عندما بلغت كارولين هيناغان، التي تعمل في وزارة الداخلية البريطانية، الثلاثين من العمر، كانت تشكو من نوبات قلق وتوتر متكررة، وكانت تعتقد أنها بسبب الإجهاد في العمل أو التقدم في العمر.
وعندما كثرت مشاغلها، حصلت هيناغان على إجازة قصيرة، لكن حالتها المزاجية لم تتحسن. إذ كان القلق يعتريها كل صباح، وأدى إلى انسحابها من المجتمع وابتعادها عن الناس. ورغم أنها تقول إنها لم تفكر قط في الانتحار، إلا أنها كانت تشعر أنها تريد الهروب من كل شيء، كأن تخلد إلى النوم ولا تستيقظ أبدا.
وعانت هيناغان من أعراض بدنية أيضا، مثل الانتفاخ والإنهاك وفرط النوم والنهم الشديد في الشراء حتى لو كانت أشياء لا تحتاجها. ولفتت سلوكياتها العجيبة أنظار عائلتها. وظنت هيناغان أنها مصابة بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب بسبب تقلب حالتها المزاجية من النقيض إلى النقيض على فترات منتظمة.
إذ كانت تقضي أسبوعين شهريا في إصلاح ما أفسدته في الأسبوع السابق، من عراك مع المقربين منها وإهمال في نظافة المنزل وتدني الأداء في العمل. وفي النهاية اكتشفت أن هذه الأعراض المتكررة لها علاقة بالدورة الشهرية.
وبعد أن يئست من الأطباء الذين شخصوا حالتها بأنها مجرد متلازمة ما قبل الحيض، لجأت هيناغان، كشأن معظم النساء اللائي يستهين الأطباء بأوجاعهن، إلى البحث عبر الإنترنت. وعثرت على دراسة نشرت عبر الإنترنت عن حالة تسمى "اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي".
ويعد اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي أشد حدة من متلازمة ما قبل الطمث، وتتراوح أعراضه البدنية من الإنهاك البدني إلى الصداع النصفي، بينما تتضمن أعراضه النفسية التقلب الحاد في المزاج والقلق. ويعيق هذا الاضطراب المصابات به عن ممارسة حياتهن اليومية بشكل طبيعي، وأقدم 15 في المئة منهن على الانتحار، وبعض الشابات اللائي شخصن بالاضطراب اخترن إجراء عملية إزالة الرحم.
كثيرا ما يميز الأطباء اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي عن سائر الاضطرابات النفسية بظهور أعراضه في فترات منتظمة شهريا
وكانت هيناغام تعاني من الأعراض منذ سن البلوغ، وجربت العلاج بهرمون الأستروجين لكن دون جدوى، ثم تناولت جرعات كبيرة من هرمون البروجسترون الذي خفف أعراضها قليلا. واحتُجزت في المستشفى بسبب سلوكياتها الانفعالية المندفعة، وبعدها طلبت من الطبيب أن يجري لها جراحة لإزالة الرحم والمبايض وقناة فالوب. وأجريت لها الجراحة في سن 36 عاما، ما أدى إلى انقطاع الطمث في سن مبكرة.
وقد تؤثر الدورة الشهرية على الدماغ سلبا وإيجابا. فقد تؤدي إلى زيادة القلق وسرعة الانفعال، لكنها أيضا تحسن الوعي المكاني ومهارات التواصل.
وأشارت دراسات إلى أن متلازمة ما قبل الطمث، أي الأعراض التي تعاني منها النساء قبل الدورة الشهرية بأسبوع أو أسبوعين، تتأثر بعوامل وراثية وقد تنتقل من الأمهات إلى بناتهن.
وتقول توري أيزنلوهر مول، التي تدرس الصحة النفسية للمرأة بجامعة إلينوي بشيكاغو، إن اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي هو اضطراب وراثي خلوي يظهر استجابة للتغيرات في الهرمونات، وينبغي أن يعامل كحالة مرضية خطيرة.
إلا أن نقص المعلومات والدراسات عن الاضطراب أدى إلى إساءة تشخيص أعراضه. ويخشى البعض من أن تتسبب دراسة هذا الاضطراب في وصم النساء بأنهن غير عقلانيات، أو أن تستغل شركات الأدوية هذه الدراسات لإنتاج أدوية جديدة لعلاج مشاكل ما قبل الطمث لجني الأرباح.
ويقدر عدد المصابات بالاضطراب بما يتراوح بين ثلاثة وثمانية في المئة من النساء في سن الإنجاب، أي ملايين النساء في العالم.
وذكرت ميغان أبوت في روايتها الأخيرة "اعطني يدك" في وصفها لهذا الاضطراب: "في أسوأ الحالات، تنتهج المصابات بالاضطراب سلوكيات مدمرة للذات. وقد سمعنا جميعا عن قصص مرعبة لنساء دفعهن الاضطراب لضرب أصدقائهن على رؤسهن بالمقلاة أو صدم سيارات مُدرسي أطفالهن في ساحة الانتظار عمدا من الخلف، أو الهياج في الشارع أثناء القيادة أو هزّ أطفالهن بعنف".
وقد استخدمت بالفعل في بعض القضايا أعراض ما قبل الطمث كحجج للدفاع عن المتهمات في المحاكم الجنائية، وساعدت مشاكل ما قبل الطمث في تبرئة ساحة متهمات تورطن في عمليات السطو على متاجر وإحراق المباني عمدا والتزوير والإساءة للأطفال وأحيانا القتل.
لكن إيزنلوهر مول تشدد على أن الغالبية العظمى من النساء لا تطرأ تغيرات على مشاعرهن وانفعالاتهن وتفكيرهن وسلوكياتهن قبل بداية الدورة الشهرية. غير أن بعض النساء اللائي يعانين من أعراض اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي، مثل سرعة الانفعال والعدوانية والأنشطة المعادية للمجتمع، قد يفقدن صوابهن في فترات محددة.
واشتهرت على سبيل المثال حالة ساندي كرادوك، في عام 1981، التي كانت تعمل نادلة في حانة في لندن، وارتكبت جرائم متعددة من الإحراق المتعمد والاعتداء على الآخرين والسرقة، وكان آخرها طعن زميلها في العمل، وكانت تقول إنها لا تتذكر بوضوح تفاصيل الجرائم.
ودفع وكيل كرادوك بأن المتهمة لم تكن مسؤولة كليا عن تصرفاتها، وقدم مذكرات وسجلات تشير إلى أن هذا العنف كان متكررا ويظهر في فترات محددة شهريا، وادعى أن التغيرات الهرمونية قبل الحيض كانت شديدة إلى حد أنها كانت تسبب لها حالة من الهياج الحاد. واتهمتها المحكمة بالقتل غير العمد.
ووضعت كرادوك تحت الملاحظة وأمرتها المحكمة بإكمال العلاج بهرمون البروجسترون. لكن كرادوك توقفت عن تناول الهرمونات أو تناولت كميات غير كافية منها في فترتين، انتهت الأولى بإلقاء طوب صوب نافذة أحد المنازل والثانية بإقدامها على الانتحار وحملت سكينا إلى مركز الشرطة.
وفي عام 1991، أوقفت الشرطة جيرالدين ريختر، الطبيبة الجراحة في فيرجينيا بسبب رعونة القيادة، واكتشفت الشرطة أنها كانت مخمورة، وهددت ضابط الشرطة الذي استوقفها وحاولت التعدي عليه. وبرأت الشرطة ساحتها من تهمة القيادة تحت تأثير الخمر بعد مرافعة مثيرة للجدل، ذكر فيها المحامي أن أعراض ما قبل الطمث سببت لها هذا الغضب العارم والسلوكيات العدائية.
وفي عام 2018، برأت المحكمة العليا في الهند ساحة امراة من القتل بعد أن اتهمت بدفع أطفالها الثلاثة في بئر وقتل واحد منهم. وشهد الأطباء في المحكمة بأن المتهمة كانت تعاني من أعراض شديدة سابقة للطمث دفعتها لانتهاج سلوكيات عنيفة.
وبعد معاناتها من اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي، درست هناغان كيفية استخدام مشاكل ما قبل الطمث في المرافعات في القضايا الجنائية. وتقول إن المرأة التي تدفع بأنها لم تكن مسؤولة عن تصرفاتها بسبب أعراض ما قبل الطمث لن تعفيها المحكمة تماما من المسؤولية الجنائية، على الأقل في إنجلترا وويلز. وتقول إن المحكمة ستخضعها للمراقبة وقد تأمرها بالعلاج.
ويجمع معظم الخبراء الطبيين على أن أعراض اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي قد تدفع عددا قليلا من المصابات بالاضطراب لارتكاب جرائم، لكن المعايير التي تطبقها المحكمة لإعفاء المتهمة من المسؤولية نظرا لإصابتها بالاضطراب تختلف من دائرة قضائية لأخرى.
ويتطلب تشخيص الاضطراب متابعة الطبيب لحالة المريضة يوميا على مدى شهرين حتى يثبت أن أعراضها تظهر شهريا، وأنها تبدأ قبل الدورة الشهرية بأسبوع أو أسبوعين.
وقد لا تكتشف الكثيرات من النساء أنهن مصابات بالاضطراب لأن أعراضه غير واضحة. وتقول أيزنلوهر مول إن متلازمة ما قبل الطمث أصبحت مصطلحا شاملا يستخدمه الأطباء كمظلة لتبرير الكثير من الأعراض الغامضة التي تعاني منها النساء، وهذا يعكس مدى الاستهانة بصحة المرأة.
وترى أيزنلوهر مول إنه من الضروري تسليط الضوء على مدى خطورة اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي وندرته، والتوقف عن التندر والاستهزاء بأعراض ما قبل الطمث. وتقول إن كل ما نحتاجه الآن هو أن نفهم بوضوح كيف يتفاوت تأثير الدورة الشهرية على الأجسام والأدمغة.
وتشارك أيزنلوهر مول في تطوير تطبيق لتسجيل أعراض اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي وتشخيصها. وتساهم بعض الجمعيات، مثل الجمعية الدولية لاضطرابات ما قبل الطمث، في توعية الناس بهذه الحالة المرضية.
وبعد شهور من الجراحة تقول هيناغان إن أعراضها اختفت الآن، واستطاعت أن تكمل دراساتها وتحصل على الدكتوراة التي حالت أعراض الاضطراب المؤلمة دون حصولها عليها.
وتأمل هيناغان ألا تمر المصابات بالاضطرابات بنفس التجربة التي خاضتها حين كانت تخشى من وصمها بالجنون أو أن يرد الأطباء على شكواها بمنشورات عن أعراض ما قبل الطمث.
وتقول هيناغان إنه من الصعب أن تصف للآخرين أعراض اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي. وقد تجد أحيانا صعوبة في التعرف على أعراضه حتى لو كنت تعاني الأمرين من شدتها.
وعندما كثرت مشاغلها، حصلت هيناغان على إجازة قصيرة، لكن حالتها المزاجية لم تتحسن. إذ كان القلق يعتريها كل صباح، وأدى إلى انسحابها من المجتمع وابتعادها عن الناس. ورغم أنها تقول إنها لم تفكر قط في الانتحار، إلا أنها كانت تشعر أنها تريد الهروب من كل شيء، كأن تخلد إلى النوم ولا تستيقظ أبدا.
وعانت هيناغان من أعراض بدنية أيضا، مثل الانتفاخ والإنهاك وفرط النوم والنهم الشديد في الشراء حتى لو كانت أشياء لا تحتاجها. ولفتت سلوكياتها العجيبة أنظار عائلتها. وظنت هيناغان أنها مصابة بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب بسبب تقلب حالتها المزاجية من النقيض إلى النقيض على فترات منتظمة.
إذ كانت تقضي أسبوعين شهريا في إصلاح ما أفسدته في الأسبوع السابق، من عراك مع المقربين منها وإهمال في نظافة المنزل وتدني الأداء في العمل. وفي النهاية اكتشفت أن هذه الأعراض المتكررة لها علاقة بالدورة الشهرية.
وبعد أن يئست من الأطباء الذين شخصوا حالتها بأنها مجرد متلازمة ما قبل الحيض، لجأت هيناغان، كشأن معظم النساء اللائي يستهين الأطباء بأوجاعهن، إلى البحث عبر الإنترنت. وعثرت على دراسة نشرت عبر الإنترنت عن حالة تسمى "اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي".
ويعد اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي أشد حدة من متلازمة ما قبل الطمث، وتتراوح أعراضه البدنية من الإنهاك البدني إلى الصداع النصفي، بينما تتضمن أعراضه النفسية التقلب الحاد في المزاج والقلق. ويعيق هذا الاضطراب المصابات به عن ممارسة حياتهن اليومية بشكل طبيعي، وأقدم 15 في المئة منهن على الانتحار، وبعض الشابات اللائي شخصن بالاضطراب اخترن إجراء عملية إزالة الرحم.
كثيرا ما يميز الأطباء اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي عن سائر الاضطرابات النفسية بظهور أعراضه في فترات منتظمة شهريا
وكانت هيناغام تعاني من الأعراض منذ سن البلوغ، وجربت العلاج بهرمون الأستروجين لكن دون جدوى، ثم تناولت جرعات كبيرة من هرمون البروجسترون الذي خفف أعراضها قليلا. واحتُجزت في المستشفى بسبب سلوكياتها الانفعالية المندفعة، وبعدها طلبت من الطبيب أن يجري لها جراحة لإزالة الرحم والمبايض وقناة فالوب. وأجريت لها الجراحة في سن 36 عاما، ما أدى إلى انقطاع الطمث في سن مبكرة.
وقد تؤثر الدورة الشهرية على الدماغ سلبا وإيجابا. فقد تؤدي إلى زيادة القلق وسرعة الانفعال، لكنها أيضا تحسن الوعي المكاني ومهارات التواصل.
وأشارت دراسات إلى أن متلازمة ما قبل الطمث، أي الأعراض التي تعاني منها النساء قبل الدورة الشهرية بأسبوع أو أسبوعين، تتأثر بعوامل وراثية وقد تنتقل من الأمهات إلى بناتهن.
وتقول توري أيزنلوهر مول، التي تدرس الصحة النفسية للمرأة بجامعة إلينوي بشيكاغو، إن اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي هو اضطراب وراثي خلوي يظهر استجابة للتغيرات في الهرمونات، وينبغي أن يعامل كحالة مرضية خطيرة.
إلا أن نقص المعلومات والدراسات عن الاضطراب أدى إلى إساءة تشخيص أعراضه. ويخشى البعض من أن تتسبب دراسة هذا الاضطراب في وصم النساء بأنهن غير عقلانيات، أو أن تستغل شركات الأدوية هذه الدراسات لإنتاج أدوية جديدة لعلاج مشاكل ما قبل الطمث لجني الأرباح.
ويقدر عدد المصابات بالاضطراب بما يتراوح بين ثلاثة وثمانية في المئة من النساء في سن الإنجاب، أي ملايين النساء في العالم.
وذكرت ميغان أبوت في روايتها الأخيرة "اعطني يدك" في وصفها لهذا الاضطراب: "في أسوأ الحالات، تنتهج المصابات بالاضطراب سلوكيات مدمرة للذات. وقد سمعنا جميعا عن قصص مرعبة لنساء دفعهن الاضطراب لضرب أصدقائهن على رؤسهن بالمقلاة أو صدم سيارات مُدرسي أطفالهن في ساحة الانتظار عمدا من الخلف، أو الهياج في الشارع أثناء القيادة أو هزّ أطفالهن بعنف".
وقد استخدمت بالفعل في بعض القضايا أعراض ما قبل الطمث كحجج للدفاع عن المتهمات في المحاكم الجنائية، وساعدت مشاكل ما قبل الطمث في تبرئة ساحة متهمات تورطن في عمليات السطو على متاجر وإحراق المباني عمدا والتزوير والإساءة للأطفال وأحيانا القتل.
لكن إيزنلوهر مول تشدد على أن الغالبية العظمى من النساء لا تطرأ تغيرات على مشاعرهن وانفعالاتهن وتفكيرهن وسلوكياتهن قبل بداية الدورة الشهرية. غير أن بعض النساء اللائي يعانين من أعراض اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي، مثل سرعة الانفعال والعدوانية والأنشطة المعادية للمجتمع، قد يفقدن صوابهن في فترات محددة.
واشتهرت على سبيل المثال حالة ساندي كرادوك، في عام 1981، التي كانت تعمل نادلة في حانة في لندن، وارتكبت جرائم متعددة من الإحراق المتعمد والاعتداء على الآخرين والسرقة، وكان آخرها طعن زميلها في العمل، وكانت تقول إنها لا تتذكر بوضوح تفاصيل الجرائم.
ودفع وكيل كرادوك بأن المتهمة لم تكن مسؤولة كليا عن تصرفاتها، وقدم مذكرات وسجلات تشير إلى أن هذا العنف كان متكررا ويظهر في فترات محددة شهريا، وادعى أن التغيرات الهرمونية قبل الحيض كانت شديدة إلى حد أنها كانت تسبب لها حالة من الهياج الحاد. واتهمتها المحكمة بالقتل غير العمد.
ووضعت كرادوك تحت الملاحظة وأمرتها المحكمة بإكمال العلاج بهرمون البروجسترون. لكن كرادوك توقفت عن تناول الهرمونات أو تناولت كميات غير كافية منها في فترتين، انتهت الأولى بإلقاء طوب صوب نافذة أحد المنازل والثانية بإقدامها على الانتحار وحملت سكينا إلى مركز الشرطة.
وفي عام 1991، أوقفت الشرطة جيرالدين ريختر، الطبيبة الجراحة في فيرجينيا بسبب رعونة القيادة، واكتشفت الشرطة أنها كانت مخمورة، وهددت ضابط الشرطة الذي استوقفها وحاولت التعدي عليه. وبرأت الشرطة ساحتها من تهمة القيادة تحت تأثير الخمر بعد مرافعة مثيرة للجدل، ذكر فيها المحامي أن أعراض ما قبل الطمث سببت لها هذا الغضب العارم والسلوكيات العدائية.
وفي عام 2018، برأت المحكمة العليا في الهند ساحة امراة من القتل بعد أن اتهمت بدفع أطفالها الثلاثة في بئر وقتل واحد منهم. وشهد الأطباء في المحكمة بأن المتهمة كانت تعاني من أعراض شديدة سابقة للطمث دفعتها لانتهاج سلوكيات عنيفة.
وبعد معاناتها من اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي، درست هناغان كيفية استخدام مشاكل ما قبل الطمث في المرافعات في القضايا الجنائية. وتقول إن المرأة التي تدفع بأنها لم تكن مسؤولة عن تصرفاتها بسبب أعراض ما قبل الطمث لن تعفيها المحكمة تماما من المسؤولية الجنائية، على الأقل في إنجلترا وويلز. وتقول إن المحكمة ستخضعها للمراقبة وقد تأمرها بالعلاج.
ويجمع معظم الخبراء الطبيين على أن أعراض اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي قد تدفع عددا قليلا من المصابات بالاضطراب لارتكاب جرائم، لكن المعايير التي تطبقها المحكمة لإعفاء المتهمة من المسؤولية نظرا لإصابتها بالاضطراب تختلف من دائرة قضائية لأخرى.
ويتطلب تشخيص الاضطراب متابعة الطبيب لحالة المريضة يوميا على مدى شهرين حتى يثبت أن أعراضها تظهر شهريا، وأنها تبدأ قبل الدورة الشهرية بأسبوع أو أسبوعين.
وقد لا تكتشف الكثيرات من النساء أنهن مصابات بالاضطراب لأن أعراضه غير واضحة. وتقول أيزنلوهر مول إن متلازمة ما قبل الطمث أصبحت مصطلحا شاملا يستخدمه الأطباء كمظلة لتبرير الكثير من الأعراض الغامضة التي تعاني منها النساء، وهذا يعكس مدى الاستهانة بصحة المرأة.
وترى أيزنلوهر مول إنه من الضروري تسليط الضوء على مدى خطورة اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي وندرته، والتوقف عن التندر والاستهزاء بأعراض ما قبل الطمث. وتقول إن كل ما نحتاجه الآن هو أن نفهم بوضوح كيف يتفاوت تأثير الدورة الشهرية على الأجسام والأدمغة.
وتشارك أيزنلوهر مول في تطوير تطبيق لتسجيل أعراض اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي وتشخيصها. وتساهم بعض الجمعيات، مثل الجمعية الدولية لاضطرابات ما قبل الطمث، في توعية الناس بهذه الحالة المرضية.
وبعد شهور من الجراحة تقول هيناغان إن أعراضها اختفت الآن، واستطاعت أن تكمل دراساتها وتحصل على الدكتوراة التي حالت أعراض الاضطراب المؤلمة دون حصولها عليها.
وتأمل هيناغان ألا تمر المصابات بالاضطرابات بنفس التجربة التي خاضتها حين كانت تخشى من وصمها بالجنون أو أن يرد الأطباء على شكواها بمنشورات عن أعراض ما قبل الطمث.
وتقول هيناغان إنه من الصعب أن تصف للآخرين أعراض اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي. وقد تجد أحيانا صعوبة في التعرف على أعراضه حتى لو كنت تعاني الأمرين من شدتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق