دبي (رويترز) - جاء إطلاق إيران عددا من الصواريخ الباليستية على قوات تعمل بقيادة أمريكية في العراق بعد سنوات من التحضير لمواجهة مع عدوها الذي تفوق قواته قواتها بكثير ويحظى بعتاد أكثر تطورا.
أشخاص ينظرون إلى حفرة نتجت عن صاروخ ضربته إيران على قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة على مشارف دهوك يوم الأربعاء. تصوير: آري جلال - رويترز
تملك الجمهورية الإسلامية جيشا يضم أكثر من 500 ألف جندي عامل منهم قوات خاصة يبلغ عدد أفرادها 125 ألفا في الحرس الثوري وذلك وفقا لتقرير أعده العام الماضي المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
غير أن العقوبات والقيود الدولية المفروضة على واردات السلاح جعلت من الصعب على إيران تطوير أسلحة متقدمة أو شرائها.
وللتعويض عن هذا الخلل، طورت إيران أسلحة ”غير تقليدية“ بهدف التمكن من إنزال الخسائر بالخصم وفي الوقت نفسه تفادي ساحة المعارك التقليدية. ومن هذه الأسلحة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة الهجومية وشبكة من الفصائل المسلحة المتحالفة معها في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
وقال قائد عسكري بريطاني سابق طلب إخفاء هويته لحساسية الموضوع ”من منظور عسكري تقليدي سيتعرضون لضربات ساحقة تماما ... فجيشهم التقليدي متناثر جدا جدا وقديم جدا وعفا عليه الزمن جدا. وقد أنفقوا كل مالهم على قدرات هجومية غير تقليدية. ومن هذا المنطلق هم مستعدون جدا“.
وحتى يوم الأربعاء كانت هذه الاستراتيجية رادعا لصراع مباشر مع الولايات المتحدة في الوقت الذي اشتدت فيه حدة التوترات منذ انسحبت إيران من اتفاق نووي متعدد الأطراف في 2018 وأعادت فرض عقوبات على إيران.
وشهدت السعودية في الآونة الأخيرة ما يمكن أن تتسبب فيه هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة من أضرار بعد ضربة وجهت إلى منشآتها النفطية العام الماضي أدت إلى خفض إنتاجها من النفط إلى النصف وعطلت بذلك خمسة في المئة من إمدادات النفط الخام العالمية.
وقد كونت إيران أكبر مخزون من الصواريخ الباليستية في الشرق الأوسط. وبعض هذه الصواريخ صنع باستخدام تصميمات ”سكود“ الأقدم الشائعة الاستخدام. ويمكن لصواريخ أخرى مصممة على غرار الصاروخ نو دونج الكوري الشمالي الوصول إلى مسافات تبلغ 2000 كيلومتر أي يمكنها الوصول إلى إسرائيل وجنوب شرق أوروبا وفقا لتقرير من وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية العام الماضي.
ويملك الحرس الثوري أسطولا من الزوارق السريعة المسلحة بالصواريخ والغواصات الصغيرة التي يمكن نشرها في مواجهة السفن الحربية الأمريكية أو الناقلات التجارية لتعطيل تدفق النفط عبر مياه الخليج. وتقول واشنطن إن طهران هاجمت ست ناقلات في العام الماضي.
وقال جيريمي بيني محرر شؤون الشرق الأوسط وافريقيا في مجلة جينز الدفاعية الأسبوعية ”إذا نظرت إلى السفن والدبابات والطائرات المقاتلة فستبدو إيران في غاية الضعف. لكن إذا نظرت إلى الصواريخ المضادة للسفن والصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وما إلى ذلك فستبدو ذات قدرات أكبر كثيرا“.
ويمكن استخدام الأسطول الإيراني من الطائرات المسيرة في الاستطلاع أو تسليحها بمتفجرات وفقا لما يقوله خبراء عسكريون.
وقال حسين أريان المحلل العسكري الذي خدم 18 عاما في البحرية الإيرانية قبل قيام الثورة الإسلامية في العام 1979 وبعدها ”إيران في الخليج الفارسي لا تحتاج في واقع الأمر إلى سفن كبيرة، وليس بالضرورة (أن تمتلك) فرقاطات ومدمرات. فبوسع الزوارق السريعة والزوارق المسلحة وزوارق الصواريخ أداء المهمة“.
وكان الميجر جنرال قاسم سليماني، الذي كان مقتله في ضربة أمريكية بطائرة مسيرة في بغداد الأسبوع الماضي هو السبب في الرد الإيراني يوم الأربعاء، قائدا لفيلق القدس
بالحرس الثوري. وهذه القوة هي التي تتولى تنفيذ العمليات السرية خارج الأراضي الإيرانية وتعمل بالتعاون الوثيق مع قوات عسكرية وفصائل مسلحة متحالفة معها في العراق وسوريا ولبنان.
وقد وعد قادة إيران بانتقام قاس لمقتل سليماني الذي كان بطلا قويا في نظر كثيرين من الإيرانيين لكن حكومات غربية كانت تعتبره مصدر خطر كبير.
ودفن سليماني في إيران يوم الثلاثاء بعد أن شيعه عشرات الألوف في جنازة تقدم الصفوف فيها الزعيم الإيراني الأعلي.
وقد قال مسؤولون أمريكيون إن سليماني قُتل لأن معلومات المخابرات أشارت إلى أن قوات تعمل تحت إمرته كانت تعتزم شن هجمات على أهداف أمريكية في المنطقة رغم أن المسؤولين لم يقدموا أي أدلة على ذلك.
وحذر أعضاء ديمقراطيون في الكونجرس وبعض المنافسين على ترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة من أن يطلق الصراع المتصاعد شرارة حرب أوسع في الشرق الأوسط.
وقد تعهد حزب الله اللبناني وعدد من الفصائل العراقية المسلحة المتحالفة مع إيران بالثأر من القوات الأمريكية لمقتل سليماني.
ويوجد في العراق أكثر من 5000 جندي أمريكي بالإضافة إلى قوات أجنبية أخرى في إطار تحالف يتولى تدريب قوات الأمن العراقية ودعمها في مواجهة خطر متشددي تنظيم الدولة الإسلامية.
وترابط قوات أمريكية أيضا في قواعد بالكويت والسعودية والإمارات وقطر التي تستضيف قاعدة العديد الجوية أكبر منشأة عسكرية أمريكية في المنطقة. كذلك فإن البحرين هي مقر الأسطول الخامس بالبحرية الأمريكية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق