أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الأربعاء، أن القوات الأميركية أو العراقية لم تتكبد أية خسائر بشرية في القصف الصاروخي الإيراني على قاعدتين عسكريتين في العراق.
وقال ترمب في كلمة ألقاها في البيت الأبيض أشارت إلى رغبة في عدم تصعيد الأزمة مع إيران: "لم يصب أميركيون في هجوم الليلة الماضية الذي شنه النظام الإيراني... لم نتعرض لأي خسائر".
وأضاف: "تحملت الدول سلوك إيران لوقت أطول من اللازم وهذه الأيام انقضت"، وجدد تأكيده أن قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس" الذي قتل بضربة أميركية، كان يخطط لهجمات على أهداف أميركية. وتابع "القضاء على سليماني بعث برسالة قوية للإرهابيين المحتملين".
وطالب الرئيس الأميركي إيران بالتخلي عن طموحاتها النووية وإنهاء الدعم للإرهاب، مضيفا أن "سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية يهدد العالم المتحضر".
كما أعلن ترمب فرض "عقوبات إضافية" فورية على طهران، داعيا القوى الكبرى وفي مقدمتها الأوروبيون إلى الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني. وطالب حلف شمال الأطلسي بالاضطلاع بدور أكبر في الشرق الأوسط.
وأضاف: "ومع ذلك فإن امتلاكنا لهذا العتاد والجيش العظيم لا يعني بالضرورة استخدامه. لا نرغب في استخدامه. القوة الأميركية العسكرية والاقتصادية هي أفضل رادع".
وهذا هو النص الكامل لخطاب ترمب:
"طالما أنا رئيس الولايات المتحدة، فلن يُسمح لإيران مطلقًا بامتلاك سلاح نووي.. صباح الخير.
يسرني أن أبلغكم أن الشعب الأميركي يجب أن يكون في غاية الامتنان والسعادة. لم يصب أي أميركي في هجوم الليلة الماضية من قبل النظام الإيراني. لم نعانِ من خسائر. جميع جنودنا في أمان ولم يسفر الهجوم سوى عن أضرار طفيفة بالقاعدتين العسكريتين التابعتين لنا.
قواتنا الأميركية العظيمة مستعدة لأي شيء. يبدو أن إيران قررت التوقف عند هذا الحد، وهذا شيء جيد لجميع الأطراف المعنية وشيء جيد للغاية بالنسبة للعالم.
لم يسفر هجوم البارحة عن سقوط أرواح أميركية أو عراقية بسبب الاحتياطات التي اتخذت، ونتاجا لنظام الإنذار المبكر الذي كان يعمل بشكل جيد للغاية. أحيي مهارة وشجاعة العسكريين الأميركيين من الرجال والنساء.
لفترة طويلة جدا، وعلى وجه الدقة منذ عام 1979، تحمّلت دول العالم سلوك إيران المدمر والمزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط وخارجه. تلك الأيام قد ولت. كانت إيران الراعي الرئيسي للإرهاب، وسعيها للحصول على الأسلحة النووية يهدد العالم المتحضر. لن ندع ذلك يحدث أبداً.
في الأسبوع الماضي، اتخذنا إجراءات حاسمة لحرمان إرهابي لا يرحم من تهديد حياة الأميركيين. لقد قام الجيش الأميركي بتوجيه مني شخصيا بالتخلص من أكبر إرهابي في العالم، قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني.
كان سليماني شخصياً مسؤولاً عن بعض أسوأ الأعمال الوحشية. قام بتدريب الجيوش الإرهابية، بما في ذلك حزب الله، وشن ضربات إرهابية ضد أهداف مدنية.
سليماني قتل بوحشية الآلاف من القوات الأميركية
لقد أشعل الحروب الأهلية الدموية في جميع أنحاء المنطقة. لقد جرح وقتل بوحشية الآلاف من القوات الأميركية، بما في تلغيم الطرقات بمتفجرات تشوه الضحايا وتقطع أوصالهم.
لقد أشرف سليماني على الهجمات الأخيرة على أفراد أميركيين في العراق مما أسفر عن إصابة أربعة من أفراد الخدمة بجروح بالغة وقتل أميركي واحد (من أصل عراقي).
كما أشرف سليماني على تدبير الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد.
وفي في الأيام الأخيرة، كان يخطط لهجمات جديدة على أهداف أميركية. لكننا أوقفناه. كانت أيدي سليماني ملطخة بالدماء الأميركية والإيرانية. كان يجب أن يتم التخلص منه منذ فترة طويلة.
وبإزاحة سليماني من الوجود، أرسلنا رسالة قوية إلى الإرهابيين: إذا كنتم راغبون في الحفاظ على حياتكم، فلا تهددوا حياة شعبنا.
بينما نواصل تقييم خيارات الرد على العدوان الإيراني، ستفرض الولايات المتحدة على الفور عقوبات اقتصادية إضافية على النظام الإيراني. ستبقى هذه العقوبات القوية حتى تغير إيران سلوكها.
في الأشهر الأخيرة وحدها، استولت إيران على سفن في المياه الدولية، وشنت هجمات غير مبرر على المملكة العربية السعودية وأسقطت طائرتين بدون طيار تابعتين للولايات المتحدة. زادت الأعمال العدائية الإيرانية بشكل كبير بعد توقيع الاتفاقية النووية الإيرانية الحمقاء في عام 2013، وتم منحها 150 مليار دولار، ناهيك عن 1.8 مليار دولار نقدًا.
بدلاً من أن يشكر الإيرانيون الولايات المتحدة، هتفوا "الموت لأمريكا". في الواقع، هتفوا "الموت لأمريكا" في يوم توقيع الاتفاق. ثم مولت إيران موجات إرهابية من أموال الصفقة وصنعت الجحيم في اليمن وسوريا ولبنان وأفغانستان والعراق.
الصواريخ التي أطلقت علينا الليلة الماضية تم دفع ثمنها من الأموال التي سلمتها لهم الإدارة الأميركية السابقة. كما شدد النظام إلى حد كبير الخناق على الشعب الإيراني.
قتل النظام الإيراني أكثر من 1500 من المشاركين في التظاهرات
حتى الآن، قتل النظام الإيراني أكثر من 1500 من المشاركين في التظاهرات الاحتجاجية التي تجري في جميع أنحاء إيران.
الاتفاق النووي المعيب للغاية مع إيران ستنتهي صلاحيته قريبًا على أي حال. إن ذلك الاتفاق يمنح إيران طريقًا واضحًا وسريعًا للتسلح النووي.
يجب على إيران أن تتخلى عن طموحاتها النووية وأن تنهي دعمها للإرهاب. لقد حان الوقت لأن تعترف المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وروسيا والصين بهذا الواقع. يجب عليهم الآن الابتعاد عن تنفيذ ما تبقى من الاتفاق النووي مع إيران. ويجب علينا جميعًا العمل سويًا من أجل عقد اتفاق جديد مع إيران يجعل العالم أكثر أمانًا وأكثر سلما.
يجب علينا أيضًا إبرام صفقة تسمح لإيران بالنمو والازدهار والاستفادة من إمكاناتها الهائلة غير المستغلة. يمكن أن تكون إيران دولة عظيمة. لا يمكن أن يسود السلام والاستقرار في الشرق الأوسط طالما استمرت إيران في إثارة العنف والاضطرابات والكراهية والحرب. يجب على العالم المتحضر إرسال رسالة واضحة وموحدة إلى النظام الإيراني: دعمك للإرهاب والقتل والفوضى لن يتم التسامح معه بعد الآن. لن يسمح للنظام الإيراني في المضي قدما.
أعيد بناء الجيش الأميركي
اليوم، سأطلب من حلف الناتو أن يشارك بشكل أكبر في الشرق الأوسط. خلال السنوات الثلاث الماضية تحت قيادتي، أصبح اقتصادنا أقوى من أي وقت مضى، وحققت أميركا استقلالها في مجال الطاقة.
تبرز هذه الإنجازات التاريخية أولوياتنا الاستراتيجية - إنها إنجازات لم يكن أحد يعتقد أنها ممكنة - وأصبحت الخيارات في الشرق الأوسط متاحة. نحن الآن المنتج الأول للنفط والغاز الطبيعي في أي مكان في العالم. أصبحنا مستقلين ولم نعد نحتاج إلى نفط الشرق الأوسط. أعيد بناء الجيش الأميركي بالكامل تحت إدارتي، بتكلفة 2.5 تريليون دولار. القوات المسلحة الأميركية أقوى من أي وقت مضى. صواريخنا كبيرة وقوية ودقيقة ومميتة وسريعة. ولا يزال تحت الإنشاء العديد من الصواريخ التي تفوق سرعة الصوت.
حقيقة أن لدينا هذا الجيش العظيم والمعدات، ومع ذلك، لا يعني أن لدينا الرغبة لاستخدامها. نحن لا نريد استخدامها. القوة الأميركية، العسكرية والاقتصادية على حد سواء، هي أفضل رادع.
قتلنا الزعيم المتوحش لداعش، البغدادي
قبل ثلاثة أشهر، بعد تدمير 100 في المائة من تنظيم داعش ومناطق الخلافة، قتلنا الزعيم المتوحش لداعش، البغدادي، الذي كان مسؤولاً عن الكثير من جرائم القتل، بما في ذلك قطع الرؤوس الجماعية للمسيحيين والمسلمين وجميع الذين وقفوا في طريقه. كان وحشا بكل ما في هذه الكلمة من معنى. كان البغدادي يحاول مرة أخرى إعادة بناء خلافة داعش لكنا قطعنا عليه الطريق. قُتل عشرات الآلاف من مقاتلي داعش أو أسروا خلال إدارتي. داعش عدو طبيعي لإيران. تدمير داعش أمر جيد لإيران. ويجب أن نعمل معًا على هذه الأولويات وغيرها من الأولويات المشتركة.
أخيرًا، إلى شعب وقادة إيران: نريد لكم مستقبلا عظيما، مستقبلا تستحقه، مستقبلا مليء بالازدهار داخل إيران وقائم على الوئام مع دول العالم. الولايات المتحدة مستعدة لتبني السلام مع كل من يسعون إليه".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق