الأزمة الراهنة والميثاق الاقتصادي العربي: إمكانات الخروج المشترك
جواد العناني وإبراهيم بدران
(1)
مع جائحة كورونا، تمر المنطقة العربية بفترة غير مسبوقة من التراجع والتفكك وعدم الاستقرار، وانهيار دول واستباحتها من القوى الخارجية الإقليمية والدولية، إضافة إلى الخروج الجماعي على القانون والدولة، وانفلات المنظمات الإرهابية، واشتداد الانقسامات الدينية والمذهبية والطائفية والقومية، وتكاثر الحركات المتطرّفة، وتفتت الكتلة العربية، وغياب الرأي العربي المتوافق عليه، سواء للدول أو منظمات المجتمع المدني أو النخبة من المفكرين والسياسيين، وفوق ذلك تبعثر الرأي الوطني وضياع البوصلة السياسية والاقتصادية في معظم أقطار المنطقة.
جواد العناني وإبراهيم بدران
(1)
مع جائحة كورونا، تمر المنطقة العربية بفترة غير مسبوقة من التراجع والتفكك وعدم الاستقرار، وانهيار دول واستباحتها من القوى الخارجية الإقليمية والدولية، إضافة إلى الخروج الجماعي على القانون والدولة، وانفلات المنظمات الإرهابية، واشتداد الانقسامات الدينية والمذهبية والطائفية والقومية، وتكاثر الحركات المتطرّفة، وتفتت الكتلة العربية، وغياب الرأي العربي المتوافق عليه، سواء للدول أو منظمات المجتمع المدني أو النخبة من المفكرين والسياسيين، وفوق ذلك تبعثر الرأي الوطني وضياع البوصلة السياسية والاقتصادية في معظم أقطار المنطقة.
لاكمال قراءة الدراسة اضغط هنا
وكان نصيب المنطقة من اللاجئين والنازحين نتيجة ذلك كبيراً، بحيث تجاوزت أعدادهم في بعض الأقطار أكثر من 30% من السكان، بكل الضغوط على الاقتصاد والموارد والأرض والبيئة والمجتمع والمواطن. يضاف إلى ذلك تغوّل إسرائيل على الشعب والأراضي الفلسطينية والأماكن المقدسة والإمعان في تثبيت عنصريتها وأطماعها التوسعية في الاقطار العربية المجاورة وغير المجاورة، وذلك كله بدعم مطلق من الإدارة الأميركية.
تبيّن مجريات الأحداث في المنطقة، بما فيها جائحة كورونا، بوضوح، أن فترة عدم الاستقرار والصراعات المذهبية والسياسية والتدخلات الأجنبية والاعتداءات الإسرائيلية سوف تستمر عدة سنوات. ويختلط في الصراعات الدائرة في المنطقة السياسي بالاقتصادي بالإجتماعي بالفكري بالديني بالإعلامي بالدعاوي بالمخابراتي بالتطرّف بالإرهاب، بأطراف غير محدّدة الهوية وأخرى متسترة الغايات والأهداف. وهذا كله يجعل من الممكن للقوى المتطرّفة أن تتسرّب إلى جسم المجتمع الوطني، وخصوصا فئة الشباب. وجاءت جائحة كورونا لتزيد المشكلات العربية تفاقماً، وقد تستمر الجائحة سنة أو سنتين، حتى يتم تطوير لقاح مضادٍّ لها، بكل ما يرافق ذلك من تداعياتٍ صحيةٍ واقتصادية و اجتماعية مخيفة . الأمر الذي يتطلب خططا وطنيةً تقوم على رؤيةٍ شموليةٍ تعمل الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب والقوى السياسية وقادة الفكر والعلم على تنفيذها فوراً ولفترة كافية.
تبيّن مجريات الأحداث في المنطقة، بما فيها جائحة كورونا، بوضوح، أن فترة عدم الاستقرار والصراعات المذهبية والسياسية والتدخلات الأجنبية والاعتداءات الإسرائيلية سوف تستمر عدة سنوات. ويختلط في الصراعات الدائرة في المنطقة السياسي بالاقتصادي بالإجتماعي بالفكري بالديني بالإعلامي بالدعاوي بالمخابراتي بالتطرّف بالإرهاب، بأطراف غير محدّدة الهوية وأخرى متسترة الغايات والأهداف. وهذا كله يجعل من الممكن للقوى المتطرّفة أن تتسرّب إلى جسم المجتمع الوطني، وخصوصا فئة الشباب. وجاءت جائحة كورونا لتزيد المشكلات العربية تفاقماً، وقد تستمر الجائحة سنة أو سنتين، حتى يتم تطوير لقاح مضادٍّ لها، بكل ما يرافق ذلك من تداعياتٍ صحيةٍ واقتصادية و اجتماعية مخيفة . الأمر الذي يتطلب خططا وطنيةً تقوم على رؤيةٍ شموليةٍ تعمل الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب والقوى السياسية وقادة الفكر والعلم على تنفيذها فوراً ولفترة كافية.
لاكمال قراءة الدراسة اضغط هنا
وفي مثل هذه الظروف، حين تشتد الأزمات وتتفاقم المشكلات، فإن الأنظار تتجه نحو المفكرين المتميزين اصحاب الرؤية الاستشرافية المستقبلية. وفي مقدمة هؤلاء لدينا سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس مجلس أمناء منتدى الفكر العربي، والذي له، ومنذ عدة عقود، مساهماته الدولية والعربية والوطنية الفكرية والإنسانية المرموقة. ومن ضمن ذلك ما وجّه به، قبل سنوات قليلة، بإعداد ميثاقين عربيين، اجتماعي عربي واقتصادي عربي. وكان لنا الشرف، نحن كاتبا هذا المقال، في صياغة النسخة النهائية للميثاق الاقتصادي العربي، والذي أقرّته بالإجماع الهيئة العامة للمنتدى عام 2015، وبعد عدد من جلسات البحث والنقاش شارك فيها مفكّرون عديدون.
وفي مثل هذه الظروف، حين تشتد الأزمات وتتفاقم المشكلات، فإن الأنظار تتجه نحو المفكرين المتميزين اصحاب الرؤية الاستشرافية المستقبلية. وفي مقدمة هؤلاء لدينا سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس مجلس أمناء منتدى الفكر العربي، والذي له، ومنذ عدة عقود، مساهماته الدولية والعربية والوطنية الفكرية والإنسانية المرموقة. ومن ضمن ذلك ما وجّه به، قبل سنوات قليلة، بإعداد ميثاقين عربيين، اجتماعي عربي واقتصادي عربي. وكان لنا الشرف، نحن كاتبا هذا المقال، في صياغة النسخة النهائية للميثاق الاقتصادي العربي، والذي أقرّته بالإجماع الهيئة العامة للمنتدى عام 2015، وبعد عدد من جلسات البحث والنقاش شارك فيها مفكّرون عديدون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق