التاريخ والوقت : الخميس, 3 أكتوبر 2019
روب كرايلي
قدَّم الرئيس ترمب نظرة عالمية إلى العالم يوم الثلاثاء الماضي، حيث هاجم العولمة وقدَّم رواية شاملة لأبعاد رؤيته التي تتضمن توجهات سياسته حول كل شيء من التجارة إلى قضية الإجهاض.
وقال الرئيس الأميركي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي هيئة تأسست على إجماع عالمي، إن “المستقبل لا ينتمي للعولمة، بل إنه ملكٌ للوطنيين، مضيفًا أن المستقبل ملك للأمم ذات السيادة المستقلة التي تحمي مواطنيها وتحترم جيرانها والاختلافات التي تجعل كل دولة فريدة من نوعها”.
وفي هذه المرة لم تكن هناك ألقاب بليغة مثل “جيب روكتمان” الذي وجهه ترمب إلى رئيس كوريا الشمالية “كيم جونغ أون” خلال مشاركته الأولى بالأمم المتحدة، لكنه لم يواجه بالضحك من قبل الجمهور الذي لم يصدق ما كان يقوله حول إنجازات إدارته خلال العام الماضي.
وبدلاً من ذلك، فقد خلت مفردات ترمب من الادعاءات العريضة؛ ذلك أنه بعد ثلاث سنوات من وصوله للسلطة، ألقى خطابًا شدد فيه على كيفية وضع شعاره “أميركا أولاً” America First موضع التنفيذ. كما اقترح رؤية منهاجية للسياسة الخارجية، وفقًا لـ”جيمس كارافانو” من “مؤسسة التراث” Heritage Foundation، الذي تجنب وصفه بالرئيس المتهور وغير المركّز وغير المنضبط كما كان يطلق على ترمب فيما سبق. إذ يقول كارافانو “قد تتفق مع رؤيته أو ترفضها، لكن لا يمكنك القول إنه لا يفعل أشياء، ولا يمكنك القول إنه لا يتسق مع سياساته ومخططه الاستراتيجي الخاص به”.
لكن على الرغم من كل ذلك النضج الاستراتيجي الذي اتسم به خطاب ترمب، لم يكن من الصعب تحديد مواطن التعارض مع مبادئ محددة للأمم المتحدة ورفض القيم المتعددة الأطراف التي تقف وراءها. فقد قال ترمب: “لقد مارست العولمة توجهًا دينيًا على الزعماء السابقين، مما تسبب في تجاهلهم لمصالحهم الوطنية.. لقد ولت تلك الأيام”.
إن مثل هذه الكلمات توفر غطاء من الدعم لأمثال رئيس الوزراء البريطاني “بوريس جونسون”، الذين ما زالت جهودهم الرامية إلى إخراج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي غارقة في الأزمة، وكذلك الزعماء الشعبويون الآخرون.
وفي الوقت نفسه، عكس الخطاب تردد ترمب في الانخراط في الحروب الخارجية وجهود “مايك بومبيو”، وزير خارجيته، الرامية لبناء نظام ليبرالي جديد قائم على “الدولة القومية” التي تتشارك في نشر الرخاء والسلام. كما يقول ترمب: “إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى الصراع مع أي دولة أخرى، بل إننا نرغب في السلام والتعاون والمنفعة المتبادلة مع الجميع، لكنني لن أتردد أبدًا في الدفاع عن مصالح أميركا”.
وقد شمل ذلك تشديد العقوبات على إيران بسبب تهديداتها للأمن القومي الأميركي والشرق الأوسط الكبير. إذ قال ترمب: “على جميع الدول ضرورة التصرف، فلا ينبغي على أي حكومة مسؤولة دعم إيران. فطالما استمر سلوك إيران المهدد، لن يتم رفع العقوبات، بل سيتم تشديدها”.
وقد استخدم خطابه الذي دام 36 دقيقة لإبداء تعليقاته الأكثر قوة بعد دعمه للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في هونغ كونغ، ودعا الصين إلى الوفاء بالتزاماتها تجاه الإقليم.
وخلال كل ذلك، تطرق إلى موضوعي الحرية والتجارة، وتحدث عن حماية العبادة الدينية والأطفال الذين لم يولدوا بعد، إضافة إلى مقاومة القيود المفروضة على تجارة الأسلحة (وتحديدًا التوصل إلى معاهدة تحت رعاية الأمم المتحدة)، وهجمات الصين على الملكية الفكرية. كما انتهز الرئيس الأميركي الفرصة للدفاع عن موقفه من قضية “الحدود القوية”.
فقال: “إن العديد من الدول المشاركة معنا اليوم تتصدى لتحديات الهجرة غير الخاضعة للرقابة، حيث إننا نقف اليوم في قلب منظمة تدافع عن حقوق اللاجئين، وكل واحد منكم لديه الحق المطلق في حماية حدوده. وهكذا نفعل في بلدنا”.
أمَّا بالنسبة إلى النقاد، فيرون أن ترمب قد عمل على تسريب أجندة متشددة تتجاوز الأمم المتحدة في نغمات خاصة به. إذ تمَّ ملاحظة وزير التجارة “ويلبر روس”، وهو نائم خلال إلقاء كلمة الرئيس الأميركي.
كما قال “بن رودس” Ben Rhodes، نائب مستشار الأمن القومي في عهد باراك أوباما: “إن خطاب ترمب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بدا مثل راديو آخر الليل الذي يريد أن يجعلك تنام”. أما “دانييل بليكا” Danielle Pletka، نائبة رئيس معهد أميركان إنتربرايز American Enterprise Institute فقالت: “حينما يقول بن رودس أن شيئًا ما يبدو مُمِلاً، أعتقد أن ذلك هو أسوأ توقعاته تجاه دونالد ترمب التي وصلت إلى حد الإحباط، حيث سيجد النقاد صعوبة في العثور على اعتراضات على أن الخطاب منطقي وصادق ومليء بأفكار متكلفة مثل الوطنية”.
إذا كنت تريد الحرية، فكن فخورًا ببلدك، أمَّا إذا كنت تريد الديمقراطية، فحافظ على سيادتك، وإذا أردت السلام، فعليك أن تحب أمتك فقط”.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: واشنطن إكسماينر Washington Examiner
.
قدَّم الرئيس ترمب نظرة عالمية إلى العالم يوم الثلاثاء الماضي، حيث هاجم العولمة وقدَّم رواية شاملة لأبعاد رؤيته التي تتضمن توجهات سياسته حول كل شيء من التجارة إلى قضية الإجهاض.
وقال الرئيس الأميركي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي هيئة تأسست على إجماع عالمي، إن “المستقبل لا ينتمي للعولمة، بل إنه ملكٌ للوطنيين، مضيفًا أن المستقبل ملك للأمم ذات السيادة المستقلة التي تحمي مواطنيها وتحترم جيرانها والاختلافات التي تجعل كل دولة فريدة من نوعها”.
وفي هذه المرة لم تكن هناك ألقاب بليغة مثل “جيب روكتمان” الذي وجهه ترمب إلى رئيس كوريا الشمالية “كيم جونغ أون” خلال مشاركته الأولى بالأمم المتحدة، لكنه لم يواجه بالضحك من قبل الجمهور الذي لم يصدق ما كان يقوله حول إنجازات إدارته خلال العام الماضي.
وبدلاً من ذلك، فقد خلت مفردات ترمب من الادعاءات العريضة؛ ذلك أنه بعد ثلاث سنوات من وصوله للسلطة، ألقى خطابًا شدد فيه على كيفية وضع شعاره “أميركا أولاً” America First موضع التنفيذ. كما اقترح رؤية منهاجية للسياسة الخارجية، وفقًا لـ”جيمس كارافانو” من “مؤسسة التراث” Heritage Foundation، الذي تجنب وصفه بالرئيس المتهور وغير المركّز وغير المنضبط كما كان يطلق على ترمب فيما سبق. إذ يقول كارافانو “قد تتفق مع رؤيته أو ترفضها، لكن لا يمكنك القول إنه لا يفعل أشياء، ولا يمكنك القول إنه لا يتسق مع سياساته ومخططه الاستراتيجي الخاص به”.
لكن على الرغم من كل ذلك النضج الاستراتيجي الذي اتسم به خطاب ترمب، لم يكن من الصعب تحديد مواطن التعارض مع مبادئ محددة للأمم المتحدة ورفض القيم المتعددة الأطراف التي تقف وراءها. فقد قال ترمب: “لقد مارست العولمة توجهًا دينيًا على الزعماء السابقين، مما تسبب في تجاهلهم لمصالحهم الوطنية.. لقد ولت تلك الأيام”.
إن مثل هذه الكلمات توفر غطاء من الدعم لأمثال رئيس الوزراء البريطاني “بوريس جونسون”، الذين ما زالت جهودهم الرامية إلى إخراج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي غارقة في الأزمة، وكذلك الزعماء الشعبويون الآخرون.
وفي الوقت نفسه، عكس الخطاب تردد ترمب في الانخراط في الحروب الخارجية وجهود “مايك بومبيو”، وزير خارجيته، الرامية لبناء نظام ليبرالي جديد قائم على “الدولة القومية” التي تتشارك في نشر الرخاء والسلام. كما يقول ترمب: “إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى الصراع مع أي دولة أخرى، بل إننا نرغب في السلام والتعاون والمنفعة المتبادلة مع الجميع، لكنني لن أتردد أبدًا في الدفاع عن مصالح أميركا”.
وقد شمل ذلك تشديد العقوبات على إيران بسبب تهديداتها للأمن القومي الأميركي والشرق الأوسط الكبير. إذ قال ترمب: “على جميع الدول ضرورة التصرف، فلا ينبغي على أي حكومة مسؤولة دعم إيران. فطالما استمر سلوك إيران المهدد، لن يتم رفع العقوبات، بل سيتم تشديدها”.
وقد استخدم خطابه الذي دام 36 دقيقة لإبداء تعليقاته الأكثر قوة بعد دعمه للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في هونغ كونغ، ودعا الصين إلى الوفاء بالتزاماتها تجاه الإقليم.
وخلال كل ذلك، تطرق إلى موضوعي الحرية والتجارة، وتحدث عن حماية العبادة الدينية والأطفال الذين لم يولدوا بعد، إضافة إلى مقاومة القيود المفروضة على تجارة الأسلحة (وتحديدًا التوصل إلى معاهدة تحت رعاية الأمم المتحدة)، وهجمات الصين على الملكية الفكرية. كما انتهز الرئيس الأميركي الفرصة للدفاع عن موقفه من قضية “الحدود القوية”.
فقال: “إن العديد من الدول المشاركة معنا اليوم تتصدى لتحديات الهجرة غير الخاضعة للرقابة، حيث إننا نقف اليوم في قلب منظمة تدافع عن حقوق اللاجئين، وكل واحد منكم لديه الحق المطلق في حماية حدوده. وهكذا نفعل في بلدنا”.
أمَّا بالنسبة إلى النقاد، فيرون أن ترمب قد عمل على تسريب أجندة متشددة تتجاوز الأمم المتحدة في نغمات خاصة به. إذ تمَّ ملاحظة وزير التجارة “ويلبر روس”، وهو نائم خلال إلقاء كلمة الرئيس الأميركي.
كما قال “بن رودس” Ben Rhodes، نائب مستشار الأمن القومي في عهد باراك أوباما: “إن خطاب ترمب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بدا مثل راديو آخر الليل الذي يريد أن يجعلك تنام”. أما “دانييل بليكا” Danielle Pletka، نائبة رئيس معهد أميركان إنتربرايز American Enterprise Institute فقالت: “حينما يقول بن رودس أن شيئًا ما يبدو مُمِلاً، أعتقد أن ذلك هو أسوأ توقعاته تجاه دونالد ترمب التي وصلت إلى حد الإحباط، حيث سيجد النقاد صعوبة في العثور على اعتراضات على أن الخطاب منطقي وصادق ومليء بأفكار متكلفة مثل الوطنية”.
إذا كنت تريد الحرية، فكن فخورًا ببلدك، أمَّا إذا كنت تريد الديمقراطية، فحافظ على سيادتك، وإذا أردت السلام، فعليك أن تحب أمتك فقط”.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: واشنطن إكسماينر Washington Examiner
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق