علم السياسة
يُعدّ علم السياسة أحد أهم العلوم الإنسانية الحديثة والمعاصرة، والذي يُعنى بكل القضايا الدولية والمحلية التي تمسّ الفرد والجماعات، والذي من خلاله يُوزّع النفوذ والقوة والسلطة في الدولة، لضمان الأمان الداخلي والخارجي قدر الإمكان ولأطول مدة ممكنة، مع ضمان تمتع الجميع على أرض البلاد بالحريات المنصوص عليها في مواثيق الأمم المتحدة وفي دستور البلاد. الفكر السياسي الفكر السياسي هو طريقة التفكير أو مجموعة الآراء والنظريات التي تنبثق من علم السياسة، والتي يتبناها عدد من الناس المختصين، ومن خلال هذا الفكر تُراقَب سلوكات الحكومات وتُقيّم وتُنقَد إذا لزم الأمر ضمن حدود الحريات المكفولة في الدستور ودون أي تعدٍّ من فرد على آخر.
أقسام الفكر السياسي:
الفكر السياسي المعتمد على الأفكار المتوارثة إلى الآن، وهذا النوع من التفكير يكون تركيزه الكبير على الزمان والمكان الذي وجدت فيه الأفكار، ومدى الاحتفاظ بها والعمل على تطبيقها، ويركز على السلطة ومتابعة آراء وأفكار الفلاسفة المتعلقة بها عبر الزمن. الفكر السياسي غير المعتمد على زمان ومكان، ويركز على الأفكار نفسها دون الاكتراث بزمانها ومكانها، ويسعى دائمًا إلى تطبيق المناهج والنظريات التجريبية على أرض الواقع.
الفكر السياسي الإسلامي
بما لا شك فيه أنّ الدولة الإسلامية عبر العصور أثبت أنّها دولة قوية سياسيًّا واقتصاديًّا على الرغم من الخلافات التي ظهرت بعد ذلك، وإذا نظرنا إلى عصر الرسول الكريم أنموذجًا، سنلاحظ الحنكة السياسية الكبيرة التي امتاز بها فقد كان قائدًا سياسيًّا محاورًا وقادرًا على جمع الآراء حوله والتعامل مع المعارضين بحنكة وذكاء وعقلانية.
والفكر السياسي الإسلامي زاخر بكل الأفكار والنظريات التي من نشأنها أن تحمل الأمم إلى أعلى المراتب وتضعها في أعلى درجات التقدم والازدهار بين نظيراتها، ولكن للأسف ابتعدت الدول كثيرًا عن الأسس الإسلامية سواءً في مجال السياسة أو الاقتصاد أو في أي مجال آخر، مما جعل الفكر السياسي الإسلامي يبدو ضعيفًا وهشًّا بسبب الأفكار المغلوطة التي تثار حوله وبسبب سيطرة الكثير من المفكرين المتطرفين عليه.
الفكر السياسي المعاصر
هذا الفكر ظهر في القرن العشرين، مع دوران عجلة التطور في العالم بأسره، وأساس هذا الفكر هو الديمقراطية البحتة وتطبيقها بكل حذافيرها خاصة في الدول المتقدمة، فالفكر السياسي المعاصر يتمثل ببلورة مفهوم القوة القومية، وصياغة الأفكار والإيديولوجيات المعاصرة التي من شأنها أن تواكب التطورات الهائلة الحاصلة على الصعيد السياسي، والأهم من هذا وذاك أنّ الفكر السياسي المعاصر ينادي دائمًا بالحرية المطلقة وعلى كل الدساتير أن تكفلها دون حدود ما دامت هذه الحريات لا تضرّ بأمن الدول واستقرارها. ولكن للأسف توجد الكثير من الدول التي لا تحترم الفكر السياسي خاصة الدول النامية، إذ ينبثق منها الكثير من المفكرين الذين يتوجهون إلى الدول الأوروبية المتطورة كلاجئين سياسين ليتمكنوا من التعبير عن آرائهم وأفكارهم السياسية بحرية بعدم صادرة هذا الحق منهم في بلدانهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق