تقوم هذه الميليشيات الموالية لإيران في العراق منذ سنوات بتجنيد آلاف العناصر للعمل لصالحها.. عبر إدارة أعدادٍ كبيرة من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الوهمية
كيوبوست- أحمد الدليمي
تدير الميليشيات المرتبطة بإيران الآلاف من حسابات منصات التواصل الاجتماعي والمئات من الصفحات المزيفة، فضلاً عن إدارتها العشرات من المواقع الإخبارية، ويتولى ذلك مَن يُطلق عليهم الجيوش الإلكترونية؛ إذ تنفق على تلك المواقع والحسابات الملايين من الدولارات، بهدف تشويه سمعة المتظاهرين العراقيين وشن هجمات منظمة تستهدفهم؛ منها التحريض ضدهم بذريعة أنهم يحصلون على أموال طائلة من خارج العراق، واتهام المحتجين بأنهم صبيان السفارة الأمريكية ومدعومون من قِبل السفير الأمريكي، ما يدعو إلى نفور العراقيين من احتجاجاتهم الشعبية، ويدفعهم إلى التهجم عليها في المواقع الإلكترونية، ووصفها بأنها مسيسة وتسعى إلى تدمير البلاد وخلق الفوضى.
تجنيد وتدريب
وتقوم هذه الميليشيات منذ سنوات بتجنيد آلاف العناصر للعمل لصالحها، وتخضعها لدورات مكثفة وتدربها على كيفية التعامل مع الصور رقمياً، وإدارة أعداد كبيرة من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الوهمية، ونشر معلومات مضللة ضد الدول التي تعاديها إيران في المنطقة، هذا فضلاً عن بث الأخبار المفبركة التي تشجع على خلق الانقسامات، وتشويه سمعة الأشخاص والحركات الثورية لدى أي طرف يعارض أو يستهدف المصالح الإيرانية على الإنترنت بشكل فعال ومنظم.
اقرأ أيضاً: تظاهرات العراق.. ساحات حرب على الفساد والتبعية الإيرانية
الباحث في الشأن السياسي العراقي عبدالقادر النايل، علق لـ”كيوبوست”، قائلاً: “إن متظاهري ثورة تشرين يتعرضون إلى تصعيد خطير وهجمة شرسة من قِبل جيوش إلكترونية، وتسقيط إعلامي من محورَي إيران والميليشيات الشيعية المتورطة باختطاف واغتيال الناشطين”.
وأضاف النايل أن الحملة الكاذبة التي تستهدف ساحات وميادين التظاهرات، ووسم المتظاهرين بأنهم مدعومون من الخارج، هي أكاذيب لن يصدقها الشعب العراقي الذي يدعم المتظاهرين، وهم محط احترام لدى جميع مكونات الشعب العراقي؛ لأنهم يطالبون باستقلال العراق وتغيُّر النظام السياسي الحالي، واستبدال نظام مبني على العدالة والمساواة دون تمييز بين أطياف المجتمع العراقي به.
وتساءل الباحث عبدالقادر: إذا كان المتظاهرون مدعومين فعلاً من دول الخارج، فلماذا الخارج لم يعالج 30 ألف جريح منهم سقطوا على يد الميليشيات، وبينهم أربعة آلاف إعاقة كاملة، وهم يقبعون في منازلهم، حتى الحكومة لم تقدم لهم مساعدة؟!
وتابع عبدالقادر حديثه لـ”كيوبوست”: “نحن لسنا في بداية التظاهرات حتى نصدق هذه الأكاذيب؛ مرّ عام كامل على التظاهرات، والمتظاهرون في المخيمات يقضون يومهم بلا طعام، وهذا يدل على أن الداعم الحقيقي للمتظاهرين هو الشعب العراقي فقط لا غير.
اقرأ أيضاً: متظاهرو البصرة يشيِّعون بغضب صحفيَّين اغتيلا على يد ميليشيات مسلحة موالية لإيران في البصرة العراقية
تشهير وشائعات
أما المحلل والباحث السياسي الناصر دريد، فقال لـ”كيوبوست”: “إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بهدف التشهير وبث الشائعات من قِبل ما يُسمى بالذباب الإلكتروني التابع للكثير من الدول والأنظمة، هو ليس بالقضية الجديدة، وللأسف أصبحت تلجأ إليها معظم الحكومات بالمنطقة، وحتى القوى السياسية لدينا في العراق بمختلف توجهاتها، والآن تحديداً في هذه الفترة تنشط الجماعات المحسوبة والمدعومة على إيران بشكلٍ مباشر، للإساءة إلى ثوار انتفاضة تشرين، ومحاولة إلصاق كل التهم بهم بشكلٍ جزافي مقصود ومفبرك؛ عبر محاولة إثبات أنهم مجموعات مدفوعة الثمن من قِبل السفارات الأجنبية، ولديهم مقاصد شريرة”.
وأوضح دريد أن هذه الدعايات المغرضة لا تجد رواجاً إلا بين مُطلقيها؛ لأن غالبية الشعب العراقي يقف مع ثوار تشرين، ولم يتأثر بهذه الشائعات إلا القلة القليلة؛ لأنه على قناعةٍ تامة بأن هؤلاء الشبان لا يتبعون أية جهة خارجية أو داخلية، وما هذه الحملة ضدهم إلا لأنهم رفضوا أن يكونوا تابعين لأية دولة أو منظمة.
اقرأ أيضاً: هل يرد الكاظمي على تهديد كتائب “حزب الله”؟
وختم دريد حديثه لـ”كيوبوست” بالقول: إن استخدام المعلومات المضللة لتعطيل وتقويض الحقيقة يهدف لحد كبير إلى جعل العراقيين يفقدون الثقة في المتظاهرين، بالإضافة إلى شيطنة ساحات التظاهر، وحرف مسارها باتجاه قضايا التخوين وإطلاق الأوصاف المفتراة عليها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق