الموقف من الإرهاب وإيران أكسب دونالد ترامب ثقة الحلفاء في الشرق الأوسط.
واشنطن - تشير استطلاعات الرأي لدى الناخبين الأميركيين، بشأن الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من الشهر القادم، إلى أن حظوظ الرئيس الحالي دونالد ترامب قائمة، لكنها ليست وافرة بمثل وفرة حظوظ منافسه جون بايدن. غير أن مراقبين يقولون إن ترامب حتى لو هُزم في السباق الرئاسي فإن حضوره سيظل طاغيا لفترة أطول بسبب الضجة التي تثار حوله وحول سياساته المحلية والخارجية، خاصة أن هذه السياسات باتت أمرا واقعا، ولا يمكن أن يمحوها الديمقراطيون بجرة قلم حتى لو فازوا بالرئاسة ومجلس الشيوخ.
وصار لطريقة تفكير الرئيس الأميركي أنصار مؤمنون بها، خاصة ما تعلق بشعار “أميركا أولا”. كما أن صعوده ساهم بشكل كبير في صعود اليمين الشعبوي الذي يريد أن يكسر سيطرة العولمة ويعيد الأولوية للهويات الوطنية سياسيا وأمنيا، وهو أمر يظهر بشكل كبير في أوروبا مثلما هو الأمر في إيطاليا وألمانيا والنمسا. وأدت هذه السياسة إلى شن حملات أمنية وعنصرية على المهاجرين الوافدين من دول الجنوب.
واعتبر المحلل السياسي إدوارد لوس أن أغلبية الأميركيين يستعدون للاحتفال بهزيمة ترامب ويتوقعون أن تندثر بذهابه “ميليشيا ماغا” التي تشكل الوعاء الانتخابي للرئيس الجمهوري.
وأضاف لوس في مقال له بصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أن هزيمة ترامب إذا حدثت لن تكون كاسحة لأن الشعب الأميركي أصبح الآن منقسما أيديولوجيا أكثر من أي وقت مضى، لافتا إلى أن أنصار بايدن، إذا فازوا، عليهم أن ينتبهوا إلى أن الحزب الجمهوري هو ترامب، حتى وإن خسر الانتخابات، وعليهم دراسة وفهم بروز أفكار ترامب لأن المكونات لا تزال موجودة.
إدوارد لوس: هزيمة ترامب إذا حدثت لن تكون كاسحة بسبب انقسام الأميركيين
ويرى الكاتب أن أغلب من يتبعون ترامب، مثل وزير الخارجية مايك بومبيو، أكثر تشددا منه؛ فعلاج أميركا متشعب ومؤلم. ومثلما أن اللقاح لن يقضي فجأة على الوباء فإن ذهاب ترامب حسب الكاتب لن يقضي على أفكاره.
ويفاخر ترامب بأنه نجح من خلال سياسته القوية في جذب التمويلات وتحقيق وعوده بدعم الشركات الأميركية، ما سمح بتوفير وظائف كثيرة لطالبي الشغل. كما يستعجل الشركات المنتجة للِقاحات فايروس كورونا كي يتم البدء بتوزيعها على نطاق واسع لسحب البساط من تحت أرجل الذين يتهمونه بإساءة إدارة الملف الصحي وتعريض أمن الملايين من الأميركيين للخطر.
وبات حضور ترامب طاغيا في ملفات دولية كثيرة، وصار نموذجا لدى اليمين الشعبوي من خلال شعاراته الشعبوية التي جذبت إليها جمهورا واسعا من البيض الأميركيين، كما باتت تغذي الشعبوية في أوروبا وسط تزايد التطرف اليميني الذي يدافع عن سياسة التخلي عن المهاجرين وإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية، ويقرّ بأن أوروبا ليست معنية بأن توفر لهم الحياة الكريمة بل مطالبة بتوفير الرفاه لأبنائها.
ونالت إستراتيجية ترامب في الحرب على الإرهاب مصداقية أكبر بالنظر إلى سياسة سلفه باراك أوباما التي كانت ترسل بإشارات متناقضة بشأن مواجهة الجماعات المتشددة ومنعها من توسيع أنشطتها.
كما أن إدارة ترامب كانت أقرب إلى مواقف حلفائها في منطقة الشرق الأوسط سواء ما تعلق منها بالحرب على الإرهاب أو ما تعلّق بإيران، وهي سياسة نجحت في إعادة الثقة إلى شركاء محوريين للولايات المتحدة مثل السعودية والإمارات ومصر. وكان لهذه السياسة تأثير مباشر على حراك السلام في الشرق الأوسط في نسخته الجديدة القائمة على فتح قنوات تواصل مع إسرائيل وفق معادلة تبادل المصالح مقابل السلام.
ونجحت سياسة ترامب تجاه إيران القائمة على المزيد من العقوبات والضغط على الشركات والدول التي تقيم علاقات مع طهران وتستثمر في قطاع النفط. وبان التأثير الإيجابي لهذه السياسة واضحا في سوريا ولبنان، حيث ساهمت العقوبات الأميركية المشددة على حزب الله في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وخلق مناخ ملائم لتشكيل حكومة لبنانية بنفوذ أقل للحزب.
ويؤاخذ دبلوماسيون ومحللون سياسيون ترامب على أسلوبه الحاد والصدامي في إدارة الأزمات وإثارة الخلاف مع جهات مختلفة في الوقت نفسه. وإذا كان الحزم تجاه إيران قد حقق نتائج لافتة، فإن معالجة الموقف من تركيا سيطر عليها الارتباك ما شجع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على المزيد من المغامرة وتحدي إدارة ترامب من خلال زرع الشقاق بين أعضاء حلف الأطلسي، وتهديد أمن الحلف وأسراره من خلال بناء علاقات متينة مع موسكو وشراء منظومة الصواريخ الدفاعية أس – 400، ما يسهّل على الروس مهمة التجسس على الحلف وأسراره.
ويعتقد المراقبون أن الأسلوب الصدامي فوت على إدارة ترامب فرصة بناء علاقات خارجية متينة، مشيرين إلى أن إدارة الملفات مع الصين وأفغانستان وفنزويلا وكوريا الشمالية تبرهن على مآزق لا تقتصر على فريق ترامب بل تطال مجمل صناع القرار الأميركي داخل المؤسسات.
ويعتبر هؤلاء أن هاجس دونالد ترامب، من خلال أسلوب الصدمة ومراكمة الأعداء، هو الفوز بولاية ثانية وليس حل الأزمات العالمية أو منح الأولوية للمصالح الأميركية العليا.
والشهر الماضي، قال ترامب إنه سيقبل انتقال السلطة في البلاد سلميًّا، حال خسارته في الانتخابات الرئاسية المزمعة في الشهر المقبل، شريطة أن تكون تلك الانتخابات “نزيهة”، وهو ما اعتبره متابعون للشأن الأميركي علامة على الثقة العالية في النفس وإيمانا بحظوظه في السباق الانتخابي.
ويرى الكاتب أن أغلب من يتبعون ترامب، مثل وزير الخارجية مايك بومبيو، أكثر تشددا منه؛ فعلاج أميركا متشعب ومؤلم. ومثلما أن اللقاح لن يقضي فجأة على الوباء فإن ذهاب ترامب حسب الكاتب لن يقضي على أفكاره.
ويفاخر ترامب بأنه نجح من خلال سياسته القوية في جذب التمويلات وتحقيق وعوده بدعم الشركات الأميركية، ما سمح بتوفير وظائف كثيرة لطالبي الشغل. كما يستعجل الشركات المنتجة للِقاحات فايروس كورونا كي يتم البدء بتوزيعها على نطاق واسع لسحب البساط من تحت أرجل الذين يتهمونه بإساءة إدارة الملف الصحي وتعريض أمن الملايين من الأميركيين للخطر.
وبات حضور ترامب طاغيا في ملفات دولية كثيرة، وصار نموذجا لدى اليمين الشعبوي من خلال شعاراته الشعبوية التي جذبت إليها جمهورا واسعا من البيض الأميركيين، كما باتت تغذي الشعبوية في أوروبا وسط تزايد التطرف اليميني الذي يدافع عن سياسة التخلي عن المهاجرين وإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية، ويقرّ بأن أوروبا ليست معنية بأن توفر لهم الحياة الكريمة بل مطالبة بتوفير الرفاه لأبنائها.
ونالت إستراتيجية ترامب في الحرب على الإرهاب مصداقية أكبر بالنظر إلى سياسة سلفه باراك أوباما التي كانت ترسل بإشارات متناقضة بشأن مواجهة الجماعات المتشددة ومنعها من توسيع أنشطتها.
كما أن إدارة ترامب كانت أقرب إلى مواقف حلفائها في منطقة الشرق الأوسط سواء ما تعلق منها بالحرب على الإرهاب أو ما تعلّق بإيران، وهي سياسة نجحت في إعادة الثقة إلى شركاء محوريين للولايات المتحدة مثل السعودية والإمارات ومصر. وكان لهذه السياسة تأثير مباشر على حراك السلام في الشرق الأوسط في نسخته الجديدة القائمة على فتح قنوات تواصل مع إسرائيل وفق معادلة تبادل المصالح مقابل السلام.
ونجحت سياسة ترامب تجاه إيران القائمة على المزيد من العقوبات والضغط على الشركات والدول التي تقيم علاقات مع طهران وتستثمر في قطاع النفط. وبان التأثير الإيجابي لهذه السياسة واضحا في سوريا ولبنان، حيث ساهمت العقوبات الأميركية المشددة على حزب الله في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وخلق مناخ ملائم لتشكيل حكومة لبنانية بنفوذ أقل للحزب.
ويؤاخذ دبلوماسيون ومحللون سياسيون ترامب على أسلوبه الحاد والصدامي في إدارة الأزمات وإثارة الخلاف مع جهات مختلفة في الوقت نفسه. وإذا كان الحزم تجاه إيران قد حقق نتائج لافتة، فإن معالجة الموقف من تركيا سيطر عليها الارتباك ما شجع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على المزيد من المغامرة وتحدي إدارة ترامب من خلال زرع الشقاق بين أعضاء حلف الأطلسي، وتهديد أمن الحلف وأسراره من خلال بناء علاقات متينة مع موسكو وشراء منظومة الصواريخ الدفاعية أس – 400، ما يسهّل على الروس مهمة التجسس على الحلف وأسراره.
ويعتقد المراقبون أن الأسلوب الصدامي فوت على إدارة ترامب فرصة بناء علاقات خارجية متينة، مشيرين إلى أن إدارة الملفات مع الصين وأفغانستان وفنزويلا وكوريا الشمالية تبرهن على مآزق لا تقتصر على فريق ترامب بل تطال مجمل صناع القرار الأميركي داخل المؤسسات.
ويعتبر هؤلاء أن هاجس دونالد ترامب، من خلال أسلوب الصدمة ومراكمة الأعداء، هو الفوز بولاية ثانية وليس حل الأزمات العالمية أو منح الأولوية للمصالح الأميركية العليا.
والشهر الماضي، قال ترامب إنه سيقبل انتقال السلطة في البلاد سلميًّا، حال خسارته في الانتخابات الرئاسية المزمعة في الشهر المقبل، شريطة أن تكون تلك الانتخابات “نزيهة”، وهو ما اعتبره متابعون للشأن الأميركي علامة على الثقة العالية في النفس وإيمانا بحظوظه في السباق الانتخابي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق