قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -في تصريحات يوم أمس- إن دولا إسلامية لم يسمها، تسابِق الدول الغربية في عرقلة نهوض العالم الإسلامي بما تملكه من إمكانيات.
وأشار أردوغان -خلال حفل في إسطنبول- إلى أن تلك الدول هي التي تؤجج النزاعات في العالم الإسلامي من اليمن إلى ليبيا. وأضاف أن هذه الدول "لا تسخر ما تملكه من إمكانيات لتعزيز قوة المسلمين بل للإبقاء على حالة الانقسام".
وفي معرض حديثه عن القمة الإسلامية المصغرة التي عقدت في العاصمة الماليزيية كوالالمبور منذ أيام، اتهم أردوغان بعض الدول بأنها "تعرقل مناقشة المشاكل الداخلية للعالم الإسلامي ومساعي إيجاد الحلول لها عبر التهديدات الدبلوماسية وممارسة التهديد المباشر".
وتابع أن "إيران وقطر وماليزيا وتركيا (التي حضرت قمة كوالالمبور) بعثت رسالة ذات مغزى إلى العالم بأسره، في الوقت الذي تعمل فيه جهات من أجل إضعاف المسلمين عبر النزاعات العرقية والطائفية".
أردوغان مع قادة من العالم الإسلامي في قمة كوالالمبور التي عقدت في الأيام الأخيرة بماليزيا (الأناضول) |
واعتبر الرئيس التركي أن بلاده تتعرض لهجمات داخلية وخارجية كلما زاد اهتمامها بقضايا العالم الإسلامي.
من جهة أخرى، أكد أردوغان أن بلاده لا يمكنها استيعاب موجة جديدة من اللاجئين السوريين، محذرا الدول الأوروبية بأنها ستشعر بأثر تلك الموجة إذا لم يتوقف العنف في شمال غرب سوريا.
وقال "الأثر السيئ للضغط الذي سنتعرض له ستشعر به كل الأمم الأوروبية، وخصوصا اليونان"، مضيفا أنه في هذه الحال لن يكون هناك مفر من تكرار أزمة اللاجئين التي وقعت عام 2015.
وتستضيف تركيا حاليا نحو 3.7 ملايين لاجئ سوري -وهو أكبر عدد للاجئين بالعالم- وتخشى وصول موجة جديدة إليها من منطقة إدلب التي يقطنها ما يصل إلى ثلاثة ملايين سوري، وهي آخر منطقة كبرى خاضعة لسيطرة مسلحي المعارضة.
وكثف الجيشان السوري والروسي قصفهما لأهداف في إدلب التي تعهد الرئيس السوري بشار الأسد باستعادة السيطرة عليها، مما دفع مزيدا من سكانها إلى الفرار صوب تركيا.
وقال أردوغان إن بلاده تبذل كل ما في وسعها لوقف القصف الروسي لإدلب، مشيرا إلى أن وفدا تركيًّا سيتوجه إلى موسكو اليوم الاثنين لبحث الوضع في سوريا.
وتسعى تركيا للحصول على دعم دولي لخطط توطين مليون سوري في جزء من شمال شرق سوريا نجحت قواتها وقوات متحالفة معها من المعارضة السورية في انتزاع السيطرة عليه من قبضة وحدات حماية الشعب الكردية السورية، خلال عملية عسكرية جرت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي وقت سابق يوم أمس الأحد، ذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية إن نحو 205 آلاف شخص تركوا منازلهم في إدلب منذ أوائل نوفمبر/تشرين الثاني بسبب الهجمات الروسية والسورية. وأشارت إلى أن المدنيين الفارين توجهوا إلى مناطق في سوريا سيطرت عليها تركيا في عمليات عسكرية سابقة أو إلى مناطق أخرى من إدلب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق