لا خيار أمام طهران سوى الخضوع لإملاءات الاتحاد الأوروبي
النظام الإيراني يفقد هامش المناورة ويجد نفسه مجبرا على الالتزام ببنود الاتفاق النووي.
الثلاثاء 2020/02/04
طهران - قدمت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا فرصة أخيرة أمام طهران من أجل التهدئة والالتزام بما جاء بالاتفاق النووي الإيراني لتفادي التصعيد والاصطفاف بشكل نهائي إلى جانب سياسة العقوبات التي تنتهجها الإدارة الأميركية.
وأجرى وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل محادثات في طهران مع كبار المسؤولين من أجل "التهدئة" اثر التوتر الدولي المتجدد حول المسألة النووية الإيرانية وعدم إيفاء طهران بالتزاماتها أمام الدول الأوروبية.
ويبدو أن طهران مجبرة على الخضوع لاملاءات دول الاتحاد الأوروبي التي سبق أن هددت بفرض عقوبات على النظام الإيراني من شأنها أن تعمق عزلة الجمهورية الإسلامية وتفقدها آخر فرصة لتخفيف التوتر مع الغرب.
وقال مراقبون إن زيارة المسؤول الأوروبي إلى طهران تهدف بالأساس إلى التأكيد على ضرورة التزام إيران بالاتفاق المبرم عام 2015.
وتأتي هذه الزيارة بعد بلوغ التوتر بين الولايات المتحدة وإيران ذروته، عندما وصل الطرفان إلى حافة الحرب للمرة الثانية خلال سبعة أشهر بعد مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني خلال غارة أميركية في بغداد.
والتقى بوريل بعد الظهر وزير الخارجية محمد جواد ظريف والرئيس حسن روحاني، وبعد محادثاته، سعى بوريل إلى أن يؤكد أمام الصحافة على نوايا برلين ولندن وباريس إزاء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.
وقال بيان صادر عن الرئاسة الإيرانية إن روحاني أبلغ بوريل أن بلاده "مستعدة للتعاون مع الاتحاد الأوروبي لحل المشكلات" والعودة "لاحترام التزاماتها "عندما تفي الأطراف الأخرى في الاتفاق" بالتزاماتها بالكامل.
إلا أن روحاني أكد لبوريل أن بلاده لا تزال تنوي في هذه المرحلة الخضوع لـ "عملية المراقبة الحالية" التي تتولاها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال بوريل "لقد طلبت من السلطات الإيرانية، وأعتقد أنها موافقة، على أننا سنواصل نظام التفتيش هذا".
كما التقي بوريل رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، وأشار بيان صادر عن مكتب بوريل إلى أن مهمته ستكون العمل "على خفض التوتر والبحث عن حلول سياسية محتملة للأزمة الحالية".
وأعرب بوريل عن تصميم الاتحاد الأوروبي على حماية الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني الذي أبرم في 2015 في فيينا.
وفشلت إيران في الرهان على حلفائها الأوروبيين لتحقيق أي اختراق في ما يتعلق بملفها النووي بعد أن انضمت كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا إلى موقف الولايات المتحدة المتشدد تجاهها والذي بدا معزولا في أول المطاف.
وباتت الدول الأوروبية ترى في مقترح الرئيس ترامب بشأن اتفاق نووي أشمل مع إيران يتضمن برنامجها الباليستي الحل الأمثل لتجاوز الأزمة، لكن طهران ما زالت تمارس سياسة الهروب إلى الأمام والتي ستؤدي في نهاية المطاف إلى عودة العقوبات الأممية.
ولا تبدو إيران هذه المرة في موقع قوة بعد أن فشلت في الرهان على إحداث شرخ بين أوروبا وواشنطن عبر الفصل بين ملفها النووي وبرنامجها الصاروخي الباليستي بعد أن عدّل الأوروبيون بوصلتهم باتجاه المقاربة الأميركية لحل أزمة الملف النووي.
وفي ظل تصاعد الضغوط الأميركية والتململ الداخلي على خلفية تدهور الوضع الاقتصادي للبلاد وبورز بوادر انتفاضة على نظام ولاية الفقيه، بات النظام في موقف لا يحسد عليه ويبحث عن أي مخرج يفك عزلته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق