مديرة الهيئة الأرمنية الوطنية:تعداد الأرمن فى 1915 كان مليونين و400 ألف فى منطقة شرق الأناضول بتركيا وبعد المذبحة أصبح 27 ألف فقط..وما يفعله أردوغان ضد الأكراد بسوريا لا يختلف عن ما فعله أجداده العثمانيون ضدنا
فيرا يعقوبيان المديرة التنفيذية للهيئة الأرمنية الوطنية فى الشرق الأوسط
اعتراف الكونجرس بإبادة الأرمن ضغط على تركيا يضعها أمام مسؤولياتها التاريخية ويجبرها على الاعتراف بالجريمة
حصول الأرمن على تعويضات من تركيا يقتضى أولاً اعتراف أنقرة بجريمتها التاريخية
تعداد الأرمن فى عام 1915 كان مليونين و400 ألف بمنطقة شرق الأناضول وبعد المذبحة أصبح تعدادهم 27 ألف أرمينى فقط
العدوان التركى على سوريا يؤكد أن أنقرة مستمرة في انتهاج سياسة الإبادة والتطهير العرقي
أردوغان ينظر إلى شمال وشرق سوريا على انها جزء من السلطنة العثمانية
تركيا لاتزال تهدد العالم والسلام العالمي بإرسال الإرهابيين إلى دول الجوار وتصديره إلى العالم
سنستمر بملاحقة تركيا وإجبارها على مواجهة تاريخها الإجرامي والاعتراف به وإعادة الحقوق المشروعة للأرمن
مواقف مصر تجاه القضية الأرمنية مشرفة ومن أول الدول التي استقبلت اللاجئين الأرمن وفتحت لهم الأبواب ومنحتهم الأمن والأمان
مساندة الإخوان لتركيا فيما اقترفته أيديها بحق الشعوب المستضعفة إجرام
تمثل قضية مذبحة الأرمن التى ارتكبتها الدولة العثمانية عام 1915 أحد أبرز المذابح التاريخية التى لا زالت تؤرق النظام التركى حتى الآن، فى ظل تزايد عدد الدول التى اعترفت بارتكاب هذه المذابح، وآخرها الكونجرس الأمريكى الذى اعترف بالجريمة التاريخية لتركيا، ومثل ضربة كبرى للنظام التركى.
ورغم اعتراف العديد من دول العالم بهذه الجريمة التاريخية، إلا أن النظام التركى يتعمد إنكار الجريمة، بل فى بعض الأحيان يدافع عنها ويرى أنها لا تمثل جريمة إبادة، رغم أن كافة الوقائع تؤكد أنها جريمة إبادة جماعية، فتركيا تعلق على الجريمة وتزعم أن عدد قتلى الأرمنيين لا يتجاوز 500 ألف أرمني، وتزعم أن تركيا خلال تلك الفترة كانت تعيش حرباً أهلية وراح ضحيتها أتراك، إلا أن الوقائع التاريخية تؤكد أن الدولة العثمانية أبادت نحو مليون ونصف المليون أرمني خلال تلك الفترة الواقعة بين 1915 – 1917، فقبل بدء المذبحة كان تعداد الأرمن ما يقرب من 2 مليون أرمنى، وبعد المذبحة أصبح عددهم 400 ألف أرمنى فقط.
ومع اعتراف الكونجرس الأمريكى بمذبحة الأرمن ، وتزايد عدد الدول التى تعترف بهذه الجريمة التاريخية التى اقترفتها تركيا، أصبح من المهم معرفة التحركات الأرمنية للحصول على حقوقهم من النظام التركى، ونظرتهم إلى القرار الذى اتخذه مجلس النواب الأمريكى.
"اليوم السابع" أجرى حواراً مع فيرا يعقوبيان، المديرة التنفيذية للهيئة الأرمنية الوطنية فى الشرق الأوسط، للحديث عن تلك المذبحة التركية للأرمن، بجانب كيف يرى الأرمن اعتراف الكونجرس الأمريكى بالمذبحة، وأسباب إنكار تركيا لهذه الجريمة التاريخية، بالإضافة إلى وما إذا كان الهيئة الأرمنية ستقاضى تركيا للحصول على تعويضات، وهل تتشابه ما فعته تركيا مع الرمن مع ما يفعله أردوغان مع الأكراد وغيرها من القضايا فى الحوار التالى..
فى البداية.. ما هى انعكاسات اعتراف الكونجرس الأمريكى بإبادة تركيا للأرمن؟
القرار الذي تم تمريره في مجلس النواب الأمريكى هو قرار غير ملزم، وبالتالي هو يعتبر بمثابة ورقة ضغط أمريكية على تركيا لإخضاعها للشروط الأمريكية خصوصًا بعد التوغل التركي في شمال سوريا، ولكن هذا لا يمنع أيضا من أن ما حصل في الكونجرس الأمريكي هو ضغط أيضا يضع تركيا أمام مسؤولياتها التاريخية ويجبرها على الاعتراف بإبادة الأرمن.
لقد سبق لمجلس النواب الأمريكي أن تبنى قرارين مماثلين في العام 1975 والعام 1984، ولكن الإدارة الأمريكية لم تستجب لهما بمعنى أن القرارين لم يصلا إلى مجلس الشيوخ الأمريكي ولم يستخدم الرئيس الأمريكي مصطلح الإبادة لتوصيف الجرائم التي حصلت بين أعوام 1915 – 1917.
هل تعتقدين أن الاعتراف الأمريكى يشجع دول أخرى للاعتراف بإبادة الارمن؟
هناك ما يقارب 30 دولة غربية اعترفت بالإبادة الجماعية للأرمن، بينها لبنان الدولة العربية الوحيدة، وكان على الولايات المتحدة الأمريكية أن تكون في أوائل الدول التي تعترف بواقعة الإبادة على اعتبارها شاهد على هول الجرائم التي ارتكبتها في فترة الحرب العالمية الأولى بحق الأرمن وغيرهم من الأقليات غير التركية، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية هي قدمت مساعدات مادية ومعنوية كبيرة للناجين الأرمن من خلال منظمة Near East Relief الأمريكية، ولكن مع الأسف ما يحكم العلاقات الأمريكية- التركية في المجالات السياسة والاقتصادية والعسكرية اليوم والأموال الطائلة التي تصرفها تركيا لمنع تمرير هكذا مشروع هو ما يمنع الولايات المتحدة الأمريكية من الاعتراف بالإبادة.
متى يمكن أن يحصل الأرمن على تعويضات من الأتراك على تلك المذبحة؟
الحصول على التعويضات المعنوية والمادية محكوم باعتراف تركيا العلني بارتكابها جريمة الإبادة بحق الأرمن في السلطنة العثمانية في الأعوام 1915-1917 والتي استمرت حتى العام 1930، وأن اعتراف تركيا يلزمها بالتعويض على الأرمن حقوقهم المعنوية والسياسية.
متى تتوقع أن تعترف تركيا بجريمة إبادتها للأرمن؟
نحن نتحدث عن أمة أرمنية كان تعدادها مليونين و400 ألف وعن منطقة شرق الأناضول التي تعرف بأرمينيا الغربية وهي كانت الموطن الأساسي للشعب الأرمني، في حين كان يعيش في أرمينيا الشرقية جمهورية، وهى أرمينيا الحالية، ما يقارب 600 ألف أرمني، وبعد الإبادة لم يبقى في الأناضول سوى 27 ألف أرمني بحسب إحصاءات بطريركية الأرمن الأرثوذكس في عام 1927.
- ان اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948 تعتبر فعل إبادة أيا من الأفعال التالية، وهى قتل أعضاء من الجماعة، وإلحاق اذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة، وإخضاع الجماعة، عمدًا، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليًا أو جزئيًا، وفرض تدابير تستهدف الحؤول دون انجاب الأطفال داخل الجماعة، ونقل أطفال من الجماعة عنوة إلى جماعة أخرى، فكيف بالأمر إذا اجتمعت كل هذه الأفعال مجتمعة في جريمة إبادة الشعب الأرمني، خصوصا ان الأرمن كانوا رعايا عثمانيين وكان يتوجب على السلطنة العثمانية ان تحمي رعاياها وليس ان ترمي بهم إلى الهلاك.
و الأرمنيين الذين كانوا تحت رعاية الدولة العثمانية كانت تعدادهم مليونين و400 ألف وعن منطقة شرق الأناضول، وبعد المذبحة أصبح تعدادهم حوالى 27 ألف أرمني، وبدلا من أن تقوم الدولة العثمانية بحمايتهم قامت بارتكاب مذابح مروعة ضدهمطالبت ملايين الأرمنيين وبالتالى ما فعلته تركيا إبادة.
هل تعتقدى أن ما فعلته تركيا ضد الأرمن عام 1915 يكرره أردوغان الأن مع الاكراد؟
ما حصل في العام 1915 بحق الأرمن في السلطنة العثمانية نراه يتكرر فصولًا مع الأكراد داخل تركيا وخارجها، من اساليب الإبادة العربية والتعذيب والقتل بكل وسائل القتل، وبالتالى لا يختلف ما يفعله الرئيس التركى رجب طيب أردوغان مع الأكراد فى سوريا مع ما فعله أجداده فى الدولة العثمانية ضد الأرمنيين، من إبادة وتطهير عرقى.
كيف تنظرين الى العدوان التركى على سوريا؟
العدوان الذى شنته تركيا على السوريين والذى تم على مرأى ومسمع العالم الغربي والعربي يؤكد مجددا أن تركيا مستمرة في انتهاج سياسة الإبادة والتطهير العرقي والتغيير الديمغرافي للمنطقة وتستهدف الشعوب التي تعتبر انها لاتزال تشكل خطرا على الهوية التركية وعلى سياستها الطورانية التوسعية ومحاولاتها لإعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية.
هل تعتقدين أن أردوغان يسعى لتنفيذ مخطط اجداده العثمانيين فى المنطقة العربية؟
الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ينظر إلى شمال وشرق سوريا على انها جزء من السلطنة العثمانية وهو يسعى لتنفيذ ما فعله العثمانيين من قتل ومذابح، وأردوغان استخدم كل الوسائل الإرهابية ضد دول الجوار لقتل الأكراد والعرب والآشوريين والأرمن وملاحقتهم وتصفيتهم داخل الأراضي السورية.
ما هى وجهة نظرك فى استفزازات أردوغان ضد دول الجوار؟
تركيا لاتزال تهدد العالم والسلام العالمي بإرسال الإرهابيين إلى دول الجوار وتصديره إلى العالم، فما يفعله أردوغان الآن ضد دول الجوار لا يختلف عن الجرائم التى ارتكبتها الدولة العثمانية ضد الدول العربية.
ما هى الخطوات الأرمينية المقبلة بعد اعتراف الكونجرس الامريكى بالجريمة التركية ضد الارمن؟
اعتراف الكونجرس الأمريكي بالإبادة الجماعية للأرمن ليس إلا وسيلة ضغط معنوية جديدة على الأتراك تضاف إلى اعترافات الدول الأخرى، كما أن الأرمن سوف يستمرون بملاحقة تركيا وإجبارها على مواجهة تاريخها الإجرامي والاعتراف به وإعادة الحقوق المشروعة للأرمن.
كيف ترين الموقف المصرى من القضية الارمينية؟
ان مواقف مصر تجاه الأرمن والقضية الارمنية هو موقف مشرف، فمصر من الدول التي استقبلت اللاجئين الأرمن وفتحت لهم الأبواب ومنحتهم الأمن والأمان والجنسية وعاملتهم كمواطنين لهم حقوق عليهم واجبات أسوة بالمواطنين المصريين، فأصبحت مصر وطنا ثانيا لهم. فتاريخ الأرمن جزء لايتجزء من التاريخ والنسيج المصري.
وكيف ترين العلاقات المصرية الأرمينية؟
العلاقات الأرمنية - المصرية ليست حديثة، فهي تعود الى بدايات القرن التاسع عشر ، حيث ساهم الأرمن في نهضة وازدهار مصر في كافة المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية، وكذلك العكس فى مصر، فالعلاقات بينهما جيدة للغاية.
وبشأن الدور المصرى فى الاعتراف بجريمة تركيا التاريخية بشأن مذبحة الأرمن كيف تقيميها؟
الدور الذي تلعبه مصر اليوم لجهة الدعوة إلى الاعتراف بالإبادة ومعاقبة الجاني إنما هو استمرار لسياسة مصر الوطن الذي احتضن الأرمن وشهد على مآسي هذا الشعب، فما تقوم به مصر دولة وشعبا في هذا الإطار إنما هو دعوة جديدة لإنصاف الأرمن وانصاف تاريخهم وإعادة حقوقهم المشروعة.
ماذا يمثل لك دفاع الاخوان عن تلك المذبحة ورفضهم الاعتراف بها بل إن بعضهم يبررها؟
إن إعطاء مسألة قتل وإبادة الأرمن بعدا دينيا هو إجرام آخر بحق الشعب الأرمني، كما أن مساندة جماعة الإخوان، لتركيا فيما اقترفته أيديها بحق الشعوب المستضعفة هو إجرام أيضا، فإن كانت تركيا لم تقتل الأرمن لأنهم كانوا مسيحيون وتركيا دولة مسلمة فكيف نفسر ما يحصل لأكراد اليوم من تطهير عرقي ومجازر ؟
لماذا استهدفت الدولة العثمانية الأرمن فى هذا التوقيت؟
لأن الأرمن وغيرهم من الشعوب غير التركية في السلطنة العثمانية قتلوا لأنهم اعتبروا حجر عثرة أمام التوجهات الطورانية التوسعية وخصوصًا الأرمن بحكم موقعهم الجغرافي، كما أن هناك مع الأسف بعض المجموعات التي تحتاج إلى قراءة معمقة للتاريخ وعدم الاعتماد أو الاكتفاء بالمراجع التركية التي تعمد الى تزوير الوقائع التاريخية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق