ليلى موران ... فلسطينية في البرلمان البريطاني تناضل للاعتراف بفلسطين

. . ليست هناك تعليقات:



لندن - " وكالة أخبار المرأة "

هي طفلة القدس وإن ولدت بعيدة عنها آلاف الأميال، فالانتماء للوطن يتحقق بالروح والتاريخ والذاكرة، والبرلمانية البريطانية ليلى موران سليلة أسرة تعطي لذاكرة فلسطين حقها، بل تحتفي بها وتنافح عنها في وجه النسيان، فجدّها لأمها هو الشاعر والمؤرخ الفلسطيني الراحل واصف جوهرية.
محطات كثيرة مرت منها الشابة البريطانية، فتنقلت بين دول كثيرة بسبب عمل والدها دبلوماسيا أوروبيا، ومع ذلك لم تفقد البوصلة وظلت دائما تعرّف نفسها بأنها فلسطينية بريطانية، وتفخر بذلك. لكن هذا الشعور بالانتماء ظل لسنوات وجدانيا، بحكم حرص والدة ليلى على اشتباك ابنتها مع كل ما هو فلسطيني، قبل أن تتحول فلسطين إلى قضية تحملها ليلى وتدافع عنها في البرلمان الأعرق في العالم.
ذاكرة القدس
ولدت ليلى موران لأب بريطاني شغل مناصب دبلوماسية مرموقة في أروقة الاتحاد الأوروبي وأم فلسطينية من القدس، وجدّها الأكبر هو الشاعر والمؤرخ الفلسطيني واصف جوهرية، صاحب مؤلف "المذكرات الجوهرية" وهي من الوثائق المهمة التي حافظت على الذاكرة الشعبية الفلسطينية.
تشكلت شخصية ليلى داخل هذه الأسرة المثقفة والمنخرطة في السياسة بحكم عمل الوالد، فانتقلت رفقتها بين بلجيكا واليونان والأردن وإثيوبيا وجمايكا، لتحمل معها -وهي في عقدها الثاني- زادا معرفيا يعينها على فهم العالم وتشعبات العلاقات فيه، وساعدها على الاهتمام أكثر بجذورها الفلسطينية، "خصوصا أن السياسة كانت دائما على الطاولة في البيت وهذا ما أهلني للانخراط لاحقا في العمل السياسي".
ولم يكن لحفيدة شخصية أحبت التأريخ حد الهوس -مثل واصف جوهرية- ألا تهتم بتاريخ القدس تحديدا، وقد وجدت في كلمات جدها ضالتها، وما رسخ في ذهنها عن القدس هو ما يصفه جدها عن هذه المدينة بأنها "مدينة كان يعيش فيها المسيحيون واليهود والمسلمون بكل احترام ويجتمعون دون أي مشكل"، تقول ليلى إن هذا الوصف غرس فيها حب قيم التعددية والتسامح.
بل تحولت القدس المشتهاة التي يعيش فيها معتنقو كل الديانات باحترام وسلام إلى رؤية، عبرها تنظر ليلى إلى العالم حتى قبل انخراطها في السياسة، وكانت تردد دائما أنها تريد رؤية عالم يسود فيه الاحترام والاختلاف.
التعليم ثم التعليم
رغم تنقلاتها الكثيرة، فإن ليلى ظلت محافظة على تفوقها الدراسي، وظهر حبها للعلوم والرياضيات باكرا، وهو ما قادها في النهاية لدراسة الفيزياء في جامعة "إمبريال" العريقة بلندن، قبل أن تحصل على شهادة للتدريس في المدارس العليا.
وفي عام 2003، دخلت ليلى باب التدريس لمادتيها المفضلتين وهما الرياضيات والفيزياء، أولا في المدرسة الدولية في بروكسل، ثم في مدرستين ببريطانيا، ثم انتقلت عام 2009 مساعدة في جامعة أكسفورد حيث كانت تقدم الدعم للطلبة القادمين من الخارج، وفي عام 2013 أصبحت مديرة هذا المشروع التابع لجامعة أكسفورد.
الاهتمام بالمواد العلمية والتفوق الدراسي والأكاديمي جعل ليلى ترفع منذ بداية انخراطها في العمل السياسي شعار "التعليم ثم التعليم ثم التعليم"، مؤمنة بأنه لا مستقبل من دون علم وتعليم، مع ضرورة توفير مدرسة بجودة عالية للجميع وعلى قدم المساواة.
فلسطينية في البرلمان


لم يكن حصول ليلى على تذكرة مقعد في البرلمان بالسهل ولا الهين، بل شهد تعرجات ولحظات إخفاق أحيانا، وكانت أول محاولة لها هي دخول غمار الانتخابات عام 2010 ممثلة للحزب الديمقراطي الليبرالي البريطاني، إذ حلت حينها في المركز الثالث، وقد حاولت أيضا الدخول لمجلس تسيير مدينة لندن لكنها حلت في المركز الرابع.
واضطرت ليلى للانتظار 5 سنوات لدخول غمار الانتخابات العامة عن منطقة أكسفورد عام 2015، لكنها حلت في المركز الثاني، قبل أن تحقق هدفها عام 2017 وتنجح في الانتخابات العامة، بعد أن حققت مفاجأة حينها وأسقطت وزير الصحة البريطاني نيكولا بلاك وود، وحينها أصبحت ليلى أول بريطانية من أصول فلسطينية تصل للبرلمان البريطاني.
ولن يتطلب الأمر وقتا طويلا حتى تجذب ليلى الأنظار داخل البرلمان، بعد أن منحها الحزب مهمة الحديث باسمه في مجال التعليم والتربية والعلوم، وهو المجال الذي خبرته جيدا وكانت مداخلاتها فيه دائما محرجة للحكومة البريطانية، خصوصا فيما يتعلق بعدم التكافؤ في تمويل المدارس.


ولم يكن لحدث دخول شابة بريطانية فلسطينية البرلمان أن يمر مرور الكرام، بل استرعى اهتماما إعلاميا واسعا، خصوصا بعد أن ظهرت ليلى في أكثر من مرة وهي ترتدي الكوفية الفلسطينية خلال جلسات مجلس العموم البريطاني، وهي تعلم رمزية هذه الخطوة ودلالة الكوفية على الفلسطينيين.
نجاح ليلى في شق مسارها السياسي وإقناعها للناخب البريطاني سيظهر خلال انتخابات 2019 التي كانت صعبة على الجميع، وخصوصا على حزبها الذي مني بخسارة كبيرة، ومع ذلك حافظت ليلى على مقعدها البرلماني بأغلبية كبيرة، ليقرر الحزب منحها مهمة الحديث باسمه في ملفات السياسة الخارجية، وهو المجال الذي تعرفه ليلى جيدا، فهي ابنه دبلوماسي بريطاني اشتغل في الملفات الخارجية لعقود.
حلم دولة فلسطين


انتقلت فلسطين من ذاكرة وارتباط أسري ووجداني إلى ملف سياسي حارق تحمله ليلى معها في البرلمان البريطاني، وكانت أول خطوة أقدمت عليها هي التقدم بمشروع الاعتراف بدولة فلسطين، ورغم مماطلة الأغلبية المحافظة في البرلمان في التصويت على القانون فإن ليلى لم تفقد الأمل، بل على العكس زاد إصرارها على مطلبها، وبلغة غاضبة خاطبت رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بأنه "من العار" ألا يعترف بفلسطين، ووصفت ما يسمى بصفقة القرن بأنها كارثة وفوضى.
تعلم ليلى أنها تسير في حقل ألغام، مع تزايد المضايقات على كل من يدافع عن فلسطين في بريطانيا، خصوصا لو كان له منصب مثل منصبها، ومع ذلك فهي تؤكد أنها لن تتراجع عن الحديث عن فلسطين، معبرة عن انزعاجها من الخلط المتعمد بين انتقاد إسرائيل وبين معاداة السامية.
تقول ليلى "ما زال لدي أفراد من أسرتي في الضفة الغربية وأنا مؤمنة بحق فلسطين بأن تصبح دولة"، وذلك في مقال مطول نشرته في صحيفة غارديان، وفيه عبّرت عن موقفها من القضية الفلسطينية وأن الدفاع عن العدالة والحرية والمساواة للفلسطينيين لا يمنع أبدا من محاربة معاداة السامية.
وتحمل ليلى على الحكومة البريطانية أنها كانت منذ البداية مسؤولة عما يحدث الآن في فلسطين بسبب وعد بلفور، وعليها أن تتحمل مسؤوليتها الآن وتعترف بدولة فلسطين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ابحث في موضوعات الوكالة

الدانة نيوز - احدث الاخبار

صفحة المقالات لابرز الكتاب

احدث الاخبار لهذا اليوم

اخر اخبار الشبكة الاعلامية الرئيسية

إضافة سلايدر الاخبار بالصور الجانبية

اعشاب تمنحك صحة قوية ورائعة

اعشاب تمنحك صحة قوية ورائعة
تعرف على 12 نوع من الاعشاب توفر لك حياة صحية جميلة سعيدة

تغطية شاملة ويومية للكارثة اللبنانية وتطوراتها

تغطية شاملة ويومية للكارثة اللبنانية وتطوراتها
كارثة افجار مرفأ يروت - غموض وفوضى سياسية - وضحايا - ومتهمين وشعب حزين

الملف الشامل للاتفاق الاسرائيلي الاماراتي البحريتي

الملف الشامل للاتفاق الاسرائيلي الاماراتي البحريتي
الملف الشامل للاتفاق الاسرائيلي الاماراتي البحريتي .. والتطورات المتعلقة به يوما بيوم

اليساريون - الجزء الأول - الجذور

اليساريون - الجزء الأول - الجذور

الاكثر قراءة

تابعونا النشرة الاخبارية على الفيسبوك

-----تابعونا النشرة الاخبارية على الفيسبوك

الاخبار الرئيسية المتحركة

حكيم الاعلام الجديد

https://www.flickr.com/photos/125909665@N04/ 
حكيم الاعلام الجديد

اعلن معنا



تابعنا على الفيسبوك

------------- - - يسعدنا اعجابكم بصفحتنا يشرفنا متابعتكم لنا

جريدة الارادة


أتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الارشيف

شرفونا بزيارتكم لصفحتنا على الانستغرام

شرفونا بزيارتكم لصفحتنا على الانستغرام
الانستغرام

نيو سيرفيس سنتر متخصصون في الاعلام والعلاقات العامة

نيو سيرفيس سنتر متخصصون في الاعلام والعلاقات العامة
مؤسستنا الرائدة في عالم الخدمات الاعلامية والعلاقات العامة ةالتمويل ودراسات الجدوى ةتقييم المشاريع

خدمات نيو سيرفيس

خدمات رائدة تقدمها مؤسسة نيو سيرفيس سنتر ---
مؤسسة نيوسيرفيس سنتر ترحب بكم 

خدماتنا ** خدماتنا ** خدماتنا 

اولا : تمويل المشاريع الكبرى في جميع الدول العربية والعالم 

ثانيا : تسويق وترويج واشهار شركاتكم ومؤسساتكم واعمالكم 

ثالثا : تقديم خدمة العلاقات العامة والاعلام للمؤسسات والافراد

رابعا : تقديم خدمة دراسات الجدوى من خلال التعاون مع مؤسسات صديقة

خامسا : تنظيم الحملات الاعلانية 

سادسا: توفير الخبرات من الموظفين في مختلف المجالات 

نرحب بكم اجمل ترحيب 
الاتصال واتس اب / ماسنجر / فايبر : هاتف 94003878 - 965
 
او الاتصال على البريد الالكتروني 
danaegenvy9090@gmail.com
 
اضغط هنا لمزيد من المعلومات 

اعلن معنا

اعلان سيارات

اعلن معنا

اعلن معنا
معنا تصل لجمهورك
?max-results=7"> سلايدر الصور والاخبار الرئيسي
');
" });

سلايدر الصور الرئيسي

المقالات الشائعة

السلايدر المتحرك الرئيسي مهم دا