محاولة عزل ترامب: شهادة سوندلاند لحظة حاسمة في جلسات عزل ترامب
أنتوني زورتشرمراسل بي بي سي لشؤون أمريكا الشمالية
20 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019
كانت كلمات غوردن سوندلاند الافتتاحية الأربعاء في جلسات الاستماع أمام مجلس النواب بمثابة قنبلة أحدث شرخاً في دفاعات البيت الأبيض.
وبدأت المياه تتسرب إلى سفينة ترامب، وما نترقبه هو ما إذا كان الجمهوريون، في مجلس الشيوخ، سيلقون له بطوق النجاة مرة أخرى، قبل أن يغرق وتغمر المياه فترة حكمه تماما.
وكان سوندلاند، وهو سفير الولايات المتحدة في الاتحاد الأوروبي، يعمل مع محامي ترامب الخاص، رودي جولياني، على ملف السياسة الأوكرانية، بتوجيه مباشر من الرئيس.
وكان الجميع "على علم" بهذا الأمر، بمن فيهم القائم بأعمال كبير موظفي في البيت الأبيض، ميك مولفاني، ووزير الخارجية، مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي السابق، جون بولتون، وآخرون.
وصفت الكثير من الشهادات والتصريحات في هذه القضية بأنها "قنابل"، ولكن شهادة سوندلاند، التي كانت مختلفة تماما عن تصريحاته السرية، تعد فعلا لحظة حاسمة في إجراءات العزل.
فمن الصعب الآن على ترامب أن يدعي أنه "بالكاد يعرف" سوندلاند، أو ينفي التواصل المتكرر معه. فلا يمكن وصف جولياني بأنه رجل كان يمارس السياسة الخارجية لمصلحته الخاصة وليس بأوامر من الرئيس.
ولم يبق أمام الرئيس إلا أن يؤكد على صلاحياته الواسعة في قيادة السياسة الخارجية، بما فيها الضغط على قادة الدول الأجنبية للتحقيق مع من يريد.
فإذا أراد الرئيس من أوكرانيا أن تحقق مزاعم التدخل الروسي في انتخابات 2016، أو في مخالفات وقع فيها منافسه داخليا يمكنه أن يستعمل كل الوسائل التي توفرها السياسة الخارجية لتحقيق هدفه.
وكان البيت الأبيض في البداية يقول دفاعا عن ترامب: "لابد أن يكون هناك تأثير في السياسة الخارجية، ليس هناك أي مشكلة في هذا"، ولكنه تراجع عن هذه الأقوال، في تصريح أدلى به مالفيني في أكتوبر/ تشرين الأول.
والأرجح أن البيت الأبيض سيعود قريبا لتبني هذا الموقف مجددا. ولكن يبدو أنه قضي الأمر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق