عزل الرئيس (6)
مجلس النواب الأميركي يواصل الاستماع لشهود في إطار محاكمة ترامب برلمانيا
نائب في الكونغرس: ترمب رئيس غير أخلاقي يعتقد أنه فوق القانون
التهمة الرئيسية / "سوء استغلال للسلطة"
وذلك من خلال أن دونالد سعى إلى ربط تقديم مساعدة عسكريّة لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار، وزيارة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي إلى البيت الأبيض بحصوله على تعهد من أوكرانيا بفتح تحقيق بحق نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، وهو منافسه المحتمل بانتخابات الرئاسة العام المقبل 2020
قال النائب الديمقراطي آدم شيف، الذي يرأس لجنة التحقيق الرامية إلى عزل الرئيس الأميركي إن الوقائع المنسوبة إلى دونالد ترمب «أخطر بكثير» مما فعله الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون. واستقال نيكسون في العام 1974 لتجنّب إجراءات عزل أكيدة على خلفيّة فضيحة ووترغيت.
وقال شيف مختتمًا جلسات استماع ماراثونيّة في الكونغرس إن «ما لدينا هنا عن ترمب أخطر بكثير، نحن نتحدث عن تجميد مساعدة عسكرية لحليف في حالة حرب»، في إشارة منه إلى أوكرانيا.
وشدد شيف على أن «هذا يتجاوز بكثير ما قام به نيكسون»، مضيفًا «لا يوجد ما هو أكثر خطورة من رئيس غير أخلاقي يعتقد أنه فوق القانون»، وفق ما نقلت قناة «فوكس نيوز» الإخبارية الأمريكية .
مشروعية العزل
ينص الدستور الأميركي (الفقرة الرابعة من المادة الثانية) على أن “لمجلس الشيوخ وحده سلطة أجراء محاكمة في جميع تهم المسؤولين؛” ويعقد جلسة خاصة بذلك بكامل أعضائه المئة، برئاسة رئيس المحكمة العليا، ويجري التصويت على المادة المقدمة والتي ينبغي فوزها بموافقة ثلثي الأعضاء، 67 نائباً.
بعد تخويل اللجنة القضائية في مجلس النواب البدء في إجراءات التحقيق، يحال ملف العزل إلى رئاسة المجلس للتصويت عليه بالأغلبية البسيطة (50 + 1)، من قبل كافة أعضاء المجلس البالغ عددهم 435. وبما أن الحزب الديموقراطي لديه الأغلبية البسيطة، 235 مقابل 199 للحزب الجمهوري، فمن المرجح أن يصادق على الخطوة الأولى ورفعه القضية برمتها لمجلس الشيوخ.
أقلية من أعضاء الحزب الديموقراطي في مجلس النواب أبدت تحفظها على قرار قادة الحزب، أبرزهم المرشحة للرئاسة تولسي غابارد، مطالبة بإحالة المسألة لمرحلة الانتخابات الرئاسية والتي ستضمن إزاحة ترامب عوضاً عن إجراءات التحقيق والعزل.
وأعربت غابارد عن اعتقادها بأن “إجراءات العزل عند هذه النقطة المفصلية ستؤدي لانقسامات عميقة في المجتمع في ظل حالة الانقسام الحادة السائدة.” ومن المتوقع أن ينضم لها آخرون في الحزب الديموقراطي والذين فازوا بمنصبهم عن دوائر انتخابية تقع في الولايات المتأرجحة أو المؤيدة بغالبيتها لترامب.
ونوهت لتلك النتيجة نشرة (بريتبارت) المؤيدة لترامب معتبرة ان “المعتدلين” من النواب الديموقراطيين، سبعة منهم أيدوا نداء العزل في البداية، يغامرون بمستقبلهم السياسي متسائلين عن الحكمة من قرار البدء بإجراءات العزل.
بما أن الحزب الجمهوري لديه أغلبية في مجلس الشيوخ، 53 مقعداً مقابل 45 للديموقراطيين ومقعدين للمستقلين اللذين يصوتان مع الحزب الديموقراطي في العادة، فإن الحصول على الأغلبية المطلقة، 67، أي بانضمام 20 عضواً من الحزب الجمهوري ضد الرئيس، تصبح مهمة مستحيلة ضمن موازين القوى الراهنة.
حينئذ سيعمد مجلس الشيوخ لإسقاط التهم الموجهة للرئيس ترامب دون الحاجة للنظر في الأدلة؛ وضمان فوز الرئيس ترامب لولاية ثانية، مدعوماً بنحو ثلثي رؤساء كبريات الشركات والذين أعربوا عن ثقتهم بإعادة انتخابه، حسبما أفادت استطلاعات الرأي.
تداعيات العزل
بداية يدرك الحزب الديموقراطي جيداً بأن جهوده ستواجه بفشل محتم في مجلس الشيوخ، وتقتصر مراهنته على استثمار الأجواء الناجمة عن الشكوى المقدمة ضد ترامب في السباق الانتخابي العام المقبل.
حظوظ نائب الرئيس السابق جو بايدن، ضمن تلك المعادلة محفوفة بالخطر، أوجزتها يومية يو اس ايه توداي، بأنه سيواجه معضلة حقيقية جراء ترسيخ تورطه بالفساد عند الناخب العادي (26 أيلول/سبتمبر 2019).
أستاذة العلوم السياسية في جامعة أيوا، مارين كيدروسكي، أوضحت للصحيفة أن بايدن يواجه قلقاً حقيقياً مصدره شكوك العامة بقدرته على اتخاذ القرار الصائب، مما يعزز اتهامات الرئيس ترامب له ليس لتورطه في الفساد فحسب، بل لما فعله المرشح ترامب بالإطاحة بمنافسته هيلاري كلينتون ومحاصرتها بسيل من الاتهامات المشروعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق