ترامب والانتخابات التونسية

. . ليست هناك تعليقات:


مرت فترة بعثت الأمل في نفوس الشعب الفلسطيني، والشعوب العربية، بأن الشعب الفلسطيني يقترب من الحل الدائم للقضية الفلسطينية، باسترجاع حقوقهم في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق كلينتون.  

وتَوّج الرئيس كلينتون هذا الأمل بزيارة إلى المنطقة وتحديداً قطاع غزة وإسرائيل، ورحب الفلسطينيون في عهد الراحل أبو عمار ترحيباً كبيراً بزيارة الرئيس الأمريكي كلينتون، حتى إن الراحل أبو عمار، وقف بالمجلس التشريعي بغزة، يتحدث عن: "مارتن لوثر كينجغ" الزعيم الأمريكي الأسود، الذي ناضل طويلاً من أجل القضاء على العنصرية في أمريكا، وقبل زيارة الرئيس كلينتون بأيام، طلب أبو عمار مدير الفرقة الرئاسية الموسيقية إلى مكتبه في غزة، وقال له: الرئيس كلينتون سيزور غزة، وأريد منكم عزفاً مميزاً أثناء استقباله.

وفعلاً حصل ذلك، وكانت زيارته لغزة فرحة عارمة للشعب الفلسطيني، وبعد هذه الزيارة قامت دول عربية عديدة بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل مثل قطر وسلطنة عمان، والمغرب وتونس، باعتبار أن الشعب الفلسطيني قد حصل على حقوقه، وحتى إن السلطة آنذاك لم تتضايق من التطبيع الذي قامت به بعض الدول العربية.

وبعد ذلك؛ تغيرت الإدارة الأمريكية، ورحل كلينتون من البيت الأبيض، وجاء جورج بوش الذي دخل البيت الأبيض، بقناعة بأن إحلال السلام بين إسرائيل وفلسطين، يتطلب إما رخاء اقتصادياً كبيراً، بحيث يشعر الفلسطينيون بمزايا السلام أو أن تسيل الدماء، وهذه تعطي نتائج أسرع، فاختار جورج بوش سيل الدماء، فاندلعت انتفاضة الأقصى.

ورغم ذلك، حاولت الإدارة الأمريكية، أن تكون معتدلة في مواقفها، حتى انتهت انتفاضة الأقصى، وتغيرت الأحوال، رغم وعود الرئيس بوش الابن للرئيس أبو مازن بقوله: "لن تنتهي ولايتي قبل أن أعلن قيام الدولة الفلسطينية"، ولكن انتهت ولايته ولم تقم الدولة الفلسطينية وأحيل الملف برمته إلى أوباما.

ورغم ذلك لم يتخذ الرئيس أوباما أي موقف جاد لحل القضية الفلسطينية، حتى جاء الرئيس ترامب، وقام بسياسة انحياز مطلق لصالح إسرائيل، وشن حملة تضييق شديدة على الشعب الفلسطيني، والسلطة الفلسطينية، وأهمها نقل السفارة من تل أبيب للقدس، فثارت ثائرة الشعوب العربية والإسلامية.

وانعقدت قمة إسلامية في تركيا، حيث استنكرت وبشدة السياسة الأمريكية، كما أن هذا الموقف الأمريكي، استفز مشاعر المسلمين والعرب جميعاً.

ومؤخراً جاءت الانتخابات التونسية، وقام أحد المرشحين، وهو نبيل القروي بإجراء اتصال سري مع إسرائيل، طالباً منها المساعدة لدى روسيا وأمريكا، وأعلن المنافس قيس سعيد، بأن التطبيع مع إسرائيل خيانة، والأولوية لتونس دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، حتى ينال حقوقه.

وفي السابق أي قبل عشرين عاماً كانت مثل هذه المواقف تؤدي لنجاح القروي، وتؤدي لإسقاط قيس سعيد، ولكن ما حصل كان مفاجئاً للجميع، أن التوانسة قاموا بتأييد قيس سعيد، ونجح في الانتخابات التونسية، وهذا دليل على حالة اليأس التي وصلت إليها الشعوب العربية بسبب سياسة ترامب، عندما أدار ظهره للشعوب العربية بنقل السفارة.

والحقيقة أن الرئيس ترامب قد أخطأ خطئاً جسيماً تجاه الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، ظناً منه أنه يخدم إسرائيل بهذه السياسة، ولكنه بالحقيقة تسبب في دمار في العلاقات الإسرائيلية العربية، وسدت الطريق على أي افاق للتطبيع بينهم، كما سدت الطريق على أي تعاون اقتصادي بينهم.

وعادت الشعوب العربية لحالة من الغليان ضد إسرائيل، كما كانت الشعوب العربية في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والاستخفاف بالحال الذي أوصلنا إليه ترامب، سيؤدي إلى انفجار شنيع بالمنطقة لا أحد يعرف مداه وإلى أين سيصل.

والحقيقة، أن ترامب ضيّع فرصة ثمينة وتاريخية على إحلال سلام عادل وشامل في المنطقة، وفتح الباب على مصراعيه أمام تأجيج الصراع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ابحث في موضوعات الوكالة

الدانة نيوز - احدث الاخبار

صفحة المقالات لابرز الكتاب

احدث الاخبار لهذا اليوم

اخر اخبار الشبكة الاعلامية الرئيسية

إضافة سلايدر الاخبار بالصور الجانبية

اعشاب تمنحك صحة قوية ورائعة

اعشاب تمنحك صحة قوية ورائعة
تعرف على 12 نوع من الاعشاب توفر لك حياة صحية جميلة سعيدة

تغطية شاملة ويومية للكارثة اللبنانية وتطوراتها

تغطية شاملة ويومية للكارثة اللبنانية وتطوراتها
كارثة افجار مرفأ يروت - غموض وفوضى سياسية - وضحايا - ومتهمين وشعب حزين

الملف الشامل للاتفاق الاسرائيلي الاماراتي البحريتي

الملف الشامل للاتفاق الاسرائيلي الاماراتي البحريتي
الملف الشامل للاتفاق الاسرائيلي الاماراتي البحريتي .. والتطورات المتعلقة به يوما بيوم

اليساريون - الجزء الأول - الجذور

اليساريون - الجزء الأول - الجذور

الاكثر قراءة

تابعونا النشرة الاخبارية على الفيسبوك

-----تابعونا النشرة الاخبارية على الفيسبوك

الاخبار الرئيسية المتحركة

حكيم الاعلام الجديد

https://www.flickr.com/photos/125909665@N04/ 
حكيم الاعلام الجديد

اعلن معنا



تابعنا على الفيسبوك

------------- - - يسعدنا اعجابكم بصفحتنا يشرفنا متابعتكم لنا

جريدة الارادة


أتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الارشيف

شرفونا بزيارتكم لصفحتنا على الانستغرام

شرفونا بزيارتكم لصفحتنا على الانستغرام
الانستغرام

نيو سيرفيس سنتر متخصصون في الاعلام والعلاقات العامة

نيو سيرفيس سنتر متخصصون في الاعلام والعلاقات العامة
مؤسستنا الرائدة في عالم الخدمات الاعلامية والعلاقات العامة ةالتمويل ودراسات الجدوى ةتقييم المشاريع

خدمات نيو سيرفيس

خدمات رائدة تقدمها مؤسسة نيو سيرفيس سنتر ---
مؤسسة نيوسيرفيس سنتر ترحب بكم 

خدماتنا ** خدماتنا ** خدماتنا 

اولا : تمويل المشاريع الكبرى في جميع الدول العربية والعالم 

ثانيا : تسويق وترويج واشهار شركاتكم ومؤسساتكم واعمالكم 

ثالثا : تقديم خدمة العلاقات العامة والاعلام للمؤسسات والافراد

رابعا : تقديم خدمة دراسات الجدوى من خلال التعاون مع مؤسسات صديقة

خامسا : تنظيم الحملات الاعلانية 

سادسا: توفير الخبرات من الموظفين في مختلف المجالات 

نرحب بكم اجمل ترحيب 
الاتصال واتس اب / ماسنجر / فايبر : هاتف 94003878 - 965
 
او الاتصال على البريد الالكتروني 
danaegenvy9090@gmail.com
 
اضغط هنا لمزيد من المعلومات 

اعلن معنا

اعلان سيارات

اعلن معنا

اعلن معنا
معنا تصل لجمهورك
?max-results=7"> سلايدر الصور والاخبار الرئيسي
');
" });

سلايدر الصور الرئيسي

المقالات الشائعة

السلايدر المتحرك الرئيسي مهم دا