أب يقتل أسرته لأسباب غامضة ، أخ يقتل أخاه على خلفية خلاف عائلي ، (ثلة) من (الصيّع) تغتصب وتقتل عائلة ،وو..الخ. جرائم يندى لها الجبين ، لأسباب مختلفة الدوافع ، حتى أصبحت قراءتنا لأخبار الجريمة أو سماعنا لأي خبر من تلك الجرائم سلوكاً اعتيادياً يمرّ بالذاكرة دون أن نبدي حتى علامات التعجب..!
لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن جريمة من هنا أو هناك حتى تفاقمت معدلات الجريمة بكل أشكالها إلى حتى بتنا نَحِنّ إلى عبارة كنا تتغنى بها حدّ الفخر (سورية بلد الأمن والأمان).. هذه العبارة التي أصبحت من ذاكرتنا البعيدة.
عند التحليل المنطقي لهذه الجرائم قد نجد أنها نتيجة طبيعية لبلاد أنهكتها شتى أنواع الحروب، حيث تضعف الأخلاق وتعم الفوضى لتسود قيم ومبادىء الجانب الآخر من اللصوصية و قلة الأخلاق التي تظهر على سلوك الكثيرين من الأفراد على اختلاف مشاربهم.
اللافت في الأمر في مثل ظروف كهذه أنه يتراءى للشخص منذ الوهلة الأولى أن دافع الجريمة هو الظروف الاقتصادية الضاغطة أو الفقر المدقع، بمعنى ارتكب أحد ما جريمة ليطعم أطفاله، وهذا قد يكون سبباً في بعض الأحيان لتبرير غايته على مبدأ ميكافيلي( الغاية تبرر الوسيلة )..بعد أن أنهكه الجوع، لكن ما حدث من جرائم متنوعة تم تناقلها تعود لدوافع مختلفة ولأسباب اجتماعية تترك تبعات يصعب على أي مجتمع تجاوزها بسهولة، ما ينتج عنها تصدع في المجتمعات وتفكك الروابط الأسرية وهذا وحده مؤشر على الدرك الخطير الذي وصلنا إليه.
الأمر يفترض قرع ناقوس الخطر.. كما أن المطلوب في هذه الظروف من الجهات المعنية معالجة ما يمكن معالجته وفي المقدمة تحسين الوضع المعيشي، ونشر الوعي وتعديل القوانين وتشديد العقوبات الرادعة، أو إنّ أمننا وأماننا على حافة الهاوية.. وهذا معناه أننا أصبحنا في زمن الجريمة، زمن يقتل فيه الأخ أخاه ،ليبقى السؤال هل عاد زمن هابيل وقابيل؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق