الاعلامي الفلسطيني حافظ البرغوثي
كثف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حملته الانتخابية بتأجيج المشاعر العرقية والدينية، لكنه تلقى ضربة موجعة على مشارف الانتخابات الرئاسية المقررة في مطلع نوفمبر تشرين ثاني المقبل، بعد الفضيحة الجنسية التي تورط فيها أشهر مؤيديه، وهو القس الإنجيلي جيري فالويل إبن زعيم الكنيسة الإنجيلية الصهيونية.
وكان القس استقال من رئاسة جامعة الحرية الخاصة التي أسسها والده مؤسس الكنيسة الإنجيلية الصهيونية الموالية لإسرائيل، بعد الكشف عن فضيحة جنسية تورط فيها فالويل الإبن وزوجته مع شاب عشريني اعتاد إقامة علاقات جنسية مع القس وزوجته معا. ورغم أن الجامعة التي يمتلكها القس تدرس العلوم الدينية والاجتماعية من منظور ديني إنجيلي، ولديها قوانين أخلاقية صارمة وتضم مائة ألف طالب إلا أنه مارس ما ينهى عنه.
والكنيسة التي صارت تضم عشرات الملايين من الأتباع اسسها والده سنة 2007 وعرف بتأييده المطلق لإسرائيل وتطاوله على الإسلام، واتخذ من التوراة كتابًا مقدسًا وسماها الإنجيل القديم، وكان فالويل الأب دوما يردد أن الرب خلق الولايات المتحدة لخدمة إسرائيل، ومن أهم مباديء العقيدة عندهم أن دعم إسرائيل وبناء الهيكل المزعوم فرض ديني وشرط لظهور المسيح ليقيم دولة الرب ويخير اليهود بين الإيمان به أو الذبح.
وقد تمكن الرئيس ترامب من الحصول على تأييد الكنيسة الإنجيلية الصهيونية، وهم من ساهموا في فوزه بالرئاسة رغم أنه ليس مرتبطا بأي دين عمليًا‘ وإنما يعتبره الإنجيليون أداة بيد الرب رغم خطاياه لتنفيذ رغبته في دعم إسرائيل وظهور المسيح، مثلما أن الملك الفارسي قورش لم يكن ذا دين لكنه حرر اليهود.
كان فالويل الإبن محط اهتمام وسائل الإعلام بعد انتشار صورة له نشرها على الإنترنت في وقت سابق من الشهر الماضي، ظهر فيها ببنطال وقد أنزل سحابه وذراعه حول خصر امرأة أنزلت سحاب بنطالها أيضا كانت معه على ظهر يخت.
كان فالويل الإبن محط اهتمام وسائل الإعلام بعد انتشار صورة له نشرها على الإنترنت في وقت سابق من الشهر الماضي، ظهر فيها ببنطال وقد أنزل سحابه وذراعه حول خصر امرأة أنزلت سحاب بنطالها أيضا كانت معه على ظهر يخت.
وأثارت الصورة غضبًا واتهامات بالنفاق من قبل السياسيين اليمينيين واليساريين على حد سواء . أما الفضيحة الأخرى، فقد فجرها الشاب جيانكارلو جراندا الذي قال إنه أقام علاقة جنسية استمرت لمدة ست سنوات مع الزعيم الإنجيلي جيري وزوجته بيكي. وقال في اعترافات فاضحة إنه “نشأت علاقة حميمية بيني وبين بيكي، وكان جيري يجلس في إحدى زوايا الغرفة ويستمتع بمشاهدتنا” لكن جيري قال لصحيفة واشنطن إكزامينر أن زوجته هي من كانت على علاقة حميمية مع ذلك الشاب وليس هو.
وقد أحاط الرئيس ترامب نفسه بمجموعة سياسيين من الإنجيليين، أبرزهم نائبه مايك بينس ووزير خارجيته مايك بومبيو ومنظرون آخرون منهم ستيف بانون الذي عمل مستشارًا لترامب ثم أقاله منذ فترة وعاد اسمه مجددًا بعد اعتقاله بتهمة اختلاس أموال تبرعات لبناء جدار مع المكسيك لوقف تدفق المهاجرين غير البيض.
وقد أحاط الرئيس ترامب نفسه بمجموعة سياسيين من الإنجيليين، أبرزهم نائبه مايك بينس ووزير خارجيته مايك بومبيو ومنظرون آخرون منهم ستيف بانون الذي عمل مستشارًا لترامب ثم أقاله منذ فترة وعاد اسمه مجددًا بعد اعتقاله بتهمة اختلاس أموال تبرعات لبناء جدار مع المكسيك لوقف تدفق المهاجرين غير البيض.
أما الوزير بومبيو فهو إنجيلي متعصب لإسرائيل وقد خرج مؤخرا عن العرف الدبلوماسي بإلقاء كلمة مسجلة من القدس، أمام مؤتمر الحزب الجمهوري، خلال جولته التي شملت عددًا من دول المنطقة .
ويحيط ترامب نفسه أيضا بواعظين إنجيليين مشهورين من بينهم مستشارته الروحية الخاصة باولا وايت التي تزعم أنها كليمة الرب، إلى جانب المربي وعالم النفس جيمس دابسون، والواعظ فرانكلن غراهام، ابن بيلي غراهام المستشار الروحي للعديد من رؤساء الولايات المتحدة، كما أن قسا إنجيليا ترأس الاحتفال بافتتاح السفارة الأمريكية في القدس المحتلة.
وهكذا فإن تأجيج المشاعر الإنجيلية سلاح أخير استخدمه ترامب خاصة وأن المنافس جو بايدن كاثوليكي ملتزم يراهن على مشاعر الكاثوليك والبيض في الانتخابات، إضافة الى السود والأقليات، وقد زادت المشاعر الدينية لدى الناخبين الأمريكيين بعد جائحة كورونا، ما يجعل لها أهمية في حشد الأصوات.
ومع أنّ بايدن يحيّد إيمانه الشخصي عن السياسة، فيصوّت مثلاً لصالح قوانين الإجهاض، وزواج المثليين، إلا أنّ عناوين حملته الانتخابية بدأت تكرّس الصراع الديني المحتدم على خلفية انتخابات الرئاسة 2020. فها هي ترفع شعار “استعادة روح أميركا”. في المقابل، هاجم ترامب منافسه على الرئاسة واتهمه بأنّه يؤذي الله والإنجيل .
مع الإشارة إلى أنّه لم يسبق لرئيس كاثوليكي أن دخل البيت الأبيض، باستثناء جون كينيدي، لأسباب كثيرة، من بينها، خشية النخبة السياسية الأميركية من تدخّل الفاتيكان بالشؤون الداخلية لبلدهم.
ومع أنّ بايدن يحيّد إيمانه الشخصي عن السياسة، فيصوّت مثلاً لصالح قوانين الإجهاض، وزواج المثليين، إلا أنّ عناوين حملته الانتخابية بدأت تكرّس الصراع الديني المحتدم على خلفية انتخابات الرئاسة 2020. فها هي ترفع شعار “استعادة روح أميركا”. في المقابل، هاجم ترامب منافسه على الرئاسة واتهمه بأنّه يؤذي الله والإنجيل .
مع الإشارة إلى أنّه لم يسبق لرئيس كاثوليكي أن دخل البيت الأبيض، باستثناء جون كينيدي، لأسباب كثيرة، من بينها، خشية النخبة السياسية الأميركية من تدخّل الفاتيكان بالشؤون الداخلية لبلدهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق