كتب : عادل عصمت
عادل عصمت |
• وفى هذا الحضن الرؤوم تعلم المصريون أصول المسيحية، عرفوا التسامح والمحبة، رفضت المسيحية الحاكم الإله، ورفضنا كمصريين أن نعبد الإمبراطور الرومانى أو نؤلهه فقد كنا ولاية رومانية علمتنا المسيحية التوحيد وأن نصلى من أجل الإمبراطور لا أن نصلى للإمبراطور.
• ودفع أجدادنا ثمنا غاليا لشركهم بالإمبراطور ولعبادتهم لله، أكثر من قرنين ونصف من القتل والحرق والتعذيب والتشريد.
• ويحكى لنا التاريخ قصة الكتيبة المصرية بقيادة جدنا الصعيدى موريس المصرى في الجيش الرومانى، والتى كانت قابعة في سويسرا وطلب الإمبراطور من جنوده أن يبخروا للأوثان، ورفض أجدادكم ذلك الشرك وأمام عنادهم وإصرارهم أمر الإمبراطور بقطع رؤوسهم، وبعدها بسنوات أقيمت، تخليدا لذكراهم، في سويسرا كنيسة باسم جدكم موريس إنها كنيسة القديس موريس المصرى في «سان موريتز» السويسرية وتمثاله لا يزال موجودا حتى الآن في أحد ميادينها، وكان مع الكتيبة المصرية ممرضات مصريات، نجت إحداهن من الموت وهى جدة لنا صعيدية من مركز قوص بقنا، وظلت تعلم أهالى سويسرا النظافة والعناية بالمرضى وتحفظ المعاجم السويسرية صور جدتكم الصعيدية وبيدها مشط والأخرى أبريق، تعبيرا عن رسالتها الصحية.
• وفى العام 640م، جاء الإسلام إلى مصر على يد عمرو بن العاص وكان البطريرك بنيامين مختفيًا مدة 13 عاما، فأرسل له أن يعود إلى كنيسته وأعاد له الكنائس التى اغتصبها منه البطريرك الملكى «البيزنطي».
• ثم كانت وثيقة التعايش الأولى التى باركها الرسول محمد «ص» «وثيقة المدينة» للعيش المشترك بين المسلمين واليهود، قررت الوثيقة أن المؤمنين واليهود «أمة واحدة».
- حيث قالت «إن يهود بنى عوف أمة مع المؤمنين.. لليهود دينهم وللمسلمين دينهم»، فقررت الصحيفة النبوية قاعدة التعايش المشترك.. الدين لله والوطن للجميع.
• وعاش المصريون مسيحيين ومسلمين يدفعون الجزية للعرب الفاتحين. المعاناة واحدة والوجدان المصرى واحد
• وفى العصر الحديث أدخل محمد على المصريين إلى الجيش لأول مره ١٨٢٣ وجاء سعيد باشا وأسقط الجزية عن المسيحيين وضمهم إلى الجيش في العام 1855، قبلها حاول عباس حلمى الأول حفيد محمد على أن يخرج المسيحيون إلى السودان فتصدى له الشيخ الباجورى قائلًا: «لماذا تغدر بهم وتخرجهم من بلادهم».
• وتشكل أول مجلس نيابى 1866 ونجح فيه ميخائيل أثناسيوس وجرجس برسوم وسليمان سيدهم.
• وجاءت انتخابات 1870 ونجح المعلم مرسى خليل عمدة كفر الدير شرقية ويوسف رزق عمدة كفر يوسف رزق بالدقهلية والمعلم فرج إبراهيم عمدة دير مواس وحنا أفندى يوسف عمدة نزلة الفلاحين.
• وجاء مجلس 1876، ونجح يوسف رزق، وطايع سلامة، رزق عكاشة، حنا يوسف، ميخائيل فرج، عبدالشهيد بطرس.
• ووقف الطهطارى يقول: «وإذا كان هذا الوطن هو منزل الآباء والأجداد ومحل مرباهم فليكن محلا للسعادة المشتركة بيننا»، ويقول: «الوطنى المخلص في حب وطنه يفدى وطنه بجميع منافع نفسه ويخدمه بجميع ما يملك ويفديه بروحه».
• وعندما تشكل الوفد المصري ضم إلى جوار سعد واصف غالي، وإلى جوار مصطفى النحاس سينوت حنا، وإلى جوار حمد الباسل.. جورج خياط.
• وعندما نفى سعد إلى سيشل احتج الوفد على نفيه ووقع البيان مسلم هو مصطفى النحاس وأربعة مسيحيين «واصف غالي، سنيوت حنا، ويصا واصف، ومكرم عبيد».
• وعندما نفى وكلاء الأمة الستة كانوا أربعة مسلمين «سعد والنحاس وفتح الله بركات وعاطف بركات» و2 مسيحيين، سينوت حنا ومكرم عبيد.
• وأعضاء الوفد الذى حكم عليهم بالإعدام، كانوا سبعة، ثلاثة مسلمين وأربعة مسيحيين «حمد الباسل وعلوى الجزار ومراد الشريعى ومرقص حنا وواصف غالى وجورج خياط وويضا واصف».
• وأعضاء الوفد الذى نفاهم الإنجليز إلى الصحراء كانوا سبعة «أربعة مسلمين» المصرى السعدى وحسن القصبى ومحمد نجيب الغرابى ومصطفى الغاياتى «وثلاثة مسيحيين» فخرى عبدالنور وسلامة ميخائيل وراغب إسكندر.
• وعندما وجهت إنجلترا إنذارا للوفد المصرى للاختيار بين الإقامة في الريف أو النفي، كان بينهم صادق حنين ومكرم عبيد وجعفر فخرى وسينوت حنا.
• وأصدر واصف بطرس غالى وويصا واصف بيانا تاريخيا نيابة عن الأمة المصرية يعلنان فيه تصميم الوفد المصرى على الاستمرار رغم النفى والتشريد.
• وردًا على تعيين يوسف وهبة رئيسًا لوزراء من قبل المحتل وكان معاديا للوفد المصرى ردت الحركة الوطنية المصرية بتعيين مرقص حنا وكيلا عن اللجنة المركزية للوفد المصري.
• وجاء تشكيل أول وزارة شعبية اشترك فيها 2 وزراء مسيحيين، واعترض الملك على نسبة المسيحيين فقال سعد: «وهل راعى رصاص الإنجليز النسبة بين المسلمين والمسيحيين في مصر».
• وفى دائرة المراغة بلدة شيخ الأزهر المراغى نجح في انتخابات.. بطرس الحكيم، ونجح غالى إبراهيم في دائرة الدلنجات بالبحيرة وهو ليس من أبناء الدائرة.
ونجح ويصا واصف باشا في دائرة المطرية دقهلية وهو صعيدى من المنيا.
• وعندما اعتدى على مصطفى النحاس تلقى سنيوت حنا الطعنة الغادرة كى يفديه وكان مريضا بالسكر وفقد حياته.
• وفى الانتصار العظيم عام 1973، كان أول المكرمين هو اللواء شفيق مترى سدراك.
• وفى ثورة 25 يناير رفع الهلال والصليب في الميادين وفى ثوره الثلاثين من يونيو انتقم الإخوان واتباعهم من مسيحيى مصر لأنهم ناصروا الثورة فأحرقوا معظم كنائسهم ومحلاتهم وقتل الكثير منهم.
• وفى خطابه الشهير عام 23 قال سعد زغلول: «لولا وطنية في المسيحيين وإخلاص شديد لوطنهم مصر لتقبلوا دعوة الأجنبى لحمايتهم وكانوا سيفوزون بالجاه والمناصب بدلا من السجن والنفى والاعتقال، ولكنهم فضلوا أن يكونوا مصريين معذبين محرومين من المناصب والجاه يسومون الخسف ويذوقون الموت على أن يكونوا محميين بأعدائهم وأعدائكم.فكلمتى ووصيتى فيكم أن تحافظوا على هذا الاتحاد المقدس وأن تعرفوا أن خصومكم يتميزون غيظا كلما وجدوا هذا الاتحاد متينا فيكم وأعلموا أنه ليس هناك مسيحيون ومسلمون ليس هناك إلا مصريون فقط. فأحثوا التراب في وجه أولئك الدساسين الذين يفرقون بين مصريين ومصريين.إن الاتحاد أساس نجاحنا وعماد مستقبلنا ولا فرق مطلقا بين مصرى ومصرى.
• ثم قال إنه يسره أن تكون مقاعد البرلمان مملوءة بالأكفاء مسلمين ومسيحيين وفاز في الانتخابات عام 1923 ستة عشر قبطيا وذهبت حجة الإنجليز إلى الجحيم ودحر حماة الأقلية أمام الاتحاد المقدس للوطنية المصرية.
• سددنا كل فواتير الغزاة معا، وحاربنا معا، انتصرنا معا وانتكسنا معا.
•يد واحدة ووجدان واحد وحركة وطنية واحدة، ثم كانت مصر للمصريين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق