محمد عبدالناصر -
خلال الأيام القليلة الماضية، أثارت رواية «قواعد العشق الأربعون» جدلًا في الكويت بعدما تم منع ندوة عنها كان من المقرر إقامتها يوم السبت الماضي، لكن السلطات الكويتية قررت إلغاءها بعدما تقدم عدد من نواب مجلس الأمة بشكاوى إلى وزارة الداخلية تطلب منهم منع تنظيم الفاعلية التي قالوا عنها بأنها تسيء إلى الإسلام وتروج لعقيدة «الحلول الكفرية» على حد وصفهم.
وأثار هذا القرار تفاعلا كبيرا بين الأوساط المجتمعية بين مؤيد ومعارض، بينما اعتبر كتاب ومبدعون أن إلغاء الندوة يعتبر تقييدا وخنقا للحريات التي يكفلها دستور الكويت فماذا عن تلك الرواية التي نشرت عام 2010 والتي أحدثت الكثير من الجدل فور إصدارها والتي تم منعها في الكويت؟
«إيلاف شفيق»
رواية «قواعد العشق الأربعون» للكاتبة التركية «إيلاف شفيق» التي ولدت في فرنسا، وحصلت على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة الشرق الأوسط التقنية في تركيا، ألفت عشرات الأعمال التي ترجمت إلى ثلاثين لغة، أبرزها كانت رواية «الأربعون» التي حققت انتشارا واسعا ونجحت في أن تكون الرواية الأكثر مبيعا في تركيا.
وتتناول الرواية عالم التصوف بطريقة غير مباشرة فيما أسمته «دين الحب»، من خلال حكايتين متوازيتين لكن في زمنين مختلفين، إحدها في الزمن المعاصر والأخرى في القرن الثالث العشر، عندما واجه المتصوف الأفغاني جلال الدين الرومي مرشده الروحي والدرويش المتنقل كما تصفه الرواية شمس التبريزي، والتي انتهت علاقتهما بطريقة غير متوقعة ومخالفة لسير الأحداث التي كتبت بلغة شديدة العذوبة والجرأة.
وتتلخص الرواية في أربعين قاعدة «للحب»، يتجاوز فيها الإنسان حدود المكان والزمان، ويتخلص فيها من كل القيود ويلغي كل الاعتبارات، ويعلي قيمة المحبة والتسامح رغم كل الاختلافات. تقول «إيلاف» في كتابها: ” لا قيمة للحياة من دون عشق، لا تسأل نفسك ما نوع العشق الذي تريده، روحي أم مادي، إلهي أم دنيوي، غربي أم شرقي، فالانقسامات لا تؤدي إلا إلى مزيد من الانقسامات، ليس للعشق تسميات ولا علامات ولا تعاريف، إنه كما هو نقي وبسيط».
لكن الرواية روجت للعديد من الأفكار الصوفية التي تتعارض مع منهجية الفرق الإسلامية الأخرى، والتي تناقضها تماما ما يجعلها محل جدل دائم في الأوساط الإسلامية والفكرية. وعلقت إيلاف حول الانتقادات التي وجهت لها: «إن روايتي قواعد العشق الأربعون تعرض نظرة ثاقبة على الفلسفة القديمة القائمة على وحدة جميع الأديان والشعوب».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق