بعد حلول فصل الشتاء البارد الذي يسبب الكآبة لدى البعض، يأتي الربيع بدرجات حرارته الأكثر دفئاً وأيامه الطويلة لينعش الأرض والروح بالجمال، لكن يمكن أن تنذر الأزهار الجميلة لهذا الفصل بالكثير من الأمراض.
ويعد فصل الربيع موسم الذروة الثاني لنزلات البرد بعد الشتاء؛ وهذا على الأرجح بسبب زيادة الحساسية الموسمية وتقلبات الجو ودرجات الحرارة والرياح.
ويمكن أن تؤدي هذه التغييرات الموسمية إلى تهيج الممرات الأنفية والقصبات الهوائية وتضعف قدرة الجهاز المناعي، ما يزيد من التعرض للإصابة بالأمراض.
وتغري درجات الحرارة الدافئة في الربيع الناس على الخروج بشكل أكبر، خاصة بعد أن يكونوا قد قضوا أوقاتاً طويلة في الأماكن المغلقة في الشتاء.
ويعد فصل الربيع موسماً للسفر والمؤتمرات والرحل والعطلات، والتي يتعرض الأشخاص فيها لأجواء مختلفة، وفيها العديد من البكتيريا والفيروسات، ما يعزز احتمالية إصابتهم بالأمراض.
وبين موقع "إنتيريال ميديسين" الأمريكي المتخصص بالأخبار الطبية والصحية أبرز الأمراض التي من المحتمل الإصابة بها في فصل الربيع، وتتصدر قائمتها الحساسية، التي تأتي من الاحتكاك بالأشجار الناضجة والشجيرات والزهور، وتأتي بسبب حبوب اللقاح فيها.
كما ينتشر احتمال الإصابة بالربو أو تفاقم الحساسية لدى المصابين فيه؛ بسبب حبوب اللقاح أيضاً وتغيرات درجة حرارة الهواء وأسمدة النباتات، والبخاخ الذي يستخدم لطرد الحشرات.
ويزيد من احتمالية الإصابة به أو مضاعفته الغبار ورائحة العفن ومواد التنظيف.
وتنتشر فيروسات الأنف في هذا الفصل، إذ يعد الربيع وقت الذروة لنزلات البرد. وللوقاية من هذه الفيروسات يجب غسل الأيدي بانتظام وتجنب لمس العينين والأنف والفم.
ولسوء الحظ لا تتوقف الإنفلونزا مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الربيع، إذ إنه في الواقع تنشط فيروسات الإنفلونزا بشكل جيد في الرطوبة أيضاً.
كما أن البعض يصيبه طفح جلدي وحساسية من بعض الأشجار.
ومن الممكن الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء؛ وذلك بسبب فيروسات تدخل عن طريق الأنف، وتؤدي إلى آلام في المعدة وتشنج وغثيان وإسهال وتقيؤ، وعادة ما تستمر لمدة يوم أو يومين فقط.
ويكون الأشخاص المصابون مُعدين لمدة 3 أيام بعد أن تختفي الأعراض التي قد تشمل حمى منخفضة الدرجة، وقشعريرة، وصداعاً، وآلاماً في العضلات، وتعباً.
ومن المهم في حال الإصابة بها أن يغسل المرضى أيديهم بشكل منتظم ويطهروا فراشهم وأدواتهم المنزلية، وأن يبقوا في المنزل حتى التعافي.
ومن الأمراض التي تصيب الأطفال بشكل أكبر التهاب الملتحمة (العين الوردية)، ويمكن أن يكون بكتيرياً أو فيروسياً.
وتشمل الإجراءات الوقائية منه غسل اليدين بشكل منتظم ومتكرر وتجنب لمس العينين. أما علاج التهاب الملتحمة الجرثومي فيتطلب مضادات حيوية.
وقد تشمل علاجات التهاب الملتحمة التحسسي مضادات الهيستامين عن طريق الفم والعين.
وإذا كنت قد عانيت من قبل من التهاب في الحلق فأنت تعلم مدى أهمية منعه من العودة مرة أخرى.
وتؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى التهاب الحلق في فصل الربيع، وينتشر هذا الالتهاب عن طريق السعال والعطاس ولمس الأشياء التي تحتوي على لعاب الشخص المصاب.
ومن المهم الحفاظ على مناديل مطهرة ومعقم لليدين داخل المنزل أو مكان العمل.
ومن النصائح والإرشادات العامة التي يوصي بها الأطباء في الربيع تجنب التعرض لمسببات الحساسية كحبوب اللقاح:
- غلق النوافذ في أوقات العواصف والرياح لتجنب دخول حبوب اللقاح والأتربة والاهتمام بالنظافة الشخصية كالاستحمام عند الرجوع من الخارج وغسل الملابس وتغيير المفروشات للتخلص من الأتربة ومسببات الحساسية.
- الحرص عند التعامل مع الحيوانات الأليفة لاحتمالية حملها لمسببات الحساسية.
- ضرورة زيارة الطبيب عند الشعور بصعوبة في التنفس، وارتداء نظارات شمسية أو قبعات كبيرة لحماية الأنف والعينين من الهواء.
- يمكن استعمال أدوية معينة مثل المراهم وقطرات العيون ومضادات الهيستامين الدوائية، عقب استشارة الطبيب.
- كما أن شرب كميات كافية من الماء خلال اليوم يقلل من حدة الأعراض التي قد تصاحب أمراض الحساسية والربو.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق