائلية" والحزبية وتقديم المصلحة العليا للشعب الفلسطيني، مملاً فحسب، بل يبدو أن مثل هذه الدعوة صارت أيضاً ثقيلة، وربما أيضاً مكروهة، لا يلقي أحد لها بالاً، لأن
القابضين على دفة القيادة، سواء في الضفة الغربية المحتلة، أم في قطاع غزة، باتوا يشعرون بأن بقاءهم كما هم في السلطة ليس مهدداً من أحد وبالتالي لا حاجة لبذل مجهود قد يدفع أيا منهم نحو المجهول.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق