في وقت حرج بالنسبة للعلاقات الأمريكية- الصينية، وفي خضم حرب تجارية مريرة بين الجانبين، ووسط تنافسهما على الهيمنة العسكرية والتجارية في المحيط الهادئ، تفجرت أمس حرب كلامية بين نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس والسلطات الصينية.
وبحسب "الفرنسية"، نددت بكين أمس بـ"عجرفة ونفاق" نائب الرئيس الأمريكي بعد أن أبدى دعمه للمتظاهرين المطالبين بالديمقراطية في هونج كونج، مؤكدة أن أمريكا تخلت عن أخلاقها ومصداقيتها، وأنه لا قوة في العالم ستمنع تقدم ثاني أكبر اقتصاد عالمي.
وردت الصين على انتقادات بنس لوضع حقوق الإنسان في الصين، ووصفت خطابه بأنه "أكاذيب"، وعنفته بسبب ما رأته تجاهلا للمشكلات الداخلية في بلاده مثل العنصرية وتفاوت الثروات، حسبما أفادت وكالة أنباء "بلومبيرج".
وانتقد بنس في خطاب طال انتظاره تصرفات الصين ضد متظاهر هونج كونج، رغم أنه دعا إلى مزيد من الارتباط بين أكبر اقتصادين في العالم، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تقف مع المتظاهرين في هونج كونج، متهما بكين بتقليص حقوق سكان المدينة وحرياتهم.
واتهمت هوا، نائب الرئيس الأمريكي بالسعي "لتمزيق وحدة الصين، أو استقرارها الداخلي"، ووصفت هونج كونج وتايوان ومنطقة شينجيانج في أقصى غرب الصين بأنها "شؤون داخلية".
وأضافت هوا: "تخلت الولايات المتحدة بالفعل عن أخلاقها ومصداقيتها ونحتها جانبا. ونأمل أن يتمكن الأمريكيون من النظر إلى أنفسهم في المرآة لإصلاح مشكلاتهم وترتيب البيت الداخلي".
وناقش مسؤولو البيت الأبيض منذ أسابيع مدى مستوى الانتقاد، الذي يفترض أن يوجهه بنس، مؤكدين خطورة تصريحاته، التي تأتي قبل يوم واحد فقط من حديث منتظر لمفاوضي البلدين بشأن التقدم، الذي تم إحرازه للتوصل إلى المرحلة الأولى من اتفاق تجاري.
وكان نائب الرئيس الأمريكي حريصا على موازنة انتقاداته بمد يده بغصن زيتون، حيث أشار بنس، إلى أنه بدلا من "الفصل" بين البلدين تسعى الولايات المتحدة "إلى الانخراط مع الصين وإلى انخراط الصين بشكل أوسع مع العالم".
وفي خضم مفاوضات مستمرة حول اتفاق تجاري وشيك بين أكبر اقتصادين في العالم، ذكر بنس، أن الولايات المتحدة تريد في نهاية المطاف علاقة "بناءة" مع الصين، لافتا إلى أن "الولايات المتحدة لا تسعى إلى مواجهة مع الصين. نحن نسعى إلى ساحة لعب متكافئة وأسواق مفتوحة وتجارة عادلة واحترام لقيمنا".
وصرح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب منتصف الأسبوع الماضي "نعتقد أننا سنتمكن من توقيع وثيقة مكتملة مع الصين بشأن المرحلة الأولى"، في الوقت الذي حذرت فيه المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، من أن "العلاقات الأمريكية الصينية تمر بمرحلة حاسمة".
ولقيت الاحتجاجات، التي تضرب هونج كونج المستعمرة البريطانية السابقة منذ أكثر من أربعة أشهر تأييدا مشتركا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة.
ففي 15 تشرين الأول (أكتوبر)، مرر مجلس النواب مشروعا ينص على جعل الوضع الاقتصادي المميز لهونج كونج رهن تقييم إيجابي سنوي تضعه وزارة الخارجية الأمريكية لمدى احترام الحقوق المدنية من جانب سلطات الإقليم الصيني، لكن المشروع، الذي نددت به بكين، لا يزال بحاجة إلى إقراره في مجلس الشيوخ كي يصادق عليه بعدها ترمب ويصبح ساريا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق