وقعت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وحركة طالبان اتفاقا "تاريخية" في العاصمة القطرية الدوحة، السبت، يمهد لانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان خلال 14 شهرا، وإنهاء الحرب.
ووقع مبعوث أمريكا إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، ونائب الشؤون السياسية لحركة طالبان، ملا عبد الغني بارادار، الاتفاق، بحضور وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو.
الاتفاق ليس معاهدة سلام بين الجانبين، لكنه يمهد لمحادثات رسمية بين الحركة والحكومة الأفغانية، ومشروط بالتزام طالبان بمحاربة تنظيم داعش والقاعدة.
وأكد حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بيان، تخفيض وجوده العسكري في أفغانستان تماشيا مع الاتفاق، مشيرا إلى أنه سيحمي الشعب الأفغاني، وسيساهم في ضمان عدم ظهور الإرهاب مجددا في البلاد.
وقال مسؤول أمريكي، إنه إذا فشل الحل السياسي، وفشلت المفاوضات، فلا شيء يجبر الولايات المتحدة على سحب جنودها".
والتزم طالبان بحسب نص الاتفاق بعدم السماح لأي من عناصرهم أو لأي أفراد أو جماعات أخرى وبينها القاعدة باستخدام الأرض الأفغانية لتهديد أمن الولايات المتحدة وحلفائها.
وتزامنا مع عملية الانسحاب، من المفترض أن تبدأ مفاوضات سلام مباشرة غير مسبوقة بين الحركة وسلطات كابول بحلول 10 مارس، استكمالا للاتفاق، وفقا لمسؤولين أميركيين.
وقال مسؤول أمريكي، إنّ "الاتفاق ينص على تاريخ 10 مارس، لكن علينا أن نكون واقعيين"، بينما رجّح مسؤول آخر أن تبدأ المفاوضات في النصف الأول من مارس وتعقد في اوسلو.
وبحسب المسؤولين، فإنّ التحدي الرئيسي يكمن في صعوبة تشكيل وفد موحد يجمع الحكومة الأفغانية والمعارضة والمجتمع المدني في ظل الخلافات القائمة حول نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
ومن جانبه، أكد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أن عملية السلام في أفغانستان "لا تزال في بدايتها" لكن الخطوات التي اتخذت خلال الأسابيع الماضية تظهر أن من الممكن تحقيقها.
وقال بومبيو خلال كلمته أثناء مراسم توقيع الاتفاق في قطر، إن تحقيق السلام يتطلب "عملا جديا وتضحيات من جميع الأطراف" للحفاظ على الزخم، وتابع قائلا: "أعلم أنه سيكون هناك إغواء لإعلان النصر".
وشدد على أن النصر للشعب الأفغاني يكمن في تحقيق السلام والازدهار، والنصر للولايات المتحدة يتحقق عندما لا تخاف واشنطن وحلفاؤها من تهديدات الإرهاب القادم من أفغانستان، وسنفعل كل شيء لحماية شعبنا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق