أهداف رجب طيب أردوغان وحزبه الإخواني العدالة والتنمية بدأت لإعادة مصر للتبعية التركية تظهر من جديد بعد تسلم جماعة الإخوان السلطة والتي تعد أحد الأذرع القوية للعثمانيين على كل السلطات في مصر السنة 2012.
عندما اندلعت ثورة يوليو 1952، وأزاحت الملك فاروق عن عرش مصر، انزعجت تركيا، وهاجمت الثورة حينذاك بشراسة، واعتبرتها انقلابًا على الشرعية، واستخدمت حكومتها المصطلحات نفسها التي يستخدمها رئيسها الحالي رجب طيب أردوغان، ولعب السفير التركي حينها دورًا بارزًا في قيادة حملات التشويه والهجوم على مجلس قيادة الثورة بشكل عام، وتوجيه شتائم وألفاظ نابية لجمال عبدالناصر بشكل خاص.
غضب وسخط تركيا من ثورة يوليو 1952، كونها أعادت قطعت الحبل السري الذي كان يربط أحفاد السلطان العثماني بمصر، باعتبارها ولاية من ولايات نفوذ الأستانة، لذلك صعّدت هجومها ضد الثورة، وتبنت حملات التشويه والتشكيك وتأليب الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، واعتبارها انقلابا عسكريا على الشرعية، مما دفع مجلس الوزراء المصري حينذاك إلى اتخاذ قرار طرد السفير التركي، ورفع الحصانة الدبلوماسية عنه، وإمهاله 24 ساعة فقط لمغادرة البلاد، وتصدر الخبر صدر صفحات القاهرة، وتحديدًا المانشيت الرئيسي لصحيفة الأهرام.
وبعد مرور 59 عامًا، اندلعت ثورة 25 يناير 2011 ضد نظام حسني مبارك، وكانت تركيا أول من سارع بتأييد ودعم الثورة، عكس موقفها تمامًا من ثورة يوليو 1952، لأنها ترى فيها فرصة إعادة مصر إلى أحضان الخلافة العثمانية، ورأت في صعود جماعة الإخوان الإرهابية للحكم فرصة تاريخية لتحقيق هذا الهدف الجوهري الذي غيبته عن الحياة ثورة يوليو 1952، وقطعت الحبل السري، والتدخلات التركية الوقحة في الشأن المصري.
بدأت أهداف رجب طيب أردوغان وحزبه الإخواني «العدالة والتنمية» لإعادة مصر للتبعية التركية تظهر من جديد، عندما سيطرت الجماعة الإرهابية، والتي تعد أحد الأذرع القوية للعثمانيين، على كل السلطات في مصر، في العام الأسود 2012، وبنى أردوغان قصرا ضخما، وشكل حرسا يرتدي زيا عثمانيا، انتظارا لتنصيب نفسه سلطانا للمسلمين، بعد ضم مصر وسوريا وليبيا وتونس رسميا كولايات تابعة لتركيا، باعتبارهم إرثا تاريخيا، وجزءا مهما من الجغرافية القديمة للدولة العثمانية.
ولم تمر ثلاثة سنوات على الحلم الوردي الذي كان يعيشه رجب طيب أردوغان، إلا وفاق على كابوس ثورة 30 يونيو 2013 التي حطمت أحلامه، وأطاحت بها، فاتخذ من «عبدالفتاح السيسي» عدوًا وخصمًا أبديًا، وقرر ألا يترك فرصة أو حتى أنصاف الفرص إلا ويستثمرها في الهجوم وتشويه الحقائق عن الأوضاع في مصر.
وأعلن رجب طيب أردوغان حربه ضد مصر وتشويه نظامها السياسي، بشكل فاق الحرب على ثورة 1952 من حيث الوسائل والأدوات والنهج، ومنح الغطاء السياسي لكل الخونة الذي يحملون الجنسية المصرية، ويعيشون على الأراضي التركية، وبتنسيق كامل مع نظام الحمدين، للعبث بأمن واستقرار القاهرة!
الأمر بالنسبة للأتراك تحقيق مصالحهم فقط، يؤيدون الثورات الداعمة لأطماعهم، ويرفضون التي تتقاطع مع هذه المصالح، ولا يعنيهم أمن واستقرار مصر وتقدمها وازدهارها، وإنما الذي يعنيهم ثرواتها، وأن تصير ولاية تابعة لأنقرة، لذلك لا يمكن أن يحملوا مشاعر الود لعبدالناصر أو السيسي، فالزعيمان أحبطا مخططاتهما!
نُشر قي اليوم السابع المصرية





ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق