البطالة تتفشى في الولايات المتحدة ..
جولة ثانية من التسريحات مع انقضاء مهلة تقديم المساعدات
مهد انقضاء مهلة تقديم مساعدات فيدرالية في الولايات المتحدة لإنقاذ الوظائف هذا الأسبوع، لجولة ثانية من التسريحات في أكبر قوة اقتصادية في العالم، حيث تسبب كوفيد - 19 في خسارة عشرات الملايين وظائفهم.
وبحسب "الفرنسية"، أظهر إحصاء لوزارة العمل أن معدل البطالة تراجع في أيلول (سبتمبر) على الرغم من أنه مبني على بيانات تم الحصول عليها قبل عمليات التسريح التي تمت هذا الأسبوع، البالغة 837 ألفا.
والتقرير الأخير قبل أن يواجه الرئيس دونالد ترمب منافسه الديمقراطي جو بايدن في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر)، يأتي في وقت يجد فيه الاقتصاد الأمريكي نفسه عند مفترق طرق بعد ستة أشهر من تفشي الوباء.
وبدأت قطاعات أساسية التعافي من صدمة فيروس كورونا المستجد، وإن كانت التسريحات لا تزال أمرا معتادا، لكن مع وصول النواب في واشنطن إلى طريق مسدود بشأن زيادة الإنفاق لتحفيز الاقتصاد، بات السؤال الآن، إن كان التقدم سيكون مستداما؟
وتباطأ نمو الوظائف الأمريكية أكثر من المتوقع في أيلول (سبتمبر) إذ انحسر التعافي من تراجع مدفوع بكوفيد - 19 في ظل نفاد أموال حكومية واستمرار الجائحة، ما يترك كثيرين مهددين بأن يصبحوا عاطلين عن العمل على نحو دائم.
وفي آخر تقرير شهري للتوظيف قبل انتخابات الرئاسة المقررة في الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر)، قالت وزارة العمل الأمريكية أمس "إن الوظائف في القطاعات غير الزراعية زادت 661 ألفا الشهر الماضي بعد أن ارتفعت 1.489 مليون في آب (أغسطس)". كان خبراء اقتصاد استطلعت "رويترز" آراءهم توقعوا زيادة 850 ألف وظيفة في أيلول (سبتمبر).
وبلغ نمو التوظيف ذروته في حزيران (يونيو) حين قفز عدد الوظائف بوتيرة قياسية قدرها 4.781 مليون وظيفة.
وانخفض معدل البطالة إلى 7.9 في المائة في أيلول (سبتمبر) من 8.4 في المائة في آب (أغسطس)، وبينما انخفض معدل البطالة من ذروته في نيسان (أبريل) عند 14.7 في المائة، فإنه تأثر نزولا جراء أشخاص صنفوا أنفسهم خطأ أنهم "يعملون، لكنهم متغيبون عن العمل".
وعلق روبرت فريك الخبير في اقتصاد الشركات من اتحاد القوات البحرية الائتماني على التقرير المرتبط بالتوظيف قائلا "حتى من دون تحفيز، يمكننا تحقيق مكاسب أفضل مما يتوقعه الناس"، بحسب "الفرنسية".
وأدت تدابير الإغلاق التي بدأت في آذار (مارس) لوقف تفشي كوفيد - 19 إلى ارتفاع معدلات البطالة إلى 14.7 في المائة في نيسان (أبريل)، على الرغم من أنها تراجعت مذاك.
وأسهم إقرار الكونجرس حزمة مساعدات بقيمة 2.2 تريليون دولار "قانون كيرز" في آذار (مارس) في الحد بعض الشيء من الخسائر.
وواصلت المضيفة كريستين لامبيريس العمل بعدما خسر زوجها وظيفته عندما تسبب فيروس كورونا المستجد في إغلاق الأعمال التجارية في أنحاء الولايات المتحدة، لكن ما لبثت أن وجدت نفسها هي أيضا بلا عمل.
وقالت لامبيريس، الموظفة في شركة الخطوط الجوية المتحدة "يونايتد إيرلاينز" والعضو في نقابة مضيفي الطيران، "يشعر كلانا بكثير من الخوف. لا أريد أن أعيش على مساعدات البطالة ولا أريد أن آخذ الأموال من أشخاص آخرين".
ومُنحت شركات الطيران التي تضررت بشكل كبير من تراجع الطلب على السفر مساعدات، مقابل مواصلة دفع رواتب الموظفين حتى نهاية أيلول (سبتمبر).
كما دعم قانون كيرز إنفاق المستهلكين عبر تقديم مساعدات مالية قدرها 600 دولار إضافية كل أسبوع إلى الموظفين العاطلين عن العمل، وهي مساعدة مالية كبيرة للموظفين ذوي الدخل المنخفض.
وقال نشوان كوبر، الذي تم تسريحه من عمله في حديقة أتلانتا للحيوانات عندما ضرب الوباء، "كنت أحصل على تعويضات بطالة كل أسبوع تعادل الدخل الذي كنت أحصل عليه كل أسبوعين من عملي في حديقة الحيوانات".
لكن فشل الكونجرس وإدارة ترمب في الاتفاق على تمديد الدفوعات الإضافية التي انقضت مهلتها نهاية تموز (يوليو)، خفض المساعدات التي كان يحصل عليها كوبر إلى 160 دولارا في الأسبوع، وهو مبلغ يقول "إنه بالكاد يكفي لتسديد الفواتير".
واستأنف الديمقراطيون والجمهوريون مفاوضاتهم هذا الأسبوع، لكن يبدو ذلك متأخرا كثيرا بالنسبة إلى شركات الطيران التي راقبت مرور مهلة 30 أيلول (سبتمبر) دون الحصول على المساعدات التي سعت إليها من الكونجرس.
وأعلنت الخطوط الجوية الأمريكية مذاك أنها ستسرح 19 ألف موظف بينما أعلنت الخطوط الجوية المتحدة قرارها تسريح 13 ألفا.
وتتوقع لامبيريس، التي تعيش في كاليفورنيا على مقربة من ديزني لاند أنه سيكون عليها التنافس على الوظائف مع نحو 28 ألف شخص أعلنت مدينة الألعاب هذا الأسبوع قرار تسريحهم.
وقالت "لا أعتقد أن الوظيفة ستكون كما أرغب. لن تعوض عن الراتب الذي كنت أتقاضاه بكل تأكيد".
ويحذر محللون من أن الجمود الذي طرأ على خطة التحفيز سيؤثر في الاقتصاد الأمريكي في نهاية المطاف.
وأظهرت بيانات وزارة العمل أنه تم تسجيل 837 ألف طلب جديد للحصول على مساعدات بطالة الأسبوع الماضي، وهو رقم لا يزال أعلى من ذاك الذي سُجل في أسوأ أسبوع مر على الأزمة المالية "2008-2010".
لكن فريك قال "إن مؤشرات على غرار ازدياد الطلبات لتأسيس أعمال تجارية جديدة والبيانات المرتبطة بحجوزات المطاعم ومبيعات السيارات والسفر تكشف عن تعافي بعض القطاعات، وهو أمر يجلب معه الوظائف".
وقال "من بين الأمور التي أعتقد أنها تفوت الخبراء الذين يضعون التوقعات هي مسألة مدى الابتكار في الاقتصاد".
وكانت جورجيا بين أولى الولايات التي أعادت تشغيل اقتصادها بعد الإغلاق. وأشار كوبر إلى أنه عثر على عديد من الشواغر خصوصا في مجال بيع التجزئة.
وقال "لست في حالة استرخاء، لا أجلس مرتاحا وأقول إنني لا أحتاج إلى العمل". وسيجري كوبر مقابلة عمل الأسبوع المقبل، لكنه قال "في حال لم تنجح، فسأواصل البحث عن وظيفة".
إلى ذلك، اتخذت لجنة في مجلس الشيوخ الأمريكي قرارا أحاديا باستدعاء رؤساء "فيسبوك" و"جوجل" و"تويتر" للرد على استفسارات بشأن الأخبار الكاذبة والبيانات وعمليات التزوير الإلكترونية وغيرها من المواضيع المرتبطة بمنصات الإنترنت، التي تتهمها السلطات باستمرار بالتقصير في أداء واجباتها.
وصوت أعضاء اللجنة الخميس لمصلحة استدعاء جاك دورسي "تويتر" ومارك زاكربرج "فيسبوك" وسوندار بيشاي "ألفابت المجموعة الأم لجوجل" بصورة إلزامية.
وتخضع الشبكات الأمريكية الثلاث، مع مجموعتي "أمازون" و"أبل" لتحقيقات مختلفة على المستوى الفيدرالي للولايات الأمريكية التي تأخذ عليها خصوصا عدم الإشراف بالشكل اللازم على المضامين الإشكالية، وأيضا اعتماد ممارسات مخالفة لقوانين مكافحة الاحتكار.
كذلك ترغب اللجنة في فهم الطريقة التي تسحب فيها المنصات المضامين التي تشجع على التطرف والعنف، والتعمق في الخوارزميات السرية التي تستخدمها، ومن شأنها التلاعب بالمستخدمين ودفعهم إلى استخدامات سلبية للإنترنت خصوصا لدى الفئات الشابة.
وفي نهاية تموز (يوليو)، خضع رؤساء مجموعات الإنترنت الأربع الكبرى المعروفة بـ"جافا"، "جوجل، أبل، فيسبوك، وأمازون" لاستجواب تخلله كثير من الانتقادات على مدى ساعات أمام لجنة تابعة لمجلس النواب الأمريكي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق