واشتهرت غالية البقمية بدورها البطولي في مقاومة حملات محمد علي باشا على الجزيرة العربية، حيث واجهت تلك الجيوش بين الحجاز ونجد، واستطاعت قبيلتها أن تصد الحملات المتتالية المدججة بأكفأ الأسلحة وأحدثها آنذاك.
وأشار تقرير نشرته صحيفة "الرياض" السعودية إلى أن بطولات غالية بدأت بعدما أخفت خبر وفاة زوجها الشيخ حمد بن عبدالله بن محي، عامل الدولة السعودية الأولى على مدينة تربة البقوم في غرب الجزيرة العربية، وأصبحت تصدر الأوامر والتوجيهات لقادة الجيش وللقبيلة على لسانه، وتجتمع بزعماء القبيلة وتناقشهم في الأمر في قصر زوجها حمد بن محي، ما سهّل مهمتها لتوجيه قادة الجيش.
واستطاعت غالية تحريك همم قومها وأبناء بلدتها للقضاء على الجيوش التي غزت المنطقة في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي بكامل عدتها وعتادها.
وقاومت غالية حملات محمد على باشا التي كانت تستهدف القضاء على الدولة السعودية الأولى، ووقفت سدا منيعا أمام مآربهم الخبيثة، وخصوصا عندما قدم جيش الباشا إلى تربة، وهم في طريقهم إلى الدرعية، حيث كانت توزع السلاح والتمور على رجال قبيلتها وتشجعهم وتزيد من حماسهم وتدفعهم لمواجهة الجيش الغازي.
ومن المواقف البطولية لغالية، معركتها أمام مصطفى بك أمير ركب الحجاج إلى مصر في تربة، والتي استمرت لـ8 أيام، وأسفرت عن هزيمة الأتراك.
كذلك لعبت غالية دورا محوريا في هزيمة طوسون ابن والي مصر محمد علي باشا، عندما أغار على تربة سنة 1813، حيث كانت توصل خطط المعركة لقادة البقوم، وانهزم بفضلها طوسون ومن معه، وقتل أكثر جنده.
واختلف المؤرخون حول مصير غالية، إذ قال بعضهم إنها ذهبت إلى الدرعية وأقامت بها، ومنهم من قال إنها عادت إلى مسقط رأسها تربة وأقامت في قصرها الواقع على طريق تربة الطائف حتى توفيت.
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع قصة غالية، وأثنى كثيرون على شجاعتها ودور المرأة السعودية الرائد على مرّ التاريخ، في حين ذكر آخرون معلومات إضافية عن المناضلة السعودية معبرين عن فخرهم بمساهمة المرأة في المجتمع السعودي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق