بعد اللقاء الثنائي الذي جمع حركة فتح برئاسة اللواء جبريل الرجوب، عضو اللجنة المركزية للحركة، مع قيادة حركة حماس في العاصمة التركية إسطنبول، وبعد المواقف المؤيدة من جمهورية مصر العربية لاتفاقات التطبيع الأخيرة، هل نستطيع القول بأن ملف المصالحة الفلسطينية انتقل من مصر الى تركيا؟
استبعد إياد القرا، المحلل السياسي لـ"دنيا الوطن"، أن يكون ملف المصالحة الفلسطينية قد انتقل من مصر الى تركيا، موضحا أن المصر لا زالت متمسكة بالملف الفلسطيني بشكل جيد، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن لقاء إسطنبول جاء بحكم إقامة قيادة حركة حماس هناك، وهذا ما يسهل عملية اللقاء.
وأشار القرا إلى أن ذلك لا يمنع من تدخل تركيا في ملف المصالحة الفلسطينية، خاصة أن الموقف التركي يدعم مواقف حركة حماس، كما أن هناك علاقة إيجابية بين تركيا والسلطة الفلسطينية، وهذا ما وفر أجواء إيجابية ساعد على اللقاء بين الجانبين.
وقال: "هناك خطوات مقبلة، باتجاه زيارة مشتركة بين وفد حركة حماس وفتح، إلى القاهرة، للتأكيد على أن مصر هي الراعية لملف المصالحة، وأن الخطوات التي تجري في إسطنبول او الدوحة لا يسد عن الدور المصري".
من جانبه، أكد الدكتور احمد رفيق عوض، المحلل السياسي، لـ"دنيا الوطن"، أن هناك رسالة لجمهورية مصر العربية من خلال اجراء التفاوض على أرض تركيا، ثمن الذهاب الى الدوحة ثم الى القاهرة، لافتا إلى أن هذه الرسالة في طور التكون.
وقال: "بالتأكيد كان هناك خيبة أمل كبرى، عندما فشلت الجامعة العربية بشطب ورفض التطبيع، وبالتالي فإن الذهاب الى تركيا جاء لاعتبارات مختلفة، الأول أن قيادة حركة حماس مقيمة في تركيا، ثانيا أن تركيا تستطيع المساعدة في الانتخابات الفلسطينية، ثالثا تستطيع ان تضغط على كوسوفو والبوسنة، ورابعا تركيا لها علاقات مع إسرائيل وحماس والسلطة، وخامسا هي رسالة الى المحاور في المنطقة".
بدوره، أكد فايز أبو شمالة، المحلل السياسي لـ"دنيا الوطن"، أن ملف المصالحة الفلسطينية لم ينتقل بالكامل من مصر الى تركيا، لأن القضية الفلسطينية تهم مصر وقطر وبقية الدول العربية، لكن الانتقال يشكل خطوة متقدمة باتجاه أقلمة القضية الفلسطينية بعد فشل السلطة الفلسطينية في اجبار الجامعة العربية على اتخاذ مواقف مناهضة للتطبيع.
وقال أبو شمالة: "إن اللجوء الى تركيا، يعمل توسيع الدائرة فيها مصلحة للقضية الفلسطينية، وضغط على بعض الأطراف العربية التي رفضت دعم الموقف الفلسطيني، ولكن هذا لا يعني انتقال ملف المصالحة من مصر الى تركيا، ولكن توسيع دائرة الاهتمام بالشأن الفلسطيني سيعمل على الضغط على الأطراف العربية وخاصة مصر وتشعرها بأنها ملزمة بتغيير مواقفها تجاه القضية الفلسطينية والمصالحة"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق