أجرى اللقاء الاعلامي شادي نصير ـ عالم نوح ـ ألمانيا
متابعة نوح حماميله خصوصية في عمله التشكيلي يقدم لوحاته كفسيفسائية جميلة من بلد له تاريخ في البحث التشكيلي إنه الفنان العراقي نبيل علي. لندخل عالمه في هذا الحوار الممتع.
ـ في بحثك التشكيلي يكمن هاجس الإنسان تفاصيله رؤياه ضمن رؤيتك وأهدافك، إلام يسعى الفنان نبيل لحوار الإنسان في أعماله؟
نعم أسعى من خلال طرح أفكار ومواضيع تكون على تماس مع قضايا الإنسان وحياته اليومية ولأن الفنان التشكيلي وظيفته أن يطرح قضايا الإنسان بشكل فلسفي يخاطب ذائقة المتلقي.
- ضمن سِير الإنسان هناك المعاناة والألم والخوف، إضافة الى نقلك لتفاصيل حياة أشخاص ك"داعش"، هل تعتقد أن مهنة الفنان كشف خبايا المحتمع، وهل مطالب الفن واللوحة تحديدا بنقل هذا الخوف ومحاورته؟
نعم حين يكون الفن في خدمة الضمير الإنساني على الفنان مسؤولية تجاه الإنسانية من خلال طرحه أفكارا توعويّة يستطيع أن يوصل صوته إلى العالم دون النطق بحرف إنما بفرشاة ناطقة ولوحة معبّرة، من خلال تحديد ظواهر معينة في المجتمع وترجمتها على سطح اللوحه بتقنيات وألوان مختلفة وأساليب لنقل هذا الخوف والألم والمعاناة.
- في ألوانك مزيج بين الرغبة والشغف والضوء وبين الألم والقتامة، كيف استطاع الفنان نبيل علي أن يوضح هذا التكوين اللوني في أعماله؟
لكل لوحه قصه ومزاج مختلفين ولكل لون إحساس
وثيمة العمل تحدد طبيعة الألوان المستخدمة وأيضا مزاج الفنان في تلك اللحظة..
مثلا المواضيع التي تخص الإرهاب وداعش أستخدم فيها الألوان الداكنة والرمادية والأحمر
هي ألوان الدماء والحرب والدمار حتى تصل الفكرة إلى المتلقي بواقعها المرير.
وهنالك أيضا أعمال تجسد الموروث الشعبي وحياة الناس اليوميه والعادات والتقاليد مثل نساء في السوق، ونساء في حالة فرح ورقص فهنا تكون الألوان مُبهجة لكي تحاكي قصة اللوحة.
- من يتابع حركتك التشكيلية يرى رصدك لحقائق التفاصيل المجتمعية فتكون لوحتك انطباعية وتمزج بين السريالية والتجريدية فتكوّن عملا خاصا بك، هل تعتقد بان الانطباعية لاتزال صامدة في كل هذا التيار الحداثاوي في التشكيل؟
نعم لازالت صامدة لأنها تعتبر نقطة انطلاق الفن الحديث
وأصبح الفن الانطباعي هو أحد التيارات الفنية الأكثر أهمية في تاريخ الفن التشكيلي والذي لازال الأبرز الى يومنا هذا,
- هل تعتقد أن المجتمع العراقي أنتج فنا له خصوصيته كسورية مثلا او لبنان؟
-نعم بكل تأكيد إن الفن العراقي ـ شأنه شأن الفن السوري واللبناني
هو امتداد لحضارة عمرها أربعة آلاف سنة تقريباً.
فمنذ القدم كان الفنان العراقي يرسم وينحت وينفذ أعمالا جدارية إلى يومنا هذا، بل إن له تأثيرا كبيرا على المنطقة العربية لوجود فنانين كبار في الحركه التشكيليه العراقيه تركوا بصمة في الفن المعاصر مثل الفنان العراقي الكبير الراحل جواد سليم، صاحب فكرة النصب الكبير في قلب العاصمة بغداد "نصب الحرية".
- كيف ترى من وجهة نظرك الفن العربي وهل استطاع أن يكون صامدا ويشكل خلقا جديدا في التشكيل العالمي؟
لا أعتقد ذلك، بل إن الثقافة والفنون الغربية أثّرت في فنانينا ودفعتهم إلى طرح أعمال فنيه تعتمد على الإيهام والوهم والأشكال الغامضة التي تمثل مراحل تطور الفن العالمي ولا ننسى أن مدارس الفن الحديث كلها نشأت وتطورت في أوربا.
وأنا من وجهة نظري يجب على الفنان أن يستمد أفكاره من بيئته لأن مفاهيم الفن تختلف من شعب إلى آخر ومن حضارة إلى أخرى ومن فنان إلى آخر لأنها تحدد هوية الشعب وتنقل واقع وتقاليد وعادات شعبها.
- كيف تبدأ الفكرة على قماش اللوحة لتتحول إلى عالم يضج بالأفكار والحياة؟غالباً ما تأتي الفكرة على شكل إلهام مستلهم من حدث معين أتأثر به لأعبّر عنه من خلال اللون واللوحة وبعض الأحيان تكون الفكرة مستلهمة من مخيلتي من خلال دراستي للفن وخبرتي بالتعامل مع اللوحة.
مثلا فكرة (داعش) كانت بسبب الوضع السياسي والأمني المتدهور وهي أيضاً قصص واقعية مثل جريمة سبايكر جسدتها بلوحة وهي تنقل واقعة أليمة وحقيقية.
حصلت على عدد من الجوائز والتكريمات هل تعتقد أن الفنان في الشرق أخد حقه وأصبحت اللوحة الفنية إرثا وليس ديكورا؟
هذا يعتمد على أداء الفنان ومستواه الثقافي
هنالك فنانين يطرحون أفكار إبداعية بأساليب حديثة متنوعة واحترافية عالية
وأقول نعم، بعض الفنانين أخذوا حقهم في الشرق حسب ذائقة والمستوى الثقافي للمتلقي.على العموم .. هنالك متلقً يعتبرها أثرا وإرثا.. والبعض الآخر يقتنيها لمجرد الديكور.
- الى أين الطريق في مسيرك التشكيلي؟
أطمح أن أرتقي للأفضل من خلال التجريب والمثابرة
(قوارب ورقية)
وهذه مقتطفات من صفحة مجلس الأعمال العراقي عن معرضه الأخير للأنثى حديث وموسيقى:
من ضمن نشاطات البرنامج الثقافي لمجلس الأعمال العراقي (ابداع)، أقام المجلس يوم أمس السبت الموافق 02/2017/ 04حفل افتتاح معرض الفنان التشكيلي العراقي نبيل علي بعنوان "للأنثى حديث وموسيقى"
تميزت اللوحات بمحاكاتها للمرأة والمجتمع وقد استوحى الفنان الفكرة من حياته اليومية والمرأة بنظر الفنان هي الألوان والأنغام والحياة بدون امرأة تكون بلون رمادي ويسودها صمت كئيب. وتوجد علاقة بين المرأة والآلات الموسيقية في اكثر من جانب، فالمرأة هي آلة موسيقية وصوتها هو النغمة، وان لكل آلة موسيقية سحرها وجمالها وأنغامها كما للمرأة سحر وجمال خاص.
استخدم الفنان في لوحاته الأكريلك والجيسو على الكانفاس والكولاج وفي بعض الأعمال استخدم مواد أخرى مختلفة ،أما اختيار الاحجام فكان متنوع لكي يحاكي كل قصة داخل اللوحة لأن حجم العمل مهم جدا لفكرة العمل. تنتمي أعمال الفنان نبيل علي إلى المدرسة التعبيرية ، كما استخدم بعض الافكار من المدرسة السريالية.
الفنان نبيل علي أثناء الحوار الذي أجرته مع قناة amb وبرنامج قهوة الصباح. رابط الحوار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق