أعلنت مصادر قيادة الجيش أن قيادته مع حرية التعبير وحق التظاهر
المتظاهرون يحتضنونه ويرفضون مواجهته..لماذا وَضْعُ الجيش في بوز المدفع؟
قرار السلطة فتح الطرق بالقوة له تبعات خطيرة أمنـيا ودوليا.. فهل تتحمّلهـا؟!
المركزية- منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في الشارع الخميس الماضي، لم تسجل اية مواجهة بين المواطنين المحتشدين في الساحات والجيش اللبناني، بل على العكس، هتافات الدعم للمؤسسة العسكرية ورجالها وحقوقهم، كانت تتردد من الشمال الى الجنوب، تصدح بها حناجر المتظاهرين.
وقد ارتفعت وتيرة هذه الشعارات بعد ان تصدى عناصر الجيش مساء الاحد لمسيرة درّاجة تحمل اعلام حركة أمل وحزب الله، حاولت اقتحام ساحة رياض الصلح لاثارة الشغب وتوتير سلميّتها.
وفي وقت، أكدت مصادر المؤسسة العسكرية على مر الايام الماضية، انها ليست في صدد فتح الطرق بالقوة عنوة، تبدّلت الصورة اليوم وانقلبت رأسا على عقب. فقد نزل الجيش برجاله وعتاده الى الشارع قبل الظهر، وعلى أجندته تنفيذ قرار واضح: فتح الطرق العامة واعادة السير الى طبيعته عليها.
فمن جل الديب الى الزوق وصولا الى غزير فجبيل، تكرر المشهد نفسه وإن بنسب متفاوتة. صدامات بين المواطنين وعناصر الجيش، منع الاعلام من التصوير، نسوة يبكين، رجال يصرخون، كر وفر بين المتظاهرين ورجال المؤسسة العسكرية، وبعض الاصابات المحدودة.
غير ان المشهد عاد وهدأ بعد أن رفع المعتصمون الصوت عاليا رافضين الاصطدام بإخوانهم في الجيش، وقد رددوا الاناشيد التي تحييه وتدعمه. وسجلت لحظات مؤثرة بين الطرفين، حيث ظهرت على الكاميرات دموع بعض العناصر العسكرية تنهمر حسرة خلال المواجهات، والتقطت العدسات ايضا حالات عناق حار بين بعض المتظاهرين والعسكر.
ومواكبة لهذه التطورات، قرر الجيش ايضا اصدار موقف، في خطوة نادرا ما يلجأ اليها. فغرد عبر حسابه على "تويتر" متوجها الى المتظاهرين، قائلا "الجيش يقف إلى جانبكم في مطالبكم الحياتية المحقة، وهو ملتزم حماية حرية التعبير والتظاهر السلمي بعيداً عن إقفال الطرق والتضييق على المواطنين واستغلالكم للقيام بأعمال شغب". واضاف: "جنودنا منتشرون على الأراضي اللبنانية كافة على مدار الساعة لمواكبة تحرّككم السلمي وحمايتكم في هذه المرحلة الدقيقة وهم بين أهلهم. وتابع الجيش: لم نألُ جهداً في الأيام الماضية في التواصل مع كل الأفرقاء المعنيين للحؤول دون حصول احتكاك أو تصادم بين المواطنين".
واذا كان الوضع استقر في الميدان، بعد الظهر، على بقاء المتظاهرين حيث هم، فإن مصادر سياسية مراقبة تقول لـ"المركزية" ان الجيش في نهاية الامر ينفّذ اوامر السلطة السياسية. فهل اتخذت الاخيرة قرارا بفتح الطرق ولو بالقوة؟ على ما يبدو، هذه هي الحال، تجيب المصادر، منطلقة من المواقف والاجواء التي رشحت من قصر بعبدا والسراي وعين التينة اليوم، مدعومة ايضا بالبيان الذي صدر عن المطارنة اثر اجتماعهم الطارئ في بكركي. ففي رأي هذه الجهات، التعبير عن الرأي حق ولكن شرط عدم شل الحركة في البلاد وتقطيع أوصالها وشرايينها الحيوية.
واذ تلفت الى ان اخراج الناس من هذه النقاط الاساسية، سيفقد الحراك الشعبي وسيلة ضغط قوية يستخدمها لتحقيق أهدافه، تقول المصادر إن وضع الجيش في مواجهة المواطنين، سيكون مكلفا وقد يولّد مواجهات ترهق دماء في الشارع. وتسأل "هل ستذهب الدولة الى هذا الحد؟ وهل هي مستعدة لتحمل الاكلاف، شعبيا ودوليا حيث يشدد المجتمع الدولي على ضرورة حماية أمن المتظاهرين؟ وبعد، تسأل "من المستفيد من وضع الجيش في "بوز المدفع" مع مواطنيه"؟ وهل من غايات فئوية – سياسية، يسعى البعض الى تحقيقها من خلف هذه المواجهة؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق