فيتو روسي متوقع يعرقل مشروع قرار أميركي بتقسيم رئاسة البعثة.
وتنفي هذه التوقعات ما أوردته تقارير إعلامية بشأن حصول توافق دولي بخصوص تمرير المقترح الأميركي خلال جلسة لمجلس الأمن من المزمع عقدها غدا الثلاثاء.
وقالت المصادر لـ”العرب” إن هناك توافقا على تعيين مبعوث جديد وليس على المقترح الأميركي كما تشير بعض التقارير الإعلامية، مستبعدة موافقة روسيا على قرار تقسيم رئاسة البعثة.
وتتولى الدبلوماسية الأميركية ستيفاني ويليامز منصب رئيسة البعثة بالإنابة، وهو المنصب الذي يبدو واضحا أن الولايات المتحدة لا تريد التفريط فيه لذلك عملت منذ استقالة سلامة على المماطلة وعرقلة تعيين مبعوث جديد.
واتهمت فرنسا وألمانيا في أكثر من مناسبة الولايات المتحدة بعرقلة تعيين مبعوث جديد، وطالبتاها في أكثر من مناسبة أيضا بإيقاف تلك المحاولات، وهو الأمر الذي ردت عليه واشنطن بمقترح قرار تقسيم رئاسة البعثة.
وفتحت استقالة سلامة الذي يعتبر كثيرون أنه محسوب على فرنسا الطريق أمام سيطرة الولايات المتحدة على البعثة بشكل مطلق عن طريق ويليامز التي تقول تحليلات إنه جرى تعيينها في البداية نائبة لسلامة لتكون عين واشنطن داخل البعثة.
هدف واشنطن من تقسيم رئاسة البعثة هو حصر صلاحيات تسيير العملية السياسية لدى المبعوث الخاص الذي ستحرص أن يكون مرشحها
وغطت تحركات ويليامز منذ تعيينها على دور غسان سلامة في جهود البحث عن تسوية سياسية للأزمة الليبية التي ازدادت حدتها بعد العملية العسكرية الفاشلة التي شنها الجيش للسيطرة على العاصمة.
وتزايد التدخل الأميركي في الأزمة الليبية مؤخرا حيث أجبر ذلك التدخل أطراف الصراع على العودة إلى طاولة المحادثات. وتسابق واشنطن الزمن لفرض تسوية على مقاس حلفائها الإسلاميين في طرابلس تحسبا لاستبعاد مرتقب لستيفاني ويليامز.
وقالت مصادر دبلوماسية لـ”العرب” إن هدف الولايات المتحدة من قرار تقسيم رئاسة البعثة هو حصر صلاحيات تسيير العملية السياسية لدى المبعوث الخاص الذي ستحرص أن يكون مرشحها، ومنْح المنسق اليومي مهمة شكلية لن تتجاوز حد قراءة التقرير الأممي أمام مجلس الأمن.
وحث وزير الداخلية في حكومة “الوفاق” المحسوب على تنظيم الإخوان المسلمين فتحي باشاغا البعثة الأممية على “المسارعة في ضبط آجال الحوارات، فالوضع لا يحتمل المماطلات ولا المناورات”، وهو ما عكس وجود مخاوف من أن تتولى شخصية جديدة رئاسة البعثة الأمر الذي قد يبدد طموحات الإسلاميين في التوصل إلى تسوية على مقاسهم تستنسخ تجربة اتفاق الصخيرات الذي أعاد الاعتراف الدولي بهم بعد انقلابهم على نتائج الانتخابات التي أخرجتهم من المشهد.
ورأى باشاغا الذي تربطه علاقة قوية بوزارة الخارجية الأميركية، في تغريدة على حسابه بموقع تويتر أن “الحوار السياسي البنّاء هو السبيل الوحيد لإنقاذ الدولة الليبية من الانقسام السياسي والمؤسساتي”، مؤكدًا أن هذا الانقسام “أدى إلى انهيارات اقتصادية وخدماتية حادة تتطلب معالجات عاجلة دون تردد أو تسويف لأن المواطن ضاق ذرعًا بالفوضى والفساد”.
وتقود الولايات المتحدة جهودا لإنهاء إغلاق منشآت النفط وسط مسعى دبلوماسي أكبر لتعزيز وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق سياسي بين المعسكرين المتناحرين في شرق البلاد وغربها.
وأعلنت السفارة الأميركية في ليبيا في بيان، السبت، أن القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر تعهد بإعادة فتح قطاع الطاقة وإنهاء حصار المنشآت النفطية المستمر منذ شهور لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت الموانئ وحقول الخام ستُفتح مجددا. وقال البيان إن الجيش الوطني الليبي نقل “الالتزام الشخصي للمشير حفتر بالسماح بإعادة فتح قطاع الطاقة بالكامل”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق