صوت مجلس النواب الأمريكي بأغلبية ساحقة على قرار يعترف بالقتل الجماعي للأرمن، التي تُتهم به الامبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، باعتباره "إبادة جماعية".
وتتسم القضية بالحساسية الشديدة ويأتي التصويت في وقت متوتر للعلاقات الأمريكية مع تركيا.
وقال المرشح المحتمل عن الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية المقبلة جو بايدن إن القرار "يكرم ذكرى الضحايا"
لكن وزير الخارجية التركي قال إن التصويت جاء انتقاما للعملية العسكرية لبلاده في شمال سوريا.
كما صوت النواب بأغلبية ساحقة أيضا على دعوة الرئيس دونالد ترامب لفرض عقوبات على تركيا وبعض مسؤوليها بسبب الهجوم.
كيف صوت مجلس النواب؟
صوت النواب لمصلحة القرار بأغلبية 405 أعضاء مقابل رفض 11.
وانضمت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى زملائها بالوقوف "لإحياء ذكرى واحدة من أفظع الأعمال الوحشية في القرن العشرين".
وقال بايدن في تغريدة على حسابه "باعترافنا بهذه الإبادة الجماعية، نكرم ذكرى ضحاياها ونتعهد أن ذلك: لن يتكرر أبدًا".
وكتب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، آدم شيف، على حسابه على تويتر "لقد صوت مجلس النواب للتو على الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن - وهو تصويت حاربت لمدة 19 عامًا لجعله ممكنًا، كما انتظر عشرات الآلاف من الناخبين الأمريكيين من أصول أرمنية عقودا ليرى هذا القرار النور. لن نكون طرفًا في إنكار الإبادة الجماعية، ولن نظل صامتين، ولن ننسى أبدًا."
كيف كان رد فعل أنقرة؟
في أول رد فعل لأنقرة، اعتبر وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن القرار "بلا أي قيمة"
وكتب على حسابه على تويتر قائلا إن تركيا أحبطت "مؤامرة كبرى" بهجومها في شمال شرق سوريا وإن تحرك مجلس النواب الأمريكي يهدف "للانتقام من هذه الخطوة".
وأضاف "كل من أفسدنا مؤامراتهم توجهوا نحو قرارات أتى عليها الزمن، لكن من يظنون انهم ينتقمون منا بهذه الوسيلة مخطؤون. هذا قرار مخز اتخذه أشخاص يستغلون التاريخ في الأمور السياسية".
يذكر أن تركيا وأرمينيا وقعتا اتفاقا تاريخيا لتطبيع العلاقات بينهما بعد قرن من العداء.
وتسعى أرمينيا إلى أن تقر تركيا بأن مقتل الأرمن إبادة جماعية لكن الحكومات التركية المتتالية رفضت ذلك.
وتعترف أنقرة بحدوث فظائع لكنها تعللها بكونها وقعت في سياق الحرب، مشددة على أنها لم تحدث بنية مبيتة لإبادة المسيحيين الأرمنيين.
وقد لقي مئات الآلاف من الأرمن حتفهم عام 1915 عندما هُجروا جماعيا من شرقي الأناضول. ومنهم من قتل على يد الجنود العثمانيين، ومنهم من قضى جوعا أو مرضا.
ويقوم الأرمن بحملة دولية لكي يطلق على ما حدث وصف إبادة جماعية.
الخلاف حول "إبادة الأرمن"
قتل مئات الآلاف من الأرمن ما بين 1915 و1917، عندما كانت الإمبراطورية العثمانية تتهالك.
معظم الضحايا الذين لم يقتلوا في "المذابح" كانوا من المدنيين الذين فروا إلى الصحراء حيث لقوا حتفهم جوعا أو عطشا.
يقول الأرمن أن 1.5 مليون أرمني لقوا حتفهم بينما تقول تركيا أن الأعداد أقل من ذلك بكثير.
وتعترف 20 دولة بينها فرنسا وروسيا اضافة إلى منظمات دولية مثل البرلمان الأوروبي "بالإبادة الجماعية" للأرمن على يد العثمانيين .
وترفض تركيا استخدم تعبير "الابادة الجماعية" على ما حدث وتقول إن المئات قتلوا خلال الاشتباكات التي وقعت إبان الحرب العالمية الأولى، وأن الأتراك أنفسهم عانوا كثيرا خلال تلك الحقبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق