كتب- محمود الشوربجي وصابر المحلاوي:
جريمة قتل بشعة راح ضحيتها طبيب داخل شقته بمنطقة روض الفرج، على يد مسجل خطر خطط لسرقته عقب علمه بثرائه جراء عمله بمهنة الطب.
1200 جنيه حصيلة ما تمكن المتهم من العثور عليه داخل مسكن المجني عليه، الذي يقيم بمفرده منذ سنوات داخل الشقة "قاعد لوحده ومفيش حد بيزوره غير كل فين وفين".
المجنى عليه "عاطف جورجي" في العقد السابع من عمره، يقيم بمفرده داخل شقته، فهو غير متزوج ولا توجد له صداقات كثيرة بالمنطقة، ويعاني الطبيب من عدة أمراض بسبب تقدمه في العمر بجانب مرضه بمرض الفيل الذي تسبب في منع حركته وعدم خروجه من المنزل لسنوات.
خلال السنوات الماضية بدأ المجني عليه في التعامل مع عدد من مكاتب توريد الخادمات، كي توفر له إحدى السيدات لمساعدته في تنظيف شقته، وتلبية جزء من احتياجاته المنزلية بسبب ظروف مرضه، "بعد أزمة "كورونا" الدكتور عاطف مبقاش ينزل نهائي حتى للكشف الطبي.. و"بدأ يعتمد بشكل كلي على العاملات اللاتي تأتين لمساعدته في أمور المنزل؛ نظرًا لمرضه وعدم قدرته على الحركة"، يقول "مجدي. ي" سائق بشركة خاصة، أحد الجيران.
زوجة المتهم كانت إحدى السيدات العديدات اللائي ترددن على منزل الضحية خلال السنوات الماضية، حتى أن الجاني علم من زوجته بثراء الضحية، وعقب ذلك حصل منها على عنوان سكنه؛ كي ينفذ مخططه بسرقة الضحية.
أفكار شيطانية بدأت تراود المتهم الذي خطط للتخلص من الضحية وسرقة ثروته، فأحضر بدلة خاصة و"كمامة طبية" لإخفاء معالم وجهه، وتوجه مباشرة إلى منزل الضحية بعد منتصف الليل، بمساعدة زوجته التي مهدت له الطريق لدخول الشقة.
شعر الضحية بحركة غريبة داخل شقته، فاستيقظ لمعرفة ما يحدث، فوجد شخصًا غريبًا يتجول بين غرف شقته ويعبث بمحتوياتها، وحينما حاول الضحية الاستنجاد بجيرانه انقض عليه الجاني مستغلًا ضعفه وعدم قدرته على المقاومة لظروفه الصحية السيئة.
دقائق معدودات وانهال الجاني على الضحية بسكين أنهى حياته على الفور؛ كي يتمكن من البحث عن ثروة الطبيب دون إزعاج، فلم يجد سوى 1200 جنيه فقط، استولى عليها وفر هاربًا من مسرح الجريمة.
جيران الضحية اعتادوا السؤال عليه بين الحين والآخر، وبعدما لاحظ أكثر من شخص من الجيران حركة غير معتادة بشقة الطبيب، بدأوا في طرق باب شقته للاطمئنان عليه، لكنه لم يرد، فتولد لديهم شعور بالخوف من تدهور حالته الصحية فكسروا باب الشقة ليجدوه جثة هامدة.
لم يكن أمام جيران الضحية خيار سوى إبلاغ الأجهزة الأمنية بالعثور على جثة الطبيب مقتولًا داخل شقته؛ لتتحول منطقة روض الفرج إلى ثكنة عسكرية، ويقطع صوت الصمت بالمنطقة سرينة قوات الشرطة.
تحقيقات مكثفة وشهود يتم الاستماع لأقوالهم وفحص لكاميرات المراقبة المحيطة بمسرح الجريمة، كل تلك الإجراءات بدأت على الفور لمحاولة الوصول إلى الجاني، حتى كشفت الكاميرات تواجد أحد الأشخاص -يرتدي بدلة وكمامة تخفي كامل معالمه- في ساعة متأخرة من الليل وصعد إلى العقار وخرج مهرولًا بعد ساعة تقريبًا.
خيط رفيع كان أمام أجهزة الأمن والمباحث، وهو فحص السيدات اللاتي عملن لدى الضحية طيلة الفترات الماضية، وبسؤال عدد من مكاتب توريد الخادمات التي يتعامل معها الطبيب المقتول، عُلم جزء كبير عن السيدة الأخيرة التي كانت تخدم الطبيب، وبالتحري عنها توصلت الأجهزة الأمنية إلى أن زوجها مسجل خطر وله جرائم سابقة.
ساعات معدودات حتى تم القبض على المشتبه به الذي تمت مطابقة مواصفاته بالشخص الذي رصدته كاميرات المراقبة المحيطة بالعقار مسرح الجريمة، فكان هناك شك كبير حول ارتكابه الجريمة، وبمواجهة المتهم أقر بارتكاب الجريمة عقب علمه بثراء المجني عليه الأمر الذي دفعه للتفكير في سرقته.
وكانت الأجهزة الأمنية تلقت بلاغًا يفيد بالعثور على جثة طبيب مذبوحًا داخل شقته، ووجود بعثرة في محتويات الشقة وتبين سلامة منافذها.
وانتقل لمكان الحادث كل من الرائد أحمد الشيخ رئيس مباحث روض الفرج ومعاوناه النقيبان محمد علي وكريم لاشين، وتبين من المعاينة الأولية وجود جثة المجني عليه ملقاة على الأرض وبها جرح ذبحي وبعثرة في محتويات الشقة.
وأخطر اللواء نبيل سليم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة واللواء محمد الشرقاوي مدير إدارة البحث بالواقعة، وتم تشكيل فريق بحث برئاسة العميد محمد السيد مدير قطاع مباحث شمال القاهرة والمقدم محمد الشموتي مفتش القطاع ووحدة مباحث روض الفرج؛ للوصول إلى كامل ملابسات الجريمة.
وقررت نيابة شمال القاهرة حبس المتهم بقتل طبيب روض الفرج، وصرحت بدفن جثة الطبيب بعد الانتهاء من تقرير الصفة التشريحية.
وأدلى المتهم باعترافات تفصيلية أمام النيابة، وأكد أن حاجته للمال هي الدافع وراء ارتكابه للجريمة، مستغلاً وجود المجني عليه بمفرده.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق