المراسل التركي يرفع أسلحة ظهرت في مسلسل أرطغرل
يتخذ الاستهداف التركي المتواصل للأكراد أشكالا متعددة، ليس آخرها العملية العسكرية التي أطلقها الرئيس التركي في شمال شرقي سوريا وأسماها "نبع السلام".
سلاح الدراما أيضا يستخدمه نظام أردوغان ضد الأكراد بشكل عنصري كقومية مختلفة عن الأتراك، حيث تتعمد الأعمال الدرامية التركية خاصة التي تنتجها جهات مقربة أو موالية لأردوغان، تجنب تسليط الضوء على الأكراد إلا للسخرية من لغتهم، قبل أن تصل في عهد أردوغان للمبالغة في تسطيح شخصيتهم والتشكيك في ولائهم.
وتماديا في استهداف الأكراد سخّر أردوغان أدواته الإعلامية لبث الرعب في صفوف الأكراد خاصة في الشمال السوري، وهو ما ظهر في صورة نشرها الإعلام الحربي لقوات سوريا الديمقراطية عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، السبت، أظهرت مراسلا تلفزيونيا ينتمي لحزب أردوغان يحمل أسلحة تقليدية (سيف وبلطة) مهددا بذبح الأكراد.
الأسلحة التي رفعها مراسل قناة "هبير" التركية الموالية لأردوغان ويدعى "ذو الفقار" في الصورة، هي نفسها المستخدمه في المسلسل التركي "قيامة أرطغرل"، وظهرت في المسلسل، يحملها شخصية "تورغوت" الساعد الأيمن لبطل المسلسل أرطغرل، والسيف استخدمه المحارب "علي آر".
مسلسل "قيامة أرطغرل" الذي اشتهر وسط الأتراك وعُرض في خمسة أجزاء، مثّل دليلا دامغا على سيطرة حزب أردوغان "العدالة والتنمية" على قطاعات إعلامية واسعة، حيث باتت السينما والدراما التركية وسيلة لنشر أفكار الموالين لأردوغان لتجميل وجه التاريخ العثمانى القبيح.
ودأبت السينما والدراما التركية خلال السنوات الأخيرة على تناول سير السلاطين والأمراء العثمانيين، عبر إنتاج أعمال بتكاليف باهظة دائما ما يطغى فيها الشكل على المضمون، تروج لأساطير وخرافات، تلقى قبولا لدى من يحلمون بعودة "الخلافة العثمانية".
وانطوت قصة "قيامة أرطغرل" المنتج عام 2012 بطلب من أردوغان على مغالطات تاريخية فجة كباقي الأعمال التركية التاريخية.
ويقول المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ المعاصر، إن الهدف الرئيسي من تلك الأعمال يتمحور حول تحسين صورة الدولة العثمانية في الدول التي خضعت لسيطرة هذه الإمبراطورية.
وأضاف في تصريحات صحفية سابقة: "حقيقة الأمر أن هؤلاء العثمانيين هم بالأساس عبارة عن قبائل جاءت من جنوب غرب الصين من منطقة وسط آسيا".
وعلى هذا تم ترويج الأساطير والخرافات التي حواها المسلسل الذي تناول شخصية أرطغرل بن سليمان شاه، الذي عاش حسب المصادر التركية بين عامي 1191 و1281، والد عثمان الأول مؤسس السلالة العثمانية التي حكمت نحو ستة قرون الدولة العثمانية.
واستخدام تلك الخرافة من جانب أدوات أردوغان الإعلامية، بحسب متابعين للشأن التركي، ليس مستغربا بعد أن استخدمت قواته أسلحة محرمة دوليا في هجومها العسكري على شمال سوريا.
إشهار تلك الأسلحة خلال الهجوم الذي تشنه تركيا على شمالي سوريا له رمزية أرجعها المحللون إلى رغبة تركيا في القضاء على الأكراد بشكل تام والتشفي بهم، خاصة أنها تنظر لهم دائما بعين الريبة، وتصفهم بـ"الإرهابيين".
يشار إلى أنه قبل بدء الهجوم التركي في التاسع من الشهر الجاري، حذر الرئيس السابق للجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي "مايك روجرز" خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية من وقوع مذبحة ضد أكراد سوريا.
وقال روجرز: "الأتراك سيحاولون قتل أكبر عدد من الأكراد يستطيعون قتله، إنه جرح متقيح بالنسبة للأتراك منذ مدة طويلة".
عدم التزام القوات التركية بوقف إطلاق النار لمدة 120 ساعة، حسب الاتفاق المبرم بين أردوغان ونائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، في أنقرة، دفع مجلس سوريا الديمقراطية لطلب إرسال مراقبين دوليين لمراقبة الاتفاق، وجعله يفضي إلى انسحاب كامل للجيش التركي الذي يستمر في توجيه ضرباته.
وأصدر المجلس بيانا، الجمعة، أكد فيه إصراره على مبدأ الحفاظ على حياة شعبه ومقدراته ووقف حالة النزوح، في وقت لم تلتزم فيه أنقرة باتفاق وقف إطلاق النار وضربته عرض الحائط.
وأسفر الهجوم التركي على شمالي سوريا عن مقتل 235 مدنيا بينهم 22 طفلا وإصابة 677، حسب هيئة الصحة بشمال شرق سوريا.
بجانب نزوح نحو 300 ألف شخص، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وفرار 785 عنصرا من تنظيم داعش الإرهابي من الأجانب المعتقلين في مخيم عين عيسى.
السبت 2019/10/19 09:47 م بتوقيت أبوظبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق