أعلنت حديقة حيوانات الجيزة في مصر، وهي واحدة من أكبر حدائق الحيوان فى العالم، نفوق أخر فيل لديها عن عمر بلغ 40 عاما.
ونفقت أنثى الفيل الملقبة باسم"نعيمة" يوم الأحد، بعد ساعات من إصابتها بجلطة في القلب، حسبما قال محمد رجائي، مدير عام حدائق الحيوان في مصر، لمراسل بي بي سي في القاهرة عبد البصير حسن.
وكانت "نعيمة" تعرف بشراستها، بعد أن تسببت في قتل ذكرها، الذي نفق "متأثرا بضربة قوية" منها.
وبحسب مسؤولي الحديقة كانت الفيلة "نعيمة" طبيعية السبت الماضي، لكنها سقطت على الأرض متألمة الأحد، وتم على الفور استدعاء طاقم من الأطباء البيطرين، لكنها لفظت أنفاسها الأخيرة أثناء العلاج الأولي في وجود الأطباء.
"نعيمة الشرسة"
والفيلة "نعيمة" مسجلة بهذا الإسم في سجلات الحديقة، منذ أن جاءت إليها عام 1983 برفقة فيل ذكر، لكنه نفق "متأثرا بضربة قوية من نعيمة"، وبقيت هي وحيدة قيد السلاسل لسنوات طويلة بسبب شراستها.
وقال مدير حدائق الحيوان في مصر إن "نعيمة" تسببت في وقت سابق في مقتل أحد عمال الحراسة، عندما قبضت عليه بخرطومها، لكن عاملا أخر بالحديقة تمكن لاحقا من ترويضها، بعد سنوات طويلة من خدمته لها، وتم فك أغلالها قبل أربع سنوات فقط، لتتحرك بحرية، وصارت "مطيعة ومتجاوبة معه ومع الجمهور بشكل رائع".
وتنحدر "نعيمة" من سلالة الفيل الأفريقي، الذي يعد أضخم الثدييات المتبقية حية على اليابسة.
ونعت حديقة حيوانات الجيزة الفيلة "نعيمة"، عبر صفحتها على موقع فيسبوك، وكتبت: "تنعي الإدارة المركزية لحدائق الحيوان (إلى) جميع محبي الحديقة، والعاملين بها من أطباء وكلافين فقدانهم نعيمة، أنثى الفيل الأفريقي التي عاشت طوال حياتها في الحديقة متمتعة بزياراتهم".
وبينما أعرب بعض زوار الحديقة عن حزنهم لموت الفيلة "نعيمة" واسترجعوا ذكرياتهم معها، انتقد آخرون المعاملة "السيئة"، التي كانت تتلقاها أنثى الفيل من إدارة الحديقة.
وحتى ثمانينيات القرن الماضي، كان بحديقة حيوان الجيزة ستة أفيال من أصول أسيوية وأفريقية نفقت تباعا. وفي عام 2016 نفقت الفيلة الأسيوية "كريمة"، بعد عقود من قدومها للحديقة وعرضها للجمهور في ساحة مفتوحة، لتصبح "نعيمة" آخر الأفيال بالحديقة.
وقال محمد رجائي إن الحديقة تعتزم استقدام ذكر وأنثى فيل جديدين، لكن الأمر سيستغرق بعض الوقت، للتنسيق مع حكومات أفريقية أو أسيوية لوجود اتفاقية تنظم نقل الفيلة، بإعتبارها حيوانات مهددة بالأنقراض.
وتقع حديقة حيوانات الجيزة على الضفة الغربية لنهر النيل بالعاصمة المصرية، وتبلغ مساحتها نحو 80 فدانا.
وبدأت الحديقة كحديقة نباتيه، تحوي مجموعة من أندر النباتات من شتى بقاع الأرض. وكان أول من فكر فى إنشائها الخديوى إسماعيل، الذي حكم مصر في الفتر ة ما بين عامي 1863 و 1878، وافتتحت الحديقة فعليا للجمهور في عهد نجله، الخديوي توفيق، فى الأول من مارس/ آذار عام 1891.
ويوجد في الحديقة قرابة ستة آلاف حيوان من نحو 175 نوعا، بينها أنواع نادرة من التماسيح والأبقار الوحشية، ويزورها مئات الآلاف من المصريين والأجانب سنويا، لاسيما في الأعياد والعطلات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق