التصويت الذي جرى في الجمعية العامة للأمم المتحدة ، لصالح تجديد ولاية (( الاونروا)) لمدة ثلاث سنوات جديدة ، بكثافة واغلبية ساحقة ، كان بمثابة صفعة ولطمة قوية وقاسية لنتيناهو وحليفة المتسارع في سقوطه المدوي دونالد ترمب ، لان الاونروا ، هذه الوكالة الأممية ، مخصصة لرعاية اللاجئين الفلسطينين الذين يعتبرون اهم مفردات مفردات القضية الفلسطينية، بل جوهرها الأصلي فقد تم احتلال ارضهم ثم طردهم من ارضهم في وطنهم بقوة الحديد والنار ، بقوة الجريمة التي تواطا فيها كثيرون ومن ابرزهم إسرائيل التي قامت بقرار دولي وكل مافعلته بعد ذلك هو التنكر للقرارات والقوانين الدولية وقرارات الشرعية الدولية اعتماد اعلى الدعم الأميركي ، وخاصة في عهد ترمب الذي منذ دخوله الى البيت الأبيض ، كرس نفسه للعدوان الصارخ على شعبنا الفلسطيني ومفردات قضيته العادلة وخاصة قضية اللاجئين والوكالة الدولية التي ترعا هم وهي الاونروا ،
ولقد وصل ترمب في هذا العداء الى حالات لا يمكن وصفها باقل من الجنون ، بل وصل الى ماهو اكثر من الجنون ، حين انكر وجودهم ، وقال عنهم ان وجودهم ربما لا يتعدى أربعين الفا ،وليس مايزيد عد ستة ملايين ،كانه يقول ان هؤلاء اللاجئين التي تخطت مخيماتهم الأردن والضفة الغربية والقدس وقطاع غزة والعراق وسوريا ولبنان ومصر بل ليس هناك مكان في العالم الا وقد وصل اليه شتاتهم بما في ذلك اميركا نفسها ، ليس سوى وهم مصنوع ،وان العالم الذي يعرف قضيتهم ويتعاطف معهم ليس على حق في ذلك.
الخلل الأساس القاتل الذي أصاب عقل ترمب ، انه سلم عقله وكامل كيانه لأكاذيب نتيناهو وخداعه الجسيم، فاصبح ترمب صدى لنتيناهو ليس الا ، وبما ان نتيناهو يعاني باشد الدرجات من سكرات السقوط والموت ، فان ترمب ليس بعيدا عن هذه الحالة الشاذة.
يجب ان ننتبه بقوة الى هذه الدرجة العالية من الكفاءة والحضور التي وصلت اليها الدبلوموسية الفلسطينية وممثليها في العالم الواسع وخاصة في ملتقي الأمم في مؤسسات الأمم المتحدة الذين يقفون بالمرصاد لكل أكاذيب إسرائيل وزيفها الفاضح وادعاءاتها المكشوفة ،ويجب ان تستمر في هذا النسق من الصعود في مستويات ادائنا الوطني ،ومالفت نظري في الأيام الأخيرة التي وقع فيها التصعيد المجنون ضد قطاع غزة ،
ان الحماقة الإسرائيلية ركزت بشكل مكثف على ما اسمته عدم اشتراك حماس في المعركة الى جانب شعبها الفلسطيني والتزامها باتفاقات جانبية وقعتها مع إسرائيل سرا ،وعندما انطلقت رشقات من الصواريخ من داخل القطاع حتى إسرائيل باستهداف مواقع لحماس ، حاولت الحماقة الإسرائيلية الإجابة عن هذه المفارقات بالقول بان صواريخ حماس ربما اطلقها محتجون غير موافقين على انها انتحت جانبا خلال المعركة التي بدات فجر الثلاثاء الماضي ، اعتقد ان هذه ادعاءات إسرائيلية باطلة ومكشوفة ، لان إسرائيل متفاجئة حاليا بقوة الحضور الفلسطيني وتسعى الى اللعب لتشتيت هذا الحضور ،ولكن الوعي الفلسطيني اعلى من ذلك الف مرة.
حين تكون في حالة صحية على المستوى الفلسطيني ، فان الأداء السياسي والنضالي يكون في ازهى مرحلة ،والألعاب الإسرائيلية تكون مكشوفة وتافهة ولاتقنع أحدا ،ولدينا في المستقبل القريب جدول مهمات وطنية عالية المستوى في مقدمتها الانتخابات التي هي استحقاق وطني من الدرجة الأولى ، وعلينا ان نستعد لانجازهذا الاستحقاق الوطني بأفضل شكل ممكن ،,كان أداء شعبنا خلال التصعيد الذي نجحت الشقيقة الكبرى مصر في لجمه، لا نريد لهذا الأداء ان يتراجع بسبب اشاعات تفبركها إسرائيل ، فالمدى امام قضيتنا مفتوح ، وإسرائيل بقيادة نتيناهو في مازق يتعمق ،وترمب يغرق في اوحاله اكثر ،وهذا يعطينا ايحاء كبير بان الثقة بعدالة قضيتنا وصوابية ثوابتنا تفتح امامنا الطريق..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق