تدوين الملاحظات في قصاصة ورقية أصبح عملا من الماضي في ظل تغلغل التكنولوجيا في أدق تفاصيل حياتنا، فإلى جانب إمكانية فقدان القصاصات الورقية الصغيرة بسهولة تمتاز التطبيقات الإلكترونية بالعديد من الخصائص الأخرى التي توفر الجهد والوقت على المستخدم كما تمنحه مساحة من الراحة في تدوين مواعيده وملاحظاته. كما توفر تطبيقات تدوين الملاحظات إمكانية مشاركة البعض من المعلومات مع الزملاء في العمل أو مع أفراد العائلة بطريقة أسهل وأسرع. وهناك العديد من برامج تدوين الملاحظات من مختلف الشركات العالمية، وتزخر هذه البرامج والتطبيقات بالكثير من الوظائف المتنوعة التي تناسب المستخدمين على اختلاف مسؤولياتهم واهتماماتهم ومهاراتهم في التعامل مع التكنولوجيا.
لندن - كثيرا ما يحتاج المرء إلى تدوين الملاحظات المتعلقة بقوائم التسوق والأرقام الهاتفية أو التذكير بالمهام الحياتية المختلفة. وبدلا من تدوين الملاحظات في قصاصة ورقية يمكن فقدانها بسهولة، وفي أحد مظاهر تغلغل التكنولوجيا في أبسط تفاصيل حياتنا اليومية وإتاحتها الفرصة للاستفادة من التطور التقني من أجل تسهيل المهمات، تم ابتكار مجموعة كبيرة من التطبيقات الإلكترونية التي توفر باقة واسعة من الوظائف بخلاف تدوين الملاحظات.
وأصبحت هذه التطبيقات من بين أبرز التطبيقات الأساسية التي أصبح تثبيتها على الهواتف الذكية ضروريا، حيث تمكن المستخدم من تسجيل وحفظ الملاحظات الصوتية والمعلومات السريعة والأفكار الفورية والمواعيد الهامة.
وبمجرد تدوين الملاحظات أو المواعيد أو غيرها من المعلومات الضرورية على التطبيق، يصبح الوصول إليها سهلا وسريعا ومتوفرا في أي زمان ومكان فقط يكفي توفر الاتصال بشبكة الإنترنت على الجهاز الذكي.
ميزات وأساليب مختلفة
إدارة البيانات والمواعيد المهمة
ويقول شتيفان فيشنر، من مجلة سي.تي الألمانية المتخصصة، إن تطبيقات تدوين الملاحظات على الحواسيب والأجهزة الجوالة تتيح للمستخدم إمكانية كتابة الكثير من المحتويات بسرعة والتقاط صور سريعة لبطاقات العمل، علاوة على إمكانية إدراج فقرات كاملة من النصوص أو رسائل بريد إلكتروني.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن الوصول إلى هذه البيانات من أي مكان إذا تم تخزينها في خدمات الحوسبة السحابية، وهو ما يمثل ميزة أخرى من خلال مشاركة الملاحظات مع الآخرين والعمل عليها سويا، سواء كان ذلك في العمل أو الجامعة أو المنزل، مثلا عندما يتمكن العديد من أفراد الأسرة من الوصول إلى قائمة التسوّق الرقمية وإضافة المشتريات المرغوب فيها إليها.
وبإمكان تطبيقات تدوين الملاحظات أن تكون أكثر فائدة مما يعتقد المستخدم، إذ أن استخدام هذا النوع من التطبيقات الإلكترونية يستطيع أن يغيّر طريقة إنجاز المهمات سواء كانت بسيطة أو معقدة، شخصية أو مهنية.
وتتوفر تطبيقات تدوين الملاحظات على أساليب مختلفة تناسب جميع الأشخاص على اختلاف مهاراتهم واهتماماتهم، حيث يمكن أن تكون بالحدّ الأدنى من التصميم والوظائف المبنية على الإيماءات أو التنظيم المتقدم وتوفر خيارات الوسائط المختلفة.
ولا يهم إذا كنت طالبا أو موظفا أو رب عائلة أو مدرسا أو مهندسا أو سكرتيرة أو طبيبا أو تاجرا أو صاحب حرفة يدوية، يمكن أن تكون القدرة على تدوين الملاحظات على جهاز محمول ذات فائدة حقيقية أثناء التنقل.
تطبيقات تدوين الملاحظات تتيح إمكانية كتابة المحتويات بسرعة والتقاط صور سريعة لبطاقات العمل، علاوة على إمكانية إدراج فقرات كاملة من النصوص أو رسائل بريد إلكتروني
وتساعد التطبيقات الإلكترونية المتخصصة على تدوين الملاحظات والأفكار الفورية التي تأتي في لحظات إلهام لكن لا نملك الوقت لتدوينها ولا يمكننا العودة إلى المكتب لفعل ذلك ولا حتى المكان المناسب كأن نكون في الشارع مثلا، فيمكن تسجيل فكرة مهمة تتعلق بالعمل أو تدوين موعد مهم بعد الاتفاق بشأنه خلال مكالمة هاتفية، على سبيل المثال. كما يمكن الاستفادة من التطبيق لتدوين الحاجة للحصول على الحليب في المتجر أو غيره من الأغراض الضرورية للمنزل.
وهناك العديد من برامج تدوين الملاحظات من مختلف الشركات العالمية، وتزخر هذه البرامج والتطبيقات بالكثير من الوظائف المختلفة، وإذا رغب المستخدم في استعمال تطبيقات تدوين الملاحظات على عدة أجهزة، فمن المستحسن استعمال برامج “غوغل نوتس” و”ستيكي نوتس” على الحواسيب المزودة بنظام مايكروسوفت ويندوز، أما أجهزة أبل فمن الأفضل استعمال تطبيق “نوتس” من أبل.
وأوضح ألكسندر كوخ، من بوابة الاتصالات “تيلتاريف.دي” الألمانية، أن هذه البرامج والتطبيقات البسيطة تكفي متطلبات الكثير من المستخدمين بفضل وظيفة التزامن عبر الأجهزة المتعددة.
وبالنسبة للمستخدمين من أصحاب المتطلبات العالية فيمكنهم الاعتماد على برنامج “إيفرنوت” أو برنامج مايكروسوفت “وان نوت”. ويوفر برنامج “إيفرنوت” البعض من الوظائف الإضافية نظير رسوم اشتراك، غير أن النسخة الأساسية تكفي معظم المهام.
ومن الأمور الواجب مراعاتها أن تطبيقات تدوين الملاحظات “وان نوت” و”إيفرنوت” وأبل “نوتس” تحتاج إلى اتصال الإنترنت لمزامنة البيانات عبر الأجهزة المختلفة، ولكنها تقوم بتخزين الملاحظات على الجهاز المعني في حالة عدم الاتصال بالإنترنت، حتى يتمكن المستخدم من استعمال الملاحظات، وتتم عملية التزامن مع الأجهزة الأخرى فور توافر اتصال الإنترنت.
القصاصات الورقية صارت من الماضي
وعند البحث عن تطبيق لتدوين الملاحظات للهاتف الذكي أو الحاسوب اللوحي، فسوف يعثر المستخدم على مجموعة كبيرة من تطبيقات تدوين الملاحظات في متاجر التطبيقات. وينصح الخبير الألماني شتيفان فيشنر باستعمال تطبيق “غودنوتس” و”نوتابيليتي” لأجهزة أبل الجوالة وتطبيق “نوتشيلف” لأصحاب الأجهزة المزودة بنظام غوغل أندرويد.
وهناك العديد من التطبيقات توفر وظيفة تدوين الملاحظات بخط اليد، بشرط أن تدعم الأجهزة الجوالة هذه الوظيفة، علاوة على توافر البعض من التطبيقات مفتوحة المصدر للمستخدمين، الذين يهتمون كثيرا بموضوع الخصوصية وحماية البيانات، وتتمثل ميزة التطبيق “تورتل” لأجهزة أندرويد في أنه يقوم بتخزين جميع البيانات بشكل مشفر على أجهزة السيرفر، ومن ضمن البدائل الأخرى تطبيقات “جوبلين” و”نوتايبل” و”إيليفنت نيفر فورقت”.
وسائط متعددة
وتستخدم هذه التطبيقات الإلكترونية العديد من الوسائط على اختلاف أنماطها، فمثلما يمكن تدوين النصوص المكتوبة على الجهاز الذكي يمكن أيضا تسجيل الأفكار بسرعة أكبر باستخدام الصوت.
ويشمل تطور التطبيقات الإلكترونية الخاصة بتدوين الملاحظات قدرتها على معالجة النصوص أو تقليد خط اليد أو الرسم، وكذلك القدرة على إضافة الصور والصوت وحتى مقاطع الفيديو إلى المعلومات التي تم تدوينها. كما يمكن لها مشاركة الملاحظات المدونة مباشرة مع الزملاء في العمل أو مع أفراد العائلة.
الوصول إلى البيانات ممكن من أي مكان إذا تم تخزينها في خدمات الحوسبة السحابية، وهو ما يمثل ميزة أخرى من خلال مشاركة البايانات مع الآخرين والعمل عليها سويا، سواء كان ذلك في العمل أو الجامعة أو المنزل
ويسمح توفر خيار مشاركة الملاحظات المدونة مع زملاء العمل أو الأقارب من تحسين تجربة استعمال تطبيق تدوين الملاحظات، كإضافة تعديلات على البعض من المعلومات بهدف تصحيحها أو إدراج تفاصيل مهمة وعملية. ويمكن اختيار أي شخص من الأشخاص المسجلين في دفتر العناوين لمشاركة الملاحظات معهم وكلما تم تعديل المعلومات يتلقى صاحب الجهاز إخطارا بالأمر.
ولا تسجل تطبيقات تدوين الملاحظات الصوت فقط، إذ في صورة التقاط صورة مكتوب عليها كلمات يمكن أن يحتفظ التطبيق بهذا النص، وبمجرد الضغط على الصورة لفتحها وتحديد النص تسجل كلماته في خانة الملاحظات المدونة بالترتيب الصحيح مع إمكانية تعديل النص.
ويهتم الكثيرون بتطبيقات تدوين الملاحظات التي تضم معها وظائف أخرى مثل التذكير أو التقويم.
وأوضح سباستيان بونسيت، من المجلة الرقمية “تي.3.إن”، أنه نادرا ما يتوفر تطبيق يجمع بين وظائف تدوين الملاحظات والتقويم والتذكير بصورة جيدة؛ حيث من الصعب توفير خدمة بمستوى يرضي المستخدم في جميع الوظائف، ولذلك فإنه ينصح بالاعتماد على الحلول المنفصلة، على الرغم من أن ذلك يرتبط بسلوكيات الاستخدام بشكل إجمالي.
تطبيق سهل وسريع ومتوفر في أي زمان ومكان
وهناك البعض من التطبيقات تجمع بين وظيفتين، مثل تطبيق “أجندا” المتوفر لأجهزة أبل الجوالة وأجهزة أندرويد؛ حيث يمكن ربط جدول المواعيد بالملاحظات، أما تطبيق “جوبلين” فإنه يربط الملاحظات بقوائم المهام، ولذلك فإنه يتعين على المستخدم تجريب عدة تطبيقات في البداية، حتى يتعرف على الوظائف المهمة بالنسبة له، مثل وظيفة البحث داخل الملاحظات أو وظيفة تصنيف التعليقات.
ولتطبيقات تدوين الملاحظات ميزة هامة وهي أن أغلبها متوفر مجانا ويمكن تحميلها بسهولة من على المنصات المتخصصة، ناهيك عن وجودها في الكثير من الأحيان بشكل آلي على الأجهزة الذكية عند اقتنائها.
وبالنسبة للأشخاص الذين يسجلون الكثير من الملاحظات، توفر البعض من التطبيقات إمكانية تصنيفها وتنظيمها بسهولة من خلال الضغط لفترة طويلة على المعلومة المستهدفة لتظهر سلسلة من الخيارات تساعد المستخدم في العثور على تلك الملاحظة أو المعلومة في وقت لاحق، بما في ذلك القدرة على تدوينها بالألوان أو تثبيتها في أعلى القائمة أو استخدام تسمية مخصصة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق