نظمت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، بالدار البيضاء، لقاء دراسيا حول موضوع المساواة بين الجنسين.
اللقاء الذي أطره نقيب الصحافيين الزميل عبد الله البقالي، خصص أساسا لتقديم دليل “المساواة بين الجنسين في أجندة 2030:
دور الإعلام والمجتمع المدني”، كدليل مرجعي في مجال تعزيز أداء الإعلاميين والإعلاميات أثناء الاشتغال على أهداف التنمية المستدامة باستحضار المقاربة الحقوقية والجندرية.
ويعتبر الدليل ثمرة جهود مجموعة مهمة من الخبراء في إطار شراكة بين مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث “كوثر”، ومجموعة من المؤسسات التنموية والهيئات المدنية والإعلامية في العالم العربي، من بينها النقابة الوطنية للصحافة المغربية.
ويروم الدليل تقديم مادة معرفية وعملية للفاعلين في مجالات تفعيل أهداف التنمية المستدامة، مع التركيز على دور الإعلاميين ومنظمات المجتمع المدني ومختلف المتدخلين على المستوى المحلي.
وأكد عبد الله البقالي، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، في معرض كلمة بالمناسبة، على أهمية اطلاع الإعلاميين والإعلاميات على منهجية الدليل التي تعتمد التنسيق بين أهداف التنمية المستدامة الـ17 مع التركيز على الهدف الخامس المتعلق بالمساواة بين الجنسين، وذلك من خلال ربط الأهداف والمقاصد والمؤشرات التي تستعرضها أجندة 2030، مشيرا إلى أن الدليل يستمد كذلك أهميته من خبرة مركز “كوثر” الطويلة في المجال وكذا من منهجية الشراكة التي اعتمدها المركز في إعداد الدليل.
واعتبر البقالي أن رجال ونساء الإعلام معنيون أساسيون بهذا الموضوع، لأنهم يواجهون في عملهم اليومي الإشكالات والتعقيدات المرتبطة بتحقيق هدف المساواة بين الجنسين في المجتمع، وذلك من خلال تعاملهم مع قضايا المرأة، وضرورة حرصهم على تفادي كل ما من شأنه المساس بحقوق النساء وصورتهن، علما أن هاته الأخيرة تتعرض يوميا للتشويه والتبضيع والتنميط في وسائل الإعلام، مما يسيء إلى حقوق النساء ويكرس وضعية الحيف واللامساواة في المجتمع.
ومن جهة أخرى، يقول نقيب الصحفيين المغاربة، فإن الموضوع يهم النقابة كذلك كإطار مهني مدافع عن وضعية المرأة الصحافية في المؤسسات الإعلامية المغربية، حتى تتمكن من تعزيز حضورها المهني في ظل الكرامة واحترام الحقوق على قدم المساواة مع زميلها الرجل الصحافي.
وأشار البقالي إلى أن الاشتغال على موضوع المساواة ليس جديدا على النقابة الوطنية للصحافة المغربية التي تتوفر على مجلس للنوع منذ سنوات يقوم بعمل في المستوى، لكنه موضوع متجدد أيضا يفرض نفسه بناء على التزام النقابة المبدئي والدائم بإعمال ثقافة حقوق الإنسان عموما ومناصرة الحقوق الإنسانية للنساء خصوصا، في شراكة فعالة وفعلية مع جميع الأطراف المعنية ومع هيئات المجتمع المدني المشتغلة في الميدان.
وقدمت مينة حوجيب، عضوة المكتب التنفيذي للنقابة، وعضوة الشبكة العربية للتنمية والنوع الاجتماعي “أنجد”، وإحدى المساهمين في إعداد الدليل، عرضا تفصيليا حول هذا الأخير، مشيرة أنه يؤكد على أهمية عدم تجزئة أجندة 2030 وتحقيق الترابط بين مكوناتها وبين الأهداف الـ17 والمقاصد، ووسائل التنفيذ، إذ أن الالتزام بوحدة الأجندة وترابطها أمر حاسم في نجاعة التخطيط التنموي وفي احترام مفهوم التنمية ومنظومة حقوق الإنسان.
ويقترح الدليل التعامل مع الأهداف والمقاصد ضمن المجالات والأبعاد التي تتطرق إليها أجندة 2030 “المجالات الخمسة: الناس، الكوكب، الازدهار، السلم، الشراكة، التي تقابلها أبعاد خمسة للتنمية: الاجتماعي والاقتصادي والبيئي والسياسي والثقافي”.
ويسعى الدليل أيضا إلى توضيح بعد النوع الاجتماعي- الجندري في كل هدف من الأهداف أثناء العرض النظري، وكذا من خلال عدد من دراسات الحالة والتجارب والمشاريع التي تجسد عمل الإعلام والمجتمع المدني على أرض الواقع في عدد من دول العالم العربي من أجل إعمال أهداف ومقاصد التنمية المستدامة. واختار الدليل أن يقدم هذه الأمثلة التطبيقية المأخوذة من الحياة الواقعية، كمادة مفيدة وواضحة للمستخدمين، لاسيما المحليين منهم، من أجل فهم أكثر عمقا للأهداف، وكيفية ترجمتها في العمل الميداني. كما تساعد الممارسين على استكشاف الروابط بين ما يقومون به من مبادرات على الأرض وبين أهداف التنمية المستدامة.
من جهتها، أكدت حنان رحاب، عضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، والتي سيرت هذا اللقاء، أن النقابة تسعى من خلال مثل هذه المبادرات إلى أن تلعب دورها الأساسي في تعزيز تملك الصحافيين والصحافيات لثقافة الحقوق الكونية والمساواة بين الجنسين، وذلك حتى يتمكنوا من لعب دورهم كاملا في تحقيق إعلام هادف وقريب من قضايا وهموم المجتمع، يحترم أخلاقيات المهنة ويطمح إلى تكريس قيم المساواة بين جميع الفئات.
يذكر أن النقابة نظمت في صبيحة نفس اليوم دورة تكوينية داخلية لفائدة صحافيين وصحافيات من مجموعة من المنابر الوطنية حول موضوع “ميثاق أخلاقيات مهنة الصحافة وحقوق الإنسان”، أطره الزميل عبد الكبير اخشيشن رئيس المجلس الوطني للنقابة الوطنية للصحافة المغربية.
سميرة الشناوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق