مبادرة لمقاطعة مادتي الموز والبطاطا تغزو فيسبوك في اطار حالة وعي افتراضي لمواجهة طمع المحتكرين.
تونس - نجحت سياسة المقاطعة التي دعت إليها صفحة على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك اطلق القائمون عليها اسم "قاطع الغلاء تعيش بالقدا" (جيدا) في جذب التونسيين لمقاطعة مادتين استهلاكيتين هما الموز والباطاطا.
وطالب القائمون على الصفحة من التونسيين عدم شراء هاتين السلعتين التين وصلتا الى مستويات مرتفعة للغاية حيث وصل سعر البطاطا الى دولار "حوالي "3 دنانير" فيما وصل سعر كلغ من الموز الى 2 دولار اي حوالي "6 دنانير".
وتأتي الحملة لمواجهة الاحتكار الذي عجزت الحكومة عن مواجهته وبقيت منشغلة بالجدل القائم حول الانتخابات التشريعية والرئاسية فيما تشهد المقدرة الشرائية للمواطن التونسي تراجعا مع ارتفاع نسبة التضخم.
كما انطلقت الحملة بعد ان شهد مؤشر أسعار الاستهلاك العائلي ارتفاعا بنسبة 0.6% خلال شهر أغسطس/آب اذا تمت مقارنتها بشهر يوليو/تموز.
الهدف المنشود من الحملة يتمثل في تحسين القدرة الشرائية للمواطن والتخفيض في الأسعار عبر مقاطعة المنتجات التي تجاوزت أسعارها المعقول ومحاربة المضاربين والسوق الموازية
وقالت نوال نورالدين اليعقوبي في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء (وكالة الانباء الرسمية التونسية) الجمعة ان "الهدف المنشود من الحملة يتمثل في تحسين القدرة الشرائية للمواطن والتخفيض في الأسعار عبر مقاطعة المنتجات التي تجاوزت أسعارها المعقول، ومحاربة المضاربين والسوق الموازية، فضلا عن المساهمة في تغيير العقلية عبر التأسيس لمجتمع واع، يؤمن بثقافة المقاطعة ويدعمها".
وأكدت اليعقوبي ان الحملة الافتراضية شعبية وبعيدة عن المزايدات السياسية ولا علاقة لها بالحملات الانتخابية او بمصالح الاحزاب.
وتضم الصفحة المعنية بالدعوة للمقاطعة اكثر من مليون معجب في وقت رفضت فيه جل الاحزاب والتيارات السياسية التعليق عليها وخيرت الصمت والاهتمام بالشان الانتخابي عوضا عن ذلك.
وادت التجربة والتي تعتبر الاولى في تونس الى انخفاض واضح في اسعار المادتين اذ يبدو ان المحتكرين تلقوا الرسالة جيدا وعملوا على توزيع المنتوج في السوق خوفا من اتلافه ما انعكس على ثمنه.
ومع نجاح التجربة تطورت الدعوات الى المطالبة بتخفيض اسعار مواد غذائية اخرى لتكون بذلك المقاطعة وسيلة شعبية فعالية لتحديد الاسعار ومواجهة غلاء المعيشة التي اضرت بجيب المواطن التونسي.
مقاطعة البطاطا والموز في انتظار مواد اخرى
ورغم ان الحملة هي الاولى في تونس لكن دولا مغاربية أخرى شهدت حملة مقاطعات لبعض المنتجات بسبب الغلاء والاحتكار.
وفي ابريل/نيسان 2018 شهدت المغرب حملة مقاطعة شعبية بمقاطعة منتجات ثلاث شركات كبرى وهي شركة سنطرال دانون لتوزيع منتجات الحليب، وشركة افريقيا لتوزيع الغاز والوقود، وسيدي علي للمياه المعدنية ما ادى في النهاية الى انخافض أسعارها.
وكانت وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة لدعم المقاطعة كما انتشر بشكل كبير هاشتاغ #خليه يريب و #مقاطعون ما هدد تلك الشركات بالافلاس والتخلي عن العمال.
ودفعت سياسة المقاطعة رئيس الحكومة المغربية سعدالدين العثماني الى التدخل بدعم العمال الذين يشتغلون مع تلك الشركات.
وفي الجزائر نجحت سياسة المقاطعة في 2018 والتي شملت أسعار السيارات المستعملة وذلك بعد تفجر فضيحة التلاعب باسعارها وقيام المحتكرين باضافة زيادة قدرت ب25 في المئة عن السعر المصرح به من قبل الحكومة
وتحت شعار "خليها تصدي" (اتركها للصدا) دعا القائمون على الحملة بعدم شراء السيارات المستعملة والتي تقوم العلامات العالمية بتجميعها في الجزائر ما ادى في النهاية الى تخفيضها.
وبعد نجاح التجربة شملت المقاطعات عديد المواد الاستهلاكية مثل الموز والدجاج والسمك والطحين.
وتحولت سياسة المقاطعة الشعبية في تونس ودول المغرب العربي وسيلة ناجعة لمواجهة غلاء المعيشة وارتفاع الاسعار وشجع المحتكرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق