جاء في مقال نشرته صحيفة ذي غارديان البريطانية أن الانتخابات الرئاسية الأميركية للعام 2020 ستدور حول استحقاقات المواطنين المتعلّقة بقضايا مثل العرق والهجرة وحقوق المواطنين الأصليين.
وأبرزت الصحيفة في مقال للكاتبة نسرين مالك أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب يلعب على وتر الهوية، ويستخدم سياسة "الهوية البيضاء"، التي تركز على العرق الأبيض، وتسعى لوقف الهجرة، وذلك لتحقيق مكاسب انتخابية، وأنه قد تمكن من تشكيل تحالفات سياسية حصرية تعكس رؤيته وتنأى به عن سياسات الحزب الجمهوري التقليدية التي تمثل القاعدة العريضة.
ورأت الكاتبة أن الديمقراطيين لا يزالون غير قادرين على الانخراط في حروب الهوية التي يراهن عليها ترامب كأهم عامل في إستيراتيجيته لحملة الانتخابات الرئاسية القادمة؛ نظرا لنجاعتها في تحقيق الفوز.
وقالت إن إحجام الديمقراطيين عن توظيف الهوية في الحملة الانتخابية لا يعود فقط لنجاح اليمين في إقناع الناخبين بأن الديمقراطيين يستخدمون قضايا الهوية على حسابهم ويركزون على الأقليات، بل يعود أيضا إلى نجاحه في ترسيخ تلك التهمة في أذهان الساسة الديمقراطيين أنفسهم. معتبرة أنه لا يوجد نجاح في المعارك السياسية يضاهي إقناع الخصم بأنه على خطأ.
قيادة الحزب الديمقراطي ترددت في الدفاع عن النائبات الديمقراطيات الأربع اللائي ينتمين لأقليات أمام استهداف ترامب العنصري لهن (الفرنسية)
استهداف عنصري
وأشارت إلى أن الخوف من ترسخ الاتهام المتعلق بالتركيز على الأقليات ترجمه تردد قادة الحزب الديمقراطي في الدفاع بشكل كاف عن النائبات الديمقراطيات الأربع اللائي ينتمين لأقليات أمام استهداف ترامب العنصري لهن.
وكان ترامب شن هجوما على النائبات الديمقراطيات اللائي وجهن له انتقادات، وهن إلهان عمر من مينيسوتا، وألكسندريا أوكاسيو-كورتيز من نيويورك، ورشيدة طليب من ميشيغان، وأيانا بريسلي من ماساتشوستش، وطالبهن "بالعودة" من حيث أتين، رغم أنهن أميركيات، وولدت ثلاث منهن في الولايات المتحدة.
وبينت الكاتبة أن اعتقاد السواد الأعظم من الديمقراطيين بأن التصدي لإساءات ترامب العنصرية بشكل مباشر يعد أسلوبا راديكاليا هو اعتقاد في غير محله وفكرة عفا عليها الزمن، ومن شأنها الحد من قدرة الديمقراطيين على الفوز، نظرا لخسارة أصوات المعتدلين.
وتحدثت نسرين مالك عن بعض الأساليب التي ينبغي على الديمقراطيين اتباعها للفوز على ترامب في الانتخابات القادمة.
وقالت إن على الديمقراطيين -إذا أرادوا تحقيق الفوز في الانتخابات القادمة- عدم الإحجام عن الخوض في قضايا الهوية والهجرة وإبراز الخلل في سياسات ترامب التحريضية القائمة على توظيف الهوية، التي تجعل العالم أقل أمانا للجميع.
وأشارت إلى أن البحث عن التغيير كان الدافع وراء انتخاب الأميركيين كلا من أوباما وخلفه ترامب، فقد أكد استطلاع لآراء الناخبين بولاية أوهايو أجرته صحيفة نيويورك تايمز أن العديد منهم اختاروا ترامب للسبب نفسه الذي اختاروا أوباما من أجله؛ وهو "رغبتهم العميقة في التغيير".
وقالت إن على الديمقراطيين توظيف الأدوات نفسها التي يوظفها ترامب لضمان الفوز في الانتخابات، وعدم الترفع عن الخوض في قضايا العرق والهجرة.
المصدر : الجزيرة,غارديان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق