دونالد ترامب رئيس الولايات المنقسمة (وليست المتّحدة)
لماذا يدعو ترامب الى العزلة / وما معني شعار امريكا اولا (8)
دراسة / الحلقة الثالثة
ترامب رئيس الولايات المنقسمة (وليست المتّحدة)
---------------------
مع غياب الإجماع التقليدي الذي يحيط بالرئيس عادة بعد دخوله البيت الأبيض،
دراسة / الحلقة الثالثة
ترامب رئيس الولايات المنقسمة (وليست المتّحدة)
---------------------
مع غياب الإجماع التقليدي الذي يحيط بالرئيس عادة بعد دخوله البيت الأبيض،
وقد نعى العديد من الديمقراطيين والمستقلين “وفاة” الديمقراطية الأمريكية، وأعلنوا خشيتهم من حلول عهد جديد من الحكم الاستبدادي.
وقد وصلت البلاد إلى اوضاع غير مسبوقة من الاستقطاب والتشرذم إلى معسكرين رئيسيين:
1) المحافظون اليمينيون المتطرفون في عمق أمريكا أو الولايات الوسطى التي يعتمد اقتصادها أساسًا على الصّناعة التقليدية والزّراعة .
2) الليبراليون التقدميون في الولايات الساحلية الشرقية والغربية مثل نيويورك وماساشيوستس وكاليفورنيا وواشنطن، التي تعتمد على صناعات الطيران والإلكترونيات والخدمات والأبحاث والتعليم العالي.
يقول المؤرّخ الأمريكي نيل جابلر (Neal Gabler) في مقال بعنوان “وداعًا أمريكا”
“توفيت أمريكا يوم 8 نوفمبر 2016 ليس بسبب إثارة الضجة أو مشاعر التذمّر، ولكنّ لما فعلته بيدها بالإقدام على انتحار انتخابي. نحن الشّعب اخترنا الرّجل الذي يُمزّق قيمنا وأخلاقنا ومبادئ التعاطف والتسامح واللياقة ومفهومنا للهدف المشترك وهويتنا، كل الأمور التي، مهما كانت هشاشتها، أقامت أمة من بلد”
في عام 2010، أي قبل ستّ سنوات من فوز ترامب في انتخابات الرئاسة، اشار الفيلسوف والمؤرخ الأمريكي نعوم تشومسكي الى بعض المتاعب التي وصفها ىالحقيقية واهمها “الإحباط والسخط والغضب المبرّر وغياب أي استجابة متماسكة”.
وقدّم تشومسكي وقتها رؤية متشائمة لمستقبل أمريكا، وهي رؤية رفضها كثيرون آنذاك، لكنها أثبتت صوابها الاستشرافي أواخر عام 2016. وحذر آنذاك من مغبة نجاح أيّ “شخصية كاريزمية” إذا سعت إلى الترشح للانتخابات، “ووعدت بعلاج أمراض المجتمع في برنامجها بما سيجلب إليها السلطة”.
والمثير هنا مدى أوجه التشابه بين هذه الشخصية التي حذر منها تشومسكي وشخصية ترامب " بداية بمغازلة العسكر ورفع ميزانية الدفاع ، ونهاية باستخدام المهاجرين غير الشرعيين كبش فداء.
وعلى الصعيد الخارجي، تشكل رئاسة ترامب تعزيزًا لترسانة الحركات الشعبوية في أنحاء أوروبا.
وتقدم رأس المال الأيديولوجي للانعزاليين مثل مارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية في فرنسا، وخيرت فيلدرز في هولندا، فيما تضخّ دمًا جديدًا في عضلات تيارات أخرى مماثلة في دول شرق أوروبا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق