تبون يغيب عن احتفالات رسمية بمناسبة عيد الثورة ويوجه رسالة للجزائريين يدعوهم لـ"المساهمة في إنجاح معركة التغيير" يوم الاستفتاء.
دعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، السبت، الناخبين للتصويت بقوة في الاستفتاء الشعبي على تعديل الدستور، المقرر، اليوم الأحد، واصفاً إياه بـ"معركة التغيير المنشود".
وغاب تبون عن احتفالات رسمية أقيمت بالجزائر العاصمة بمناسبة احتفال البلاد بالذكرى الـ66 لاندلاع الثورة التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي (1954 – 1962)، بعد نقله للعلاج إلى ألمانيا، نهاية الأسبوع الماضي، عقب إصابته بفيروس كورونا.
ووجه الرئيس عبد المجيد تبون رسالة إلى الجزائريين قرأها نيابة عنه مستشاره الخاص المكلف بالأرشيف الوطني و الذاكرة عبد المجيد شيخي.
واعتبر تبون في رسالته التي حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منها، بأن "الجزائر تخوض اليوم معركة التغيير المنشود الذي سيكون جسرا إلى الجزائر الجديدة، بتكاتف الجزائريات والجزائريين، وبفضل الإرادات الوطنية الخيرة لتحقيق أمل الشهداء وبناء الجزائر القوية بشاباتها وشبابها الذين هم ثروة الأمة الحقيقة، والمعول عليهم في حمل لوائها للمضي نحو تجسيد تطلعات الحراك الأصيل المبارك".
ودعا الرئيس الجزائري الناخبين لـ"المساهمة في التغيير الحقيقي من خلال الاستفتاء الشعبي على التعديل الدستوري، وقال "إن الشعب الجزائري بماضيه المجيد وبتضحياته الجسام، وعزيمته الراسخة، سيكون مرة أخرى في موعد مع التاريخ من أجل التغيير الحقيقي المنشود يوم الأحد أول نوفمبر، من خلال الاستفتاء على مشروع تعديل الدستور من أجل التأسيس لعهد جديد يحقق آمال الأمة وتطلعات شعبنا الكريم إلى دولة قوية عصرية وديمقراطية، دولة سيدة تعتز الأجيال بها وبتاريخها وبعبقرية رجالها، أجيال يؤول إليها إرث الشهداء لحفظه بفخر وإباء".
وتزامن الاستفتاء على الدستور مع احتفالات الجزائر بذكرى الثورة، واعتبر تبون بأن "الاحتفال بعيد الثورة التحريرية المجيدة في جزائر ارتوى كل شبر منها بدماء مليون ونصف المليون شهيد وقوافل من سبقوهم إبان المقاومات الشعبية المتعاقبة من بنات وأبناء شعبنا الأبي، حقق بتضحياته إنجازا ملحمياً استعاد به السيادة الوطنية".
ويتوجه، الأحد، أكثر من 24 مليون ناخب جزائري إلى صناديق الاقتراع، في أول استفتاء شعبي على تعديل الدستور منذ 25 عاماً.
ومنذ انتخابه نهاية العام الماضي، اعتبر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن تعديل الدستور يعد "أولوية الأولويات" في ولايته الرئاسية وتعهد بأن "يُحدث القطيعة مع ممارسات النظام السابق وينهي الحكم الفردي ويضع حداً للصلاحيات الإمبراطورية لرئيس البلاد" التي جاء بها دستور فبراير/شباط 2016 في عهد الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة.
وتسببت جائحة كورونا في خلط أجندة أولويات الاصلاحات السياسية والاقتصادية التي كان تبون ينوي مباشرتها بعد تسلمه مقاليد الحكم في 19 ديسمبر/كانون الأول 2019، بما فيها التعديل الدستوري الذي تم إرجاؤه من الربع الأول لهذا العام إلى نهايته.
وكشفت السلطة المستقلة لمراقبة الانتخابات بالجزائر بأن عدد الهيئة الناخبة الرسمية والنهائية (الناخبين) بلغ 24 مليوناً و453 ألفاً و310 ناخب، مسجلة أسمائهم فيما يعرف بـ"البطاقة الانتخابية" التابعة لسلطة الانتخابات بعد أن كانت من صلاحيات وزارة الداخلية.
واعتمدت السلطات الجزائرية شعاراً رسمياً للاستفتاء الشعبي، مستمداً أيضا من الثورة التحريرية وهو "1954 نوفمبر التحرير.. 2020 نوفمبر التغيير"، معتبرة أن موعد الأحد الانتخابي "سيأتي بالاستقلال الثاني للبلاد" من خلال القطيعة مع سياسات نظام بوتفليقة.
فيما اعتبرها المعارضون لما جاء في التعديل الدستوري "محاولة لاستعطاف الجزائريين واللعب على وتر ما يعرف بالشرعية الثورية لتفادي حرج نسب التصويت الضعيفة"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق