بدأت فكرة مشاركة المهندس مرعب في المسابقة العالمية، تعتمل في صدره، وتتملكه الإرادة والإصرار للظفر بها، قبل خمس سنوات عندما ترشح إلى جانب 360 مهندسا ومختصا في مجال الهندسة من دول العالم المختلفة، لتقديم تجاربهم في تطبيقات الهندسة الرقمية واستخدام التقنيات الحديثة في مجال الإعمار والهندسة والبناء والمشاريع المختلفة، حيث تقوم الجائزة على ثلاث فئات هي: فئة المشاريع التصميمية، وفئة المشاريع التنفيذية، وفئة متعلقة بالأشخاص الذين لهم بصمة واضحة وإنجازات ابتكارية متميزة، أو ما تُعرف بـ"المبتكر للعام".
وتُطرح المسابقة، التي تتخذ من "لاس فيغاس" بأميركا مقرا لها، كل سنة، ويشارك فيها خبراء ومختصون ومهندسون في مجال الهندسة وصناعة البناء والإنشاء من مختلف دول العالم، لعرض تجاربهم وحلولهم الإبداعية فيما يتعلق بالمشاريع التي يعرضونها.
وتَقدم المهندس مرعب للمسابقة كونه يعمل في مشروع يتعلق بـ"المترو" (القطار) في دبي، تبلغ تكلفته -حسب م. مرعب- ما يعادل 3 مليارات دولار. ولجأ إلى استخدام تطبيقات نمذجة معلومات المشروع على شكل مجسمات ثلاثية الأبعاد مدعومة بتكنولوجيا المعلومات الرقمية، وهو مشروع ذو تطبيق ابتكاري، يقوم على بناء المشروع والإحساس بكل تفاصيله قبل القيام بتنفيذه وإخراجه على أرض الواقع– وفق ما يشرح المهندس مرعب-، الذي أوضح أنه يمكن اختبار هذا التطبيق من خلال فعالية التحليلات والحسابات الهندسية المستخرجة منه.
وأضاف: "أطلقنا هذه الفكرة بعزم واجتهاد منذ بداية المشروع قبل عدة سنوات. وقد تم الحصول على الشهادة العالمية الأولى في تطبيق هذا النظام بعد مطابقته أعلى المعايير والمواصفات. وواجهنا خلاله العديد من التعقيدات والتحديات".
ويبين المهندس مرعب أن مشروع النمذجة يعد حجر الأساس في الثورة الصناعية الرابعة التي تعتمد على استخدام التقنيات الرقمية الحديثة، لتوفير الوقت والمال في آنٍ واحد، بالإضافة إلى الحصول على نتائج بكفاءة وجودة عاليتين.
ويعبر المهندس مرعب عن فخره بهذا الانجاز، الذي يضاف إلى سلسلة الابتكارات والإنجازات والحلول الإبداعية التي يتوصل لها أبناء شعبنا في مختلف أماكن تواجدهم، مضيفا: "هذا الإنجاز ليس جديدا على شعبنا الذي تعود وعود العالم على النجاحات المتعاقبة في مختلف مجالات الحياة والمحافل الدولية".
وهذه ليست المرة الأولى التي يحصل فيها المهندس وجدي مرعب على جائزة عالمية في مجال الهندسة، فسبق أن حصل العام الماضي (2019) على جائزة "الإنجاز الفردي المتميز 2019"، ضمن مسابقة الجوائز العالمية السنوية في مجال الهندسة وإدارة المشاريع، التي ينظمها سنويا المعهد العالمي لإدارة الأصول ومقره لندن.
من ناحيتها، عبرت جامعة بيرزيت، في برقية وجهتها لخريجها م. مرعب، وأعاد نشرها على صفحته عبر "فيسبوك"، عن اعتزازها بهذا الفوز والإنجاز "الذي يعكس روح الابتكار والاجتهاد والتفاني لتطوير مشاريع عربية وضعت بصمتها في عالم الهندسة والتقدم التكنولوجي".
وأضافت: تفانيك في عملك في مجال مشاريع النقل والمواصلات بدمج تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في نظام النقل في دبي حقق تقدما في جهود البناء والبنية التحتية التي سيكون أثرها ملموسا على مستويات عدة.
إلى ذلك، قال شقيقه مهدي مرعب، إن ابنهم المهندس وجدي "رفع رأس فلسطين ورأسنا عاليا بهذا الفوز الذي يُسجل لأبناء شعبنا داخل الوطن وخارجه، ويُبقي النجاح علامة فارقة في سجل الشعب الفلسطيني المشهود له بالإبداع في مختلف الميادين".
وأشار إلى أن مجلس عائلته أقام حفل تكريم له في منزله بمدينة حلحول، بمشاركة لفيف من الأهالي والأقارب والشخصيات من حلحول وخارجها، تقديرا لإنجازه الذي اخترق العالم.
والمهندس وجدي مرعب تخرج في جامعة بيرزيت عام 2006، في مجال الهندسة المعمارية، وحصل في عام 2013 على شهادة الماجستير بامتياز من جامعة "شيلفيد" البريطانية؛ في مجال استخدام التكنولوجيا الرقمية في أعمال الهندسة وصناعة البناء، وتنقل في العمل بين العديد من الشركات والمؤسسات في ذات التخصص، ويقيم في الإمارات منذ نحو ثماني سنوات، ويعمل حاليا لدى الهيئة الحكومية لمشاريع النقل في دبي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق