بعد أسبوع من تصفية قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، بضربة أميركية في بغداد، تستعرض صحيفة "لوفيغارو" الأسئلة الرئيسية المتعلقة بالعملية.
كيف تم تتبع قاسم سليماني من بيروت إلى بغداد؟
في صباح يوم الخميس، الثاني من يناير، هبط قائد فيلق القدس في مطار دمشق في سوريا قبل أن يتوجه إلى بيروت. وفي لبنان، تُظهر الصور التي نُشرت بعد وفاته على الشبكات الاجتماعية أنه التقى حسن نصر الله، المُتتبَّع أيضًا ولكن من قِبل إسرائيل، والذي يرأس حزب الله، أقوى أذرع إيران في الشرق الأوسط. ونلاحظ نصر الله بدون العمامة السوداء. ولبضع ساعات كانا يناقشان التوتر المتزايد في العراق، الذي تشعله الميليشيات الطائفية الموالية لإيران والتي حاولت، قبل ذلك بيوم واحد، اقتحام السفارة الأميركية في بغداد.
وفي نهاية فترة ما بعد الظهيرة، توجه سليماني إلى دمشق، التي صعد فيها على متن الرحلة SAW501 التابعة لشركة أجنحة الشام للطيران والمتجهة لبغداد، والتي كان من المفترض أن تقلع في الساعة 8:20 مساءً إلا أنها تأخرت حتى الساعة 10:18 مساءً. وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد فرضت عقوبات على شركة الطيران تلك بسبب "نقلها لمعدات عسكرية إلى سوريا"، وفي منتصف ديسمبر، جمّدت وزارة النقل السورية أصولا لمالكها، رجل الأعمال عصام شموط. نجد بين الركاب الجنرال الإيراني محاطًا بالعديد من المتعاونين. هبطت الطائرة في الساعة 12:32 بعد منتصف الليل في منطقة الشحن بمطار بغداد. وبحسب ما قاله مصدر عراقي في بغداد لصحيفة "لوفيغارو" "لم يمر سليماني عبر صالة السفر". ولدخول العراق لا يحتاج سليماني إلى تأشيرة، سواءً كان ذلك عن طريق المطار أو عبر المعابر الحدودية بين البلدين.
قاسم سليماني وأبومهدي المهندس "أرشيفية"
في المطار، ذلك المساء، قام باستقباله ذراعه اليمنى، العراقي أبومهدي المهندس، الذي يرأس ميليشيا كتائب حزب الله، التي قتلت مقاولًا أميركيا في قاعدة عراقية، قبل ذلك ببضعة أيام. بعد ذلك تبادل الرجلان والوفد المرافق لهما بضع كلمات في الصالة "الرئاسية". "ليست تلك التابعة للمطار، إنما صالة أخرى أكبر، كان يستضيف فيها صدام حسين زواره المميزين"، كما يقول المصدر العراقي. وبعد بضع دقائق، استقل الرجلان نفس السيارة، تويوتا أفالون، التي سحقها في تمام الساعة 12:45 صباحًا صاروخ هيلفاير أطلقته طائرة مسيرة. ووفقًا لتحقيقات الشرطة العراقية، سقطت القذيفة على أبو مهدي، ممزقةً جسده - ستقوم إيران بتحليل الحمض النووي أثناء جنازته في طهران - بينما سيتم تحليل ذراع وجزء من رأس سليماني. فيما سيسهل خاتم مرصع بحجر أحمر غامق عملية التعرف على جسده.
من أين أقلعت الطائرة؟
خلال فترة ما بعد ظهر يوم الخميس، 2 يناير، ذهب فريق من الأميركيين إلى المطار لإيقاف الرادارات المدنية، حسبما قال نائب عراقي سابق لـ"لوفيغارو". يقول متخصص في الطيران: "ربما أراد الأميركيون فصل ذاكرة الرادارات لمحو كل آثار ضربات الطائرة المسيرة". هذه الرادارات تم تسليمها من قبل شركة ريثيون الأميركية. وتم استخدام طائرة مسيرة من طراز MQ-9 Reaper في اغتيال سليماني. وفيما يخص مكان انطلاق الطائرة، هناك احتمالان: الكويت لكن الأرجح انطلقت من قطر، حيث توجد أكبر قاعدة أميركية في الشرق الأوسط، المكان الذي تنطلق منه عادةً الطائرات المسيرة. في اليوم التالي، توجه وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى طهران.
من جانبها، تحرص إيران على الحفاظ على علاقاتها مع قطر. يقول خبير خليجي في باريس "كان من المهم أن تحفظ قطر ماء وجهها". ومباشرةً بعد ضربة الطائرة المسيرة، قام فريق من العراقيين المقربين من إيران بتفتيش المطار، وفقًا لشاهد وصل على متن رحلة أخرى. كما اعتقلت السلطات في بغداد سوريا كان أحد أفراد الطاقم وعراقيا وشخصا يعمل في جهاز المخابرات الوطني العراقي - جهاز المخابرات الخارجية المقرب من الولايات المتحدة. وتشترك في أمن المطار الشركة البريطانية G4S للتفتيش، التي تعمل تحت سلطة جهاز الأمن الوطني، مع المخابرات العراقية.
سليماني وخاتمه الشهير بيده بعد مقتله
هل لعبت إسرائيل دوراً في القضاء على سليماني؟
عندما قرر دونالد ترمب القضاء على قاسم سليماني، بعد وقت قصير من محاولة الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد في 31 ديسمبر، لم يكن لدى أجهزة المخابرات الأميركية، التي كانت تتعقبه لفترة طويلة، الموقع الدقيق لهدفهم، وذلك وفقًا للصحافة الأميركية. لكن "الآذان الكبيرة" للبنتاغون أو لوكالة المخابرات المركزية كانت تعلم بأن الإيراني كان يسافر في الشرق الأوسط.
فهل وفر الموساد، خلال مراقبة حسن نصر الله، موقع سليماني أثناء مروره على بيروت؟
في البداية، كانت إسرائيل متحفظة إلى حد ما فيما يخص تصفية أحد أعدائها الرئيسيين. فيشكك العديد من الخبراء في أن الولايات المتحدة كانت بحاجة إلى مساعدة إسرائيلية. يقول أحد هؤلاء الخبراء: "قد تكون المساعدة الإسرائيلية مهمة في منطقة يقل فيها عدد وسائل الاستشعار الأميركية أو في منطقة يحتاجون فيها إلى نشر موارد استخباراتية بشرية، وهو ما لا ينطبق على العراق ولبنان".
هل أتى برسالة تهدئة للمملكة العربية السعودية؟
هذا ما أكده رئيس الوزراء العراقي المستقيل، عادل عبدالمهدي، أمام البرلمان: "كان من المفترض أن أقابل سليماني يوم قتله، لقد جاء ليُسلم رسالة من إيران رداً على الرسالة التي أوصلناها من السعودية إلى إيران". لذلك كانت رحلة سليماني على خطوط اعتيادية وكان عدد أفراد جهازه الأمني قليلا. ولكن بالنسبة للولايات المتحدة، كان سليماني بعيدًا كل البعد عن العمل كوسيط بين الرياض وطهران، فكان الهدف من مجيئه هو الإعداد لحملة من الهجمات ضد الأميركيين في العراق، بيد أن واشنطن لم تستطع تقديم أي دليل يدعم هذه الفرضية.
وعند سؤال "لوفيغارو" لدبلوماسي أوروبي، في بغداد، لم يصدق الأخير ما قاله عادل عبدالمهدي، فبالنسبة له، تتواصل المملكة العربية السعودية وإيران عن طريق باكستان أو اليابان. يقول النائب العراقي المذكور آنفًا: "لقد التقيته عدة مرات في طهران عندما كان من المقرر تعييني وزيراً قبل بضع سنوات. كان سليماني يعرف كل تفاصيل الحياة السياسية العراقية. كان يتحدث اللغة العربية جيدًا، وكنا نتحدث معه بها، لكنه كان يجيبنا باللغة الفارسية. وعندما نتركه، كان يستقل السيارة الـ"بيجو" التي يقودها دون جهاز أمني كبير على ما يبدو. فقد كان يشعر بأنه لا يمكن المساس به".
في المطار، ذلك المساء، قام باستقباله ذراعه اليمنى، العراقي أبومهدي المهندس، الذي يرأس ميليشيا كتائب حزب الله، التي قتلت مقاولًا أميركيا في قاعدة عراقية، قبل ذلك ببضعة أيام. بعد ذلك تبادل الرجلان والوفد المرافق لهما بضع كلمات في الصالة "الرئاسية". "ليست تلك التابعة للمطار، إنما صالة أخرى أكبر، كان يستضيف فيها صدام حسين زواره المميزين"، كما يقول المصدر العراقي. وبعد بضع دقائق، استقل الرجلان نفس السيارة، تويوتا أفالون، التي سحقها في تمام الساعة 12:45 صباحًا صاروخ هيلفاير أطلقته طائرة مسيرة. ووفقًا لتحقيقات الشرطة العراقية، سقطت القذيفة على أبو مهدي، ممزقةً جسده - ستقوم إيران بتحليل الحمض النووي أثناء جنازته في طهران - بينما سيتم تحليل ذراع وجزء من رأس سليماني. فيما سيسهل خاتم مرصع بحجر أحمر غامق عملية التعرف على جسده.
من أين أقلعت الطائرة؟
خلال فترة ما بعد ظهر يوم الخميس، 2 يناير، ذهب فريق من الأميركيين إلى المطار لإيقاف الرادارات المدنية، حسبما قال نائب عراقي سابق لـ"لوفيغارو". يقول متخصص في الطيران: "ربما أراد الأميركيون فصل ذاكرة الرادارات لمحو كل آثار ضربات الطائرة المسيرة". هذه الرادارات تم تسليمها من قبل شركة ريثيون الأميركية. وتم استخدام طائرة مسيرة من طراز MQ-9 Reaper في اغتيال سليماني. وفيما يخص مكان انطلاق الطائرة، هناك احتمالان: الكويت لكن الأرجح انطلقت من قطر، حيث توجد أكبر قاعدة أميركية في الشرق الأوسط، المكان الذي تنطلق منه عادةً الطائرات المسيرة. في اليوم التالي، توجه وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى طهران.
من جانبها، تحرص إيران على الحفاظ على علاقاتها مع قطر. يقول خبير خليجي في باريس "كان من المهم أن تحفظ قطر ماء وجهها". ومباشرةً بعد ضربة الطائرة المسيرة، قام فريق من العراقيين المقربين من إيران بتفتيش المطار، وفقًا لشاهد وصل على متن رحلة أخرى. كما اعتقلت السلطات في بغداد سوريا كان أحد أفراد الطاقم وعراقيا وشخصا يعمل في جهاز المخابرات الوطني العراقي - جهاز المخابرات الخارجية المقرب من الولايات المتحدة. وتشترك في أمن المطار الشركة البريطانية G4S للتفتيش، التي تعمل تحت سلطة جهاز الأمن الوطني، مع المخابرات العراقية.
سليماني وخاتمه الشهير بيده بعد مقتله
هل لعبت إسرائيل دوراً في القضاء على سليماني؟
عندما قرر دونالد ترمب القضاء على قاسم سليماني، بعد وقت قصير من محاولة الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد في 31 ديسمبر، لم يكن لدى أجهزة المخابرات الأميركية، التي كانت تتعقبه لفترة طويلة، الموقع الدقيق لهدفهم، وذلك وفقًا للصحافة الأميركية. لكن "الآذان الكبيرة" للبنتاغون أو لوكالة المخابرات المركزية كانت تعلم بأن الإيراني كان يسافر في الشرق الأوسط.
فهل وفر الموساد، خلال مراقبة حسن نصر الله، موقع سليماني أثناء مروره على بيروت؟
في البداية، كانت إسرائيل متحفظة إلى حد ما فيما يخص تصفية أحد أعدائها الرئيسيين. فيشكك العديد من الخبراء في أن الولايات المتحدة كانت بحاجة إلى مساعدة إسرائيلية. يقول أحد هؤلاء الخبراء: "قد تكون المساعدة الإسرائيلية مهمة في منطقة يقل فيها عدد وسائل الاستشعار الأميركية أو في منطقة يحتاجون فيها إلى نشر موارد استخباراتية بشرية، وهو ما لا ينطبق على العراق ولبنان".
هل أتى برسالة تهدئة للمملكة العربية السعودية؟
هذا ما أكده رئيس الوزراء العراقي المستقيل، عادل عبدالمهدي، أمام البرلمان: "كان من المفترض أن أقابل سليماني يوم قتله، لقد جاء ليُسلم رسالة من إيران رداً على الرسالة التي أوصلناها من السعودية إلى إيران". لذلك كانت رحلة سليماني على خطوط اعتيادية وكان عدد أفراد جهازه الأمني قليلا. ولكن بالنسبة للولايات المتحدة، كان سليماني بعيدًا كل البعد عن العمل كوسيط بين الرياض وطهران، فكان الهدف من مجيئه هو الإعداد لحملة من الهجمات ضد الأميركيين في العراق، بيد أن واشنطن لم تستطع تقديم أي دليل يدعم هذه الفرضية.
وعند سؤال "لوفيغارو" لدبلوماسي أوروبي، في بغداد، لم يصدق الأخير ما قاله عادل عبدالمهدي، فبالنسبة له، تتواصل المملكة العربية السعودية وإيران عن طريق باكستان أو اليابان. يقول النائب العراقي المذكور آنفًا: "لقد التقيته عدة مرات في طهران عندما كان من المقرر تعييني وزيراً قبل بضع سنوات. كان سليماني يعرف كل تفاصيل الحياة السياسية العراقية. كان يتحدث اللغة العربية جيدًا، وكنا نتحدث معه بها، لكنه كان يجيبنا باللغة الفارسية. وعندما نتركه، كان يستقل السيارة الـ"بيجو" التي يقودها دون جهاز أمني كبير على ما يبدو. فقد كان يشعر بأنه لا يمكن المساس به".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق