الرئيس الإيراني في تصريح موجه للاستهلاك المحلي يناقض نفسه بين التمسك برفع العقوبات الأميركية وإعلان رفضه لعرض أميركي مشروط.
إيران تتمسك بالمكابرة في مواجهة الضغوط الأميركية
روحاني يجدد رفضه الحوار مع واشنطن تحت الضغط
طهران - عاد الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الجمعة إلى طهران بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها بعد أن شارك في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة وسط عزلة متنامية على اثر إدانة أوروبا لسلوك طهران المزعزع للاستقرار في المنطقة وتحميلها المسؤولية عن الهجوم الأخير على منشأتي نفط سعوديتين في 14 سبتمبر/ايلول في تناغم أوروبي مع الموقف الأميركي.
على خلاف المعلن من قبل الولايات المتحدة وحتى الدول الأوروبية، قال روحاني اليوم الجمعة عبر موقعه الإلكتروني الرسمي إن واشنطن عرضت رفع جميع العقوبات المفروضة على طهران مقابل إجراء محادثات حول البرنامج النووي.
وأورد الموقع هذا التصريح لدى عودة روحاني من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إلى طهران، إلا أن تصريحات الرئيس الإيراني تناقض ما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أكدّ أنه منفتح على الحوار مع إيران من دون التخلي عن سياسة الضغوط القصوى.
وقال "المستشارة الألمانية ورئيس وزراء بريطانيا ورئيس فرنسا كانوا في نيويورك وأصروا جميعا على عقد هذا الاجتماع. وأميركا تقول إنها سترفع العقوبات".
وتابع "العقوبات التي سترفع ستكون محل نقاش وقد قالوا بوضوح إنهم سيرفعون جميع العقوبات"، مضيفا "لكن هذه الخطوة لم تجر بطريقة مقبولة مما يعني أنه في ظل مناخ العقوبات واستمرارها والأجواء المسمومة لسياسة الضغوط القصوى فإننا حتى لو أردنا التفاوض مع الأميركيين في إطار خمسة زائد واحد فإنه لا يمكن التكهن بالنتيجة النهائية لهذه المفاوضات".
روحاني استشعر عزلة متنامية في الجمعية العامة للأمم المتحدة
ويبدو حديث روحاني موجها للاستهلاك الإعلامي المحلي وتهدئة قلق الإيرانيين، وسط مخاوف من انزلاق التوتر الراهن إلى مواجهة عسكرية أو انهيار اقتصادي شامل تحت وطأة العقوبات الأميركية.
وحاول الرئيس الإيراني الظهور لدى عودته من نيويورك كشخصية قادرة على إدارة الأزمة في الوقت الذي يواجه فيه انتقادات داخلية وضغوط يمارسها المحافظون بقيادة المرشد الأعلى علي خامنئي ضمن حسابات انتخابية.
ويعمل تيار المحافظين على استعادة السلطة من الإصلاحيين من بوابة عجز روحاني عن حل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وعدم تحقيق نتائج ايجابية تذكر من الاتفاق النووي الموقع في العام 2015 والذي انسحبت منه واشنطن في مايو/ايار 2018.
وبحسب المصدر ذاته قال روحاني في تصريحات له لدى وصوله إلى مطار طهران الدولي قادما من نيويورك "حینما دخلنا إلى نيويورك شعرنا بأن هناك أجواء سلبیة تجاه إيران سواء بین الإعلام أو الدبلوماسیین".
وأشار إلى أن الجانب الأميركي يقول إنه مستعد لإجراء محادثات وأن كافة المشاكل ترجع إلى عناد الطرف الإيراني، مضيفا "أظهرنا بالأدلة أننا لسنا معرقلین لمسار الحوار ونستعد للمفاوضات لكن لا نريد الحوار فی ظروف الحظر و الضغوط".
وأضاف أن الاهتمام كان منصبا على اتهام إيران بتنفيذ الهجوم على منشأتي نفط سعوديتين وأن الدول الأوروبية قالت إن طبيعة الهجوم أكبر من قدرات اليمنيين (في إشارة إلى المتمردين الحوثيين الموالين لإيران والذين أعلنوا مسؤوليتهم عن الهجوم)
ودافع روحاني عن موقف بلاده ونفيها القاطع لأي دور لها في ذلك الهجوم قائلا "برأیی إن الوفد الإيراني له أدلة کافیة ومبرهنة حینما أکدت بعض القادة الأوروبیین بأن إيران مسؤولة تجاه هذه الأحداث. سألتُهم ما هی أدلتكم وبراهينكم؟".
وتأتي تصريحات روحاني على إثر إعلانه من نيويورك رفضه القاطع للحوار مع واشنطن تحت الضغط، وهو الموقف الذي سبق أن حث خامنئي الحكومة الإيرانية على تبنيه، مؤكدا أنه "لاثقة في الأميركيين".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق