كشفت معطيات جديدة لوزارة الداخلية الإسرائيلية أن 86% من المهاجرين إلى إسرائيل، منذ العام 2012، ليسوا مُعرّفين كيهود، حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الإثنين. ويعني ذلك أن هؤلاء المهاجرين لا يمكنهم الزواج أو الطلاق في إسرائيل لأنهم مسجلون في وزارة الداخلية كمن ليس لا يعتنقون ديانة.
وتشير المعطيات إلى أنه منذ مطلع العام 2012 وحتى تشرين الأول/أكتوبر 2019، وصل إلى إسرائيل 179,849 مهاجرا، بموجب "قانون العودة"، الذي يسمح لليهود في أنحاء العالم بالهجرة إلى إسرائيل والحصول على المواطنة فيها، وعلى امتيازات أخرى، بينها امتيازات مالية.
لكن المعطيات تشير إلى أن 14%، أي 25,375 مهاجرا، من هؤلاء هم يهود، ووصفتهم الصحيفة أنهم "من أبناء الشعب اليهودي"، بينما تم تسجيل 86%، أي 154,474 مهاجرا، كمن لا ديانة لهم أو أنهم يعتنقون ديانات أخرى وهاجروا إلى إسرائيل كونهم من نسل أزواج أحد الوالدين فيهم يهوديا.
يشار إلى أنه وفقا لـ"قانون العودة" الإسرائيلي، فإنه يحق لأي شخص وُلد لأم يهودية أو أنه تهود بالهجرة إلى إسرائيل. وأضاف الكنيست "بند الحفيد" إلى هذا القانون، الذي ينص على أن "الحق بالهجرة" يشمل أولاد وأحفاد "المستحقين الأصليين وأزواج مجمل المستحقين".
وأشارت الصحيفة إلى وجود خلاف في إسرائيل حول "بند الحفيد". وفيما يدعي مؤيدو هذا البند أن هؤلاء ينتمون "للشعب اليهودي" وأنه تمت ملاحقتهم لهذا السبب رغم أن الشريعة اليهودية لا تعترف بيهوديتهم، يعتبر معارضو هذا البند أن استيعابهم كمواطنين في إسرائيل "سيغرق الدولة بالغرباء" ويؤدي إلى زواج مختلط في المستقبل.
وحسب المعطيات، فإنه خلال هذه الفترة هاجر من روسيا إلى إسرائيل 52,337 مهاجرا وبينهم 4.3% يهود، وهاجر من أوكرانيا 37,958 شخصا وبينهم 8% يهود، وهاجر من فرنسا 28,676 شخصا بينهم 27% يهود، هاجر من الولايات المتحدة 18,272 شخصا بينهم 30% يهود.
الجدير بالإشارة أن قرابة نصف المهاجرين إلى إسرائيل من دول الاتحاد السوفييتي السابق، في التسعينيات، وعددهم حوالي مليون مهاجر، مسجلين في وزارة الداخلية الإسرائيلية أن ديانتهم ليست يهودية.
وهذا الواقع هو أحد أبرز أسباب الأزمة السياسية الحاصل في إسرائيل والمتمثلة بالفشل في تشكيل حكومة بعد جولتي انتخابات للكنيست، والتوجه الآن إلى انتخابات ثالثة، وذلك إثر رفض رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، الانضمام إلى حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، بسبب موقف حلفاء الأخير في الأحزاب الحريدية لمطالب ليبرمان، بالتهود عن طريق حاخامات في المدن وليس بواسطة الحاخامية الرئيسية، ورفض الحريديين للزواج المدني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق