أعلنت مفوضية الانتخابات السريلانكية الأحد فوز غاوتابايا راجاباكسا في الانتخابات الرئاسية بنسبة 52.25 بالمئة متفوقا على منافسه ساجيث بريماداسا الذي حصل على 42.99 بالمئة من الأصوات، بعد سبعة أشهر من اعتداءات، هزت البلاد، نفذها متطرفون إسلاميون وأودت بحياة 269 شخصا.
فاز غاوتابايا راجاباكسا، البالغ من العمر 70 عاما، الأحد في الانتخابات الرئاسية في سريلانكا، بعد حصوله على 52,25 بالمئة من الأصوات، بفارق كبير عن منافسه ساجيث بريماداسا الذي حصل على 41,99 بالمئة من الأصوات، وفقا لما أعلنته مفوضية الانتخابات السريلانكية.
وكان راجاباكسا قد قاد حملة عسكرية ضد متمردي نمور التاميل قبل عشر سنوات، وحصل على فوزه بعد سبعة أشهر من اعتداءات نفّذها متطرفون إسلاميون وأودت بحياة 269 شخصا. لذا ركزت حملة راجاباكسا على الأمن بعد الاعتداءات الجهادية في 21 نيسان/أبريل في الجزيرة الواقعة في جنوب آسيا.
وسيقلق وصوله للحكم أقلية التاميل والأقلية المسلمة في الجزيرة بالإضافة إلى النشطاء والصحافيين وبعض اللاعبين الدوليين خصوصا بعد فترة حكم شقيقه الأكبر ماهيندا راجاباكسا المحبوب وصاحب الشخصية القوية ولكن المثير للجدل، الذي تولى الرئاسة من 2005 حتى 2015.
وخلال فترة حكم ماهيندا راجاباكسا، تولى غوتابايا وزارة الدفاع وكان يدير فعليا القوات الأمنية، ويعتقد أنه أشرف على "فرق الموت" التي كانت تقوم بتصفية الخصوم السياسيين وصحافيين وغيرهم. وينفي غوتابايا تلك الاتهامات.
وكان كيهيليا رامبوكويلا المتحدث باسم حزب راجاباكسا الذي قاد الحملة العسكرية ضد متمردي "جبهة نمور تحرير إيلام تاميل" قبل عشر سنوات، أعلن قبيل ذلك فوزه. وقال توقعنا ذلك ونحن سعداء للغاية بأن غوتا سيكون الرئيس المقبل". وأوضح أن راجاباكسا "سيؤدي اليمين الدستورية غدا (الاثنين) أو بعد غد".
نسبة المشاركة
وبلغت نسبة المشاركة 83,7 بالمئة من الناخبين المسجلين البالغ عددهم 15,99 مليون شخص.
وحصل بريماداسا (52 عاما) على 41,99% من الأصوات. وهو يتمتع بشعبية كبيرة في مناطق أقلية التاميل في حين أن حضوره أضعف في شكل واضح في مناطق الغالبية السنهالية.
ووعد غوتابايا بتحديث البنية التحتية وتعزيز الأمن في أعقاب الهجمات الإسلامية في نيسان/أبريل التي أودت بـ 269 شخصا بينهم 45 أجنبيا وتبنتها جماعة جهادية محلية.
واستهدفت هذه الاعتداءات الدامية وغير المسبوقة ثلاثة فنادق وثلاث كنائس. وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" أيضا مسؤوليته عن الاعتداءات.
وكان اقتراع السبت أول اختبار حقيقي للحزب الوطني المتحد الحاكم بقيادة رانيل ويكريميسنغي الذي قرر السماح لنائبه بريماداسا بالترشح في الانتخابات.
"أحترم قرار الشعب"
وأقر بريماداسا الأحد بهزيمته معلنا "يعود لي أن أحترم قرار الشعب وأهنئ غوتابايا راجاباكستا على انتخابه سابع رئيس لسريلانكا".
وواجهت إدارة ويكريميسنغي انتقادات شديدة لفشلها في منع الهجمات على الرغم من تلقيها مسبقا تحذيرات استخباراتية مفصلة من الهند المجاورة، حسب ما أظهرت نتائج تحقيق برلماني.
وتعهد بريماداسا أيضا بتوفير الأمن والأمان ووعد بتعيين جنرال الحرب السابق ساراث فونسيكا في منصب مستشاره للأمن القومي.
وهو يصور نفسه كضحية يسعى إلى سحق الإرهاب. فهو نجل الرئيس السابق المغتال راناسينغ بريماداسا الذي قضى في اعتداء انتحاري نفذه المتمردون التاميل في آيار/مايو 1993.
وتحظى عائلة راجاباكسا بشعبية كبيرة لدى الغالبية السنهالية في سريلانكا، بعد أن دحرت نمول التاميل الانفصاليين وطوت في 2009 صفحة حرب أهلية استمرت 37 عاما.
في المقابل، يكره التاميل الذين يمثلون 15 بالمئة من الشعب عائلة راجاباكسا للأسباب ذاتها. وانتهى النزاع بمقتل 40 ألف مدني من التاميل، اتهم الجيش بقتلهم.
كذلك يتخوف البعض في أوساط المسلمين الذين يشكّلون 10 بالمئة من السكان، من غوتابايا، خصوصا بعد أن واجه المسلمون هجمات جماعية في أعقاب اعتداءات نيسان/أبريل.
سريلانكا تقترض من الصين
وفي عهد ماهيندا راجاباكسا، اقترضت سريلانكا بكثافة من الصين لتمويل مشاريع البنية التحتية وسمحت لغواصتين صينيتين بالرسو في كولومبو في العام 2014 ، ما أثار قلق الدول الغربية وكذلك الهند.
وضاعفت هذه المشاريع ديون سريلانكا وآل العديد منها إلى الفشل، مثل خطة إقامة مطار في جنوب البلاد بات خاليا من شركات الطيران، وهو غارق في مزاعم فساد كبيرة.
وقال المحلل بايكياسوثي سارافاناموتو لوكالة الأنباء الفرنسية إنّ الصين دعمت سريلانكا إذ أمنت لها "حماية دبلوماسية دولية" ضد الانتقادات لسجلها في مجال حقوق الإنسان.
وعلى عكس العام 2015 حين حصلت هجمات بالقنابل وإطلاق النار، مرت هذه الانتخابات في شكل سلمي نسبيا وفقا لمعايير السياسة السريلانكية الملتهبة.
والحادث الرئيسي الوحيد هو حين أطلق مسلحون النار على حافلات كانت تقل ناخبين من الأقلية المسلمة قبل ساعات من بدء الانتخابات الرئاسية، ما أدى إلى وقوع إصابتين.
وبعد حملة قالت لجنة الانتخابات نفسها إنها الأسوأ من حيث خطاب الكراهية والتضليل، قد تعلن النتائج النهائية في وقت لاحق الأحد.
فرانس24/ أ ف ب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق